شهرة الأضواء

TT

أود أن أعلق على مقال مشاري الذايدي «الإخواني سامي الجميل!»، المنشور بتاريخ 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بالقول إن جهل النخبة هو طامة كبرى حلت بالدول المنكوبة بما يسمى الربيع العربي، فمن المفترض أن تقود النخبة لغد أفضل لا أن تقود المجتمع للسقوط في مستنقع يؤدي في النهاية إلى فشل الدولة والمجتمع والمنطقة ككل، ولا نستطيع تبرير الفشل بحسن النية أو نقص المعلومات، فمن يتصدى لعمل ما إما أن يكون ملما بخفاياه أو يترك غيره يقوم بالعمل، فليس من المعقول أن تخضع لجراح وهو لا يعلم الصفة التشريحية للمكان الذي سيجري فيه العملية الجراحية، وليس من المقبول أن نسمح له بالعمل على خلفية أنه حسن الخلق معسول اللسان، فتلك الأمور لا تقيم عملا، بل تقود إلى كوارث مثل التي نعيشها الآن، لقد سقط بعض السياسيين والنخبة في أخطاء لا يرتكبها مبتدئ سياسة، وأعمتهم أضواء الإعلام فانساقوا يمارسون أسوأ أنواع الممارسة السياسية، ولم تكن هناك رؤية ولم يكن هناك غرض إلا المنفعة الشخصية وشهرة الأضواء، ويجب أن تحاسب النخبة نفسها أولا بالانسحاب من المشهد السياسي، بعد أن تقر بخطئها، وأن يرفض المجتمع لأن يعاودوا الكرة مرة أخرى لضياع الوطن، فلا يلدغ مؤمن من جحر مرتين، وهؤلاء الساسة أدمنوا لدغ مجتمعاتهم بجهلهم وانعدام رؤيتهم.

د. ماهر حبيب - أميركا [email protected]