خدمة المواطن

TT

أود أن أعلق على مقال محمد الرميحي «الأصدقاء الكرد!»، المنشور بتاريخ 8 نوفمبر (تشرين ثان) الحالي، بالقول إنه لا توجد أي دولة أو مجتمع يمتلك هوية نقية صافية، فإن تعدد الهويات العرقية داخل فضاء مجتمعي واحد أمر طبيعي، ولا يؤدي إلى تفتيت كيان الدولة وتمزيق خريطتها إذا وُجِد نظام ديمقراطي يدير الخلافات القائمة بطريقة سلمية، ومثلت فيه إرادة ورغبات كل المكونات القومية والأثنية، ونحن قبل فترة قد شاهدنا امتحان بريطانيا في إستكوتلندا، فقد قرر الشعب الأستكوتلندي في إطار المملكة المتحدة، لأنهم وجدوا أن معظم حقوقهم محفوظة، فتعامل دولة بريطانيا مع فرد كلاسكو لا يختلف عن تعاملها مع فرد في لندن، ولا يعلو أحد مهما كان شأنه على القانون، لذلك قد استطاعت بريطانيا حماية إرثها السياسي والتاريخي. إن السر في نجاحهم يكمن في وجود ذلك الأسلوب الذي قد أنجزوه لإدراة الخلافات من دون أن تصل إلى حالة التصدع، ثم إن السياسة والدولة تخدم الفرد والمواطن والإنسان هو المقدس، لكن لدينا المقدس الوحيد هو السلطة لا يبدي أي طرف مرونة لتوفير دماء المواطنين، بل الجميع بكل أطيافنا وقومياتنا وطوائفنا نريد أن نبني الإمارة حتى ولو على الحجارة، كما يقول المثل. لا أعتقد أن إقامة دول أخرى تعالج الأزمات في هذه المرحلة، بل علينا أن ننظر إلى تجربة إستكوتلندا إذا أردنا أن نفهم أهمية التوقيت.

كه يلان محمد - العراق [email protected]