القوات العراقية تطبق على بيجي.. ومستشارون عسكريون أميركيون في الأنبار

وصول عدد من مروحيات الـ«أباتشي» الهجومية إلى قاعدة «عين الأسد»

عناصر من ميليشيا الكرار يشاركون في تمرين بالنجف أمس استعدادا لقتال «داعش» (إ.ب.أ)
TT

تواصل القوات العراقية تقدمها في المعارك الحالية في محافظة صلاح الدين منذ فترة بهدف فك الحصار الذي يفرضه مسلحو «داعش» على مصفاة بيجي. ويأتي إحراز هذا التقدم في هذه الجبهة في وقت لا يزال فيه الحصار مفروضا على عشائر البونمر في منطقة بروانة التابعة لقضاء حديثة والقريبة من ناحية البغدادي التي بدأت تشهد حراكا من نوع آخر تمثل في وصول دفعة جديدة من المستشارين العسكريين الأميركيين مع طائرات أباتشي إلى قاعدة «عين الأسد».

وقال مصدر أمني في محافظة صلاح الدين أمس إن «القوات الأمنية تتمركز على بعد 3 كيلومترات من مصفاة بيجي الواقعة شمالي تكريت». وأضاف المصدر أن «طائرة (إف 16) تابعة لطيران التحالف نفذت قصفا جويا استهدف رتلا لتنظيم (داعش) بين ناحية الصينية ومركز قضاء بيجي»، مشيرا إلى أن «القوات الأمنية فجرت خلال اليوميين الماضيين 100 عبوة ناسفة كانت مزروعة على الطريق و4 سيارات مفخخة».

وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن القوات الأمنية التابعة لقيادة عمليات صلاح الدين مستمرة بالتقدم باتجاه بيجي والمناطق المحيطة بها. وكانت عدة محاولات سابقة قامت بها القوات العراقية والمتطوعون سواء لاستعادة بيجي أو تحرير مدينة تكريت قد فشلت بسبب قوة المقاومة التي يبديها مسلحو «داعش» فضلا عن تفخيخهم المنازل والشوارع والساحات مما يتطلب جهدا هندسيا خارقا من جهة بالإضافة إلى عدم وصول إمدادات عسكرية كافية من أجل مسك الأرض.

وفي محافظة الأنبار الغربية حيث يستمر حصار «داعش» لعشيرة البونمر في منطقة بروانة بقضاء حديثة فإنه وفي الوقت الذي تبدو الاستعدادات على أشدها في قاعدة «عين الأسد» الجوية بناحية البغدادي تمهيدا لبدء صفحة الهجوم المقابل ضد تنظيم «داعش» لاستعادة قضاء هيت والثأر لقتلى عشيرة البونمر، أكد زعيم العشيرة وعضو البرلمان، الشيخ غازي الكعود، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الكلام الذي يجري عن وصول مساعدات أو تحشدات عسكرية من هنا وهناك لا يزال بالنسبة لنا كعشيرة البونمر مجرد حبر على ورق»، مشيرا إلى أن «العشيرة فقدت حتى الآن أكثر من 600 من أبنائها على يد تنظيم (داعش) بسبب عدم موالاة هذه القبيلة لهذه العصابات الإجرامية». وأضاف الكعود أنه يستغرب «الوعود الحكومية التي لم ينفذ منها شيئا رغم أن رئيس الوزراء حيدر العيادي وعدني قبل نحو 4 أيام بأن الحكومة ستقوم بتلبية حاجات العشيرة من التسليح الخفيف وشبه المتوسط».

وأوضح الكعود أن «مقاتلي العشيرة موجودون في قاعدة عين الأسد ومتأهبون للقتال لكن ينقصهم السلاح غير أن المشكلة الكبرى تمكن في أن الحصار لا يزال مضروبا على العشيرة مع نفاد الغذاء والدواء علما أنني وعدت بتولي نقل مساعدات غذائية بالطائرات وهو ما لم يحصل حتى اللحظة».

من جهته أعلن أبو أكرم النمراوي أحد وجهاء قبيلة البونمر والموجود في مناطق العشيرة المحاصرة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن «الوضع الإنساني بات مزريا تماما حيث لا غذاء ولا دواء ولم تصل أي مساعدات سوى مرة واحدة كانت عبارة عن كيلو ونصف كيلو من الأرز لكل عائلة». وأضاف النمراوي إن «منطقتنا (براونة) لا تزال محاصرة ولا نعرف متى يمكن فك الحصار عنها»، مبينا أن «الوسيلة الوحيدة لإيصال المساعدات لنا هي عبر الجو وهو ما لم يحصل وإن كل ما يجري من حديث هو للاستهلاك الإعلامي حيث إن الجميع الحكومة والشيوخ والأميركان يتاجرون بمعاناتنا».

في غضون ذلك، أعلن عن وصول 180 مستشارا عسكريا أميركيا إلى قاعدة «عين الأسد» غرب مدينة الرمادي، حيث سيقوم هؤلاء المستشارون بالتنسيق مع القوات الأمنية لاستهداف تنظيم «داعش» وتحرير محافظة الأنبار. وأعلن مسؤول أمني في محافظة الأنبار، أمس، الاثنين، عن وصول عدد من مروحيات «أباتشي» الأميركية مع وفد من الخبراء العسكريين إلى قاعدة «عين الأسد» غرب الرمادي (110 كم غرب بغداد). وإضافة إلى المستشارين الأميركيين وصل أيضا عدد من مروحيات «أباتشي» الهجومية إلى القاعدة الجوية.