الفلسطينيون يهدمون جزءا من الجدار العازل

في الذكرى السنوية لهدم جدار برلين

TT

على الرغم من الحراسة الأمنية الإسرائيلية المشددة، تمكن مئات النشطاء الفلسطينيين والأجانب (وبينهم عدد من أنصار السلام الإسرائيليين) من هدم أجزاء من الجدار الفاصل الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية، وذلك مساهمة منهم في النشاطات العالمية لإحياء الذكرى السنوية لهدم جدار برلين (9 نوفمبر/ تشرين الثاني، 1989).

وقد شاركت في هذا النشاط كل من «اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان» وهي تجمّع محلي لناشطين فلسطينيين وأجانب، يعمل على تنظيم حملات مناهضة للاستيطان، والجدار العازل الإسرائيلي، من خلال المسيرات والنشاطات السلمية. وتم في إطاره هدم أجزاء من الجدار بأدوات بسيطة يدوية، المنكوش والشاكوش، وإحداث ثغرات كبيرة فيه بمساحة 20 إلى 30 مترا مربعا، في عدة مناطق قريبة من محيط مدينة القدس، مثل بير نيبالا شمالا وأبو ديس جنوبا. وتمكن المئات من الفلسطينيين من عبور الجدار والانتقال إلى القدس والمشاركة في الأعمال الاحتجاجية على الزيارات الاستفزازية لليمين الإسرائيلي لباحة المسجد الأقصى المبارك. كما أنهم رفعوا العلم الفلسطيني في عدة مناطق واقعة غرب الجدار، وهو ما اعتبرته السلطات الإسرائيلية استخفافا بها، فردت بعصبية شديدة عليه وراحت تعتقل كل من تصادفه من الفلسطينيين هناك.

وقال محمد مطر، عضو اللجنة الإقليمية لحركة فتح، إن «الجدار في الأراضي الفلسطينية أقيم بهدف استعماري لتخليد الاحتلال وقضم مزيد من الأراضي الفلسطينية وضمها لإسرائيل. ونحن اخترنا هذا اليوم بالذات لكي نذكر بأن عصرنا هو عصر هدم الجدران العازلة وليس بناءها من جديد، وفق العقلية الإسرائيلية الاستعمارية القديمة. ورسالتنا هي أن هذه الثغرة ستكون بداية لانهيار جدار الفصل العنصري كما هدم جدار برلين. وهذه الفتحة هي بوصلتنا نحو القدس وتدمير هذا الجدار العنصري».

وكانت إسرائيل قد بدأت بناء جدار فاصل بين الضفة الغربية وإسرائيل عام 2002، بحجج أمنية لمنع تنفيذ هجمات فلسطينية في إسرائيل، خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000. ووفق تقديرات فلسطينية، فإن مساحة الأراضي الفلسطينية المعزولة والمحاصرة بين الجدار وحدود 1948 (إسرائيل) بلغت نحو 680 كيلومترا مربعا حتى عام 2012، أي نحو 12 في المائة من مساحة الضفة، منها نحو 454 كيلومترا مربعا أراضي زراعية ومراعي ومناطق مفتوحة، و117 كيلومترا مستغلة كمستوطنات وقواعد عسكرية، و89 كيلو مترا مربعا غابات، إضافة إلى 20 كيلو مترا مربعا أراضي فلسطينية مبنية. ويقارن الفلسطينيون بينه وبين جدار برلين، الذي كان يفصل شطري برلين الشرقي والغربي والمناطق المحيطة في ألمانيا الشرقية بغرض تحجيم المرور بين برلين الغربية وألمانيا الشرقية، والذي بدأ بناؤه في 13 أغسطس (آب) 1961 وجرى تحصينه على مدار السنين، لكن الثوار فتحوا أول ثغرة فيه يوم 9 نوفمبر 1989 ثم هدم بعد ذلك بشكل شبه كامل.