«حفنة تمر» تقود مبدعي العالم إلى ريف السودان وإنسانه

من بواكير إنتاج الأديب العالمي الطيب صالح

المخرج هاشم حسن
TT

اجتمع فريق عالمي من المهتمين بالتراث السوداني وصانعي السينما لإبراز أجمل ملامحه الإنسانية من خلال عمل فيلم قصير يتبني قصة الطيب صالح «حفنة تمر» التي تعتبر من أوائل إنتاج الأديب العالمي قبل روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» المشهورة عالميا. الفريق مكون من المخرج الأميركي، الذي ينسب لأصول سودانية لاتينية مصرية، هاشم حسن وفريق من المبدعين حضر من لوس أنجليس.

المخرج هاشم حسن اختار قرية نوري شمال السودان لتصوير مشاهد القصة. وتجسد القرية المحاذية للنيل نفس ملامح قرية ود حامد التي اخترعها الكاتب من وحي خياله بكل التفاصيل اليومية لواقع الفلاح البسيط وحياته التي يستخدم فيها الدواب ويعتاش من حدائق المانجو والبرتقال والأهم حقول النخيل محور القضية الإنسانية للقصة.

المناظر الطبيعية في قرية نوري جذبت المخرج هاشم حسن لتصوير ما يقارب 80 في المائة من المشاهد الخارجية في لحظة زمنية معينة قرب غروب الشمس ولقطات مثل الفلاح في قاربه الصغير قبيل الغروب. ولأهمية لقطة حصاد التمر بالنسبة للعمل حضر المخرج من لوس أنجليس لحضور موسم حصاد التمر والذي عادة ما يكون في شهر سبتمبر (أيلول).

وعن سبب اختيار هاشم حسن لقصة «حفنة تمر» بالذات يقول إنها قصة تخاطب كل الشعوب للقيم الأخلاقية والمثل المتجلية في قيمة العدل والمدينة الفاضلة التي يحلم بها بطل القصة والصراع الدائر بين حلم الشباب وحقيقة الواقع المر الذي يعيشه مواطنو القرية في ود حامد.

فريق العمل المكون من محمد الفوي منسق الإنتاج وإسراء الكوجلي كاتبة السيناريو وممدوح صالح المنتج المنفذ وشريك في الإنتاج والمصور الكيني دور موناغي والموسيقي الأميركي دكستر ستوري يرون أن العمل سوف يقدم رحلة عن إنسان السودان وتراثه وقيمه عبر الطيب الصالح والشاب مسعود بطل «حفنة تمر» ويقوم بوضع لبنة لصناعة سينمائية في السودان.

يوضح هاشم حسن أن التحضيرات لاختيار الممثلين السودانيين «أجبرتنا لكسر حاجز اللغة وقمنا بتعلمها خاصة لأن مسعود بطل القصة طفل في بداية القصة يحتاج لكثير من التوجيه وهي واحدة من العقبات التي تواجهنا الآن»، ويستطرد قائلا: «من العقبات أيضا أنه لا توجد صناعة أفلام في السودان لذلك تمثل مهمة البحث عن مواهب متميزة تحديا كبيرا، خصوصا أننا نريد خلق مشاهد تحمل الكثير من التفاصيل لخلق صورة رومانسية عن الماضي». وتم ترشيح الممثل عبد الحكيم الطاهر ليعلب دور الجد القاسي في «حفنة تمر» وطفل صغير ليلعب دور مسعود الحفيد.

وهناك تحدٍ آخر وهو زمن تصوير الفيلم الذي يقع ما بين المغرب وحتى الفجر وهذا يجعل عملية الإنتاج طويلة لأن وقت التصوير قصير جدا.

يؤكد هاشم أن قصة «حفنة تمر» قادته للذهاب إلى نوري ودراسة اللهجة المحلية، ويضيف: «قمنا بعمل أبحاث عن الملابس وعن السلوكيات اليومية لإنسان الريف السوداني وحتى الألعاب الشعبية لأطفال المنطقة التي تعيش فيها قبائل الشايقية على حواف النيل».

ويضيف: «تعتبر الموسيقى من أهم مكونات أي عمل فني»، والحديث لمخرج الفيلم هاشم حسن الذي يقول إنه تم اختيار الإيقاع واللونية الخاصة بقبائل الشايقية «موجودة شمال السودان» لاستخدامها خلفية مصاحبة لكل مشاهد الفيلم.

وجد العمل الاهتمام من عدد من الجهات وهو في مرحلة التحضيرات الأولية من بينهم السفارة الأميركية في السودان. ويكلف إنتاج قصة «حفنة تمر» 41 ألف دولار وتبلغ مدة الفيلم نحو 25 دقيقة.