المقاتلون الأكراد يتقدمون في كوباني وقصف طائرات التحالف لمواقع «داعش»

النظام يكثف حملته الجوية على أحياء المعارضة في حلب ودرعا والغوطة الشرقية بريف دمشق

TT

تقدمت قوات «وحدات حماية الشعب الكردي» أمس، في أحياء في مدينة كوباني (عين العرب) كان سيطر عليها تنظيم «داعش»، وصدت هجمات نفذها مقاتلو التنظيم للسيطرة على أحياء إضافية داخل المدينة، بموازاة قصف جوي نفذته طائرات التحالف العربي والدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا، استهدفت تمركزات للتنظيم. وفي الوقت نفسه، واصل سلاح الجو السوري قصفه لمدينة الباب في شرق حلب الخاضعة لسيطرة «داعش»، فيما وسع وتيرة استهداف أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب.

وقال ناشطون سوريون إن اشتباكات عنيفة دارت بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «داعش» في محاور سوق الهال والبلدية ومنطقة دوار آزادي في القسم الشرقي من مدينة كوباني، في محاولة من عناصر التنظيم استعادة السيطرة على نقاط تمكنت الوحدات قبل أيام من السيطرة عليها. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتقدم أحرزته الوحدات في منطقة سوق الهال، مشيرا إلى أن المعارك تواصلت بين الطرفين في المناطق السابقة حتى صباح أمس. وقال: إن مقاتلي الوحدات استولوا على أسلحة.

وبالتزامن، نفذت طائرات التحالف العربي – الدولي، 5 ضربات استهدفت تجمعات لتنظيم «داعش» في منطقة الصناعة ومنطقة البلدية والمنطقة الواقعة بين دوار آزادي والبلدية في مدينة كوباني.

وجاءت تلك الضربات الجوية من ضمن سلسلة غارات، استهدفت إحداها منطقة منازي في الريف الغربي لمدينة «كوباني»، كما نفذت ضربتين بعد ظهر أمس على مناطق في الجبهة الجنوبية للمدينة، فيما قصفت وحدات الحماية وقوات البيشمركة الكردية تمركزات لتنظيم «داعش» في الريف الغربي للمدينة.

وفي المقابل، ارتفع إلى 25 على الأقل عدد القذائف التي أطلقها تنظيم «داعش» على مناطق في كوباني منذ صباح الأحد، في حين أسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 9 عناصر من التنظيم.

وعلى صعيد القتال مع «داعش»، قال ناشطون إن القوات النظامية واصلت قصفها لمدينة الباب الخاضعة لسيطرة التنظيم شرق مدينة حلب، إذ ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على منطقة دوار تادف ومنطقة أخرى في مدينة الباب ما أدى لسقوط عدد من الجرحى. وكانت طائرات النظام أغارت على أحياء في مدينة الباب أول من أمس، سقط إثرها 21 مدنيا إضافة إلى 100 جريح على الأقل، في أوسع هجوم جوي للنظام على المدينة.

واستكمل النظام حملته الجوية، بقصف مناطق سيطرة المعارضة في أحياء مدينة حلب وريفها، إذ أفاد ناشطون بإلقاء الطيران المروحي برميلا متفجرا على منطقة بقرية البويضة في ريف حلب الجنوبي، فيما قصفت قوات النظام بعدة قذائف مناطق في حي باب النيرب بحلب القديمة، وأحياء الجلوم والبياضة وباب الحديد والسفاحية، بينما استهدفت الطائرات بلدة عندان ومنطقة القبر الإنجليزي ومناطق أخرى في مزارع بلدة كفر حمرة.

وتزامن القصف مع اندلاع اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة أخرى، في منطقة حندرات بريف حلب الشمالي، بالتزامن مع قصف بعدة قذائف من قبل المقاتلين على تمركزات لقوات النظام في كتيبة حندرات، كما أفاد المرصد السوري. وأشار إلى وقوع اشتباكات أخرى في حي العامرية جنوب حلب، ترافق مع قصف بعدة قذائف من قبل قوات النظام على مناطق في الحي.

وفي ريف دمشق، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة من جهة أخرى في محيط بلدتي دير العصافير وزبدين بالغوطة الشرقية، بحسب المرصد الذي أشار إلى سقوط صاروخين يعتقد أنهما من نوع أرض – أرض على مناطق بالقرب من بلدة زبدين.

وقصفت قوات النظام مناطق في مدينة حرستا، ومناطق في بساتين مدينة دوما التي استهدفت بـ3 غارات أسفرت عن سقوط جرحى بينهم نساء وأطفال، كما قال ناشطون، في حين فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في محيط بلدة كناكر. كما نفذ الطيران الحربي 4 غارات على أماكن في منطقة بالا بغوطة دمشق الشرقية، بموازاة وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة من جهة أخرى بالقرب من بلدة بدّا بمنطقة القلمون، أسفرت عن وقوع خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

وفي حمص، تعرضت، منطقة الحولة الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية بريف حمص الشمالي، للقصف من قبل القوات النظامية، بالرشاشات الثقيلة ومدافع 57 ملم، كما قصف النظام منطقة تلبيسة. أما في درعا، فقد تعرضت مناطق في بلدات ابطع وجاسم وطفس وكحيل ودرعا البلد في مدينة درعا لقصف من قبل قوات النظام، في حين نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في مدينة نوى ومحيطها ترافق مع قصف من الطيران المروحي على مناطق في المدينة، غداة سيطرة قوات المعارضة على المدينة الاستراتيجية الواقعة غرب محافظة درعا في جنوب سوريا.

وقال ناشطون إن طائرات حربية تابعة للجيش النظامي، شنت أكثر من 9 غارات على مدينة نوى، استهدفت خلالها عددا من أحياء المدينة، بالإضافة إلى السهول المحيطة بها، وذلك باستخدام الصواريخ الفراغية، مشيرة إلى مقتل 3 مدنيين على الأقل وجرح آخرين، حيث تم نقل الجرحى إلى المستشفى الميداني في نوى، وإلى مستشفى جاسم الطبي في بلدة جاسم المجاورة لها. كما تعرضت مدينة الشيخ مسكين لـ5 غارات بالبراميل المتفجرة وشهدت اشتباكات عنيفة.