أبحاث دولية تربط بين التغيرات المناخية القديمة ومدونات الألواح الطينية

الانفجار السكاني والجفاف وراء انهيار الإمبراطورية الآشورية قبل 2700 عام

TT

أعلن عالمان في فريق دولي أمس أنهما توصلا إلى معرفة لغز انهيار الإمبراطورية الآشورية في نهاية القرن السابع قبل الميلاد. وتعتبر تلك الإمبراطورية من أكبر إمبراطوريات العصر القديم التي بلغت ذروة أمجادها بداية القرن السابع قبل الميلاد، إلا أنها انهارت بسرعة نهاية ذلك القرن.

وقال الباحثان آدم شنايدر في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو بالولايات المتحدة، وسليم أدالي الباحث في جامعة كوتش في إسطنبول بتركيا اللذان نشرا نتائج بحثهما أمس في مجلة «سبرنغر» للتغيرات المناخية، إن انهيار الإمبراطورية حدث نتيجة عاملين مهمين: الأول، الانفجار السكاني والثاني، الجفاف.

وقال شنايدر طالب الدكتوراه في علم الأنثربولوجيا: «وفق معلوماتنا المتوفرة، فإن دراستنا هي الأولى من نوعها التي تطرح فرضية مسؤولية التغيرات المناخية، وعلى وجه الخصوص الجفاف، عن سرعة انهيار الإمبراطورية الآشورية».

ويربط البحث الجديد البيانات المناخية المنشورة حديثا بالمعلومات التي وردت في المدونات على أحد الألواح الطينية القديمة. ويحتوي نص ذلك اللوح الطيني على رسالة وجهها منجم القصر الذي قال، وكأنه يذكر ذلك مصادفة: «لم يحصد أي محصول زراعي عام 657 قبل الميلاد».

وتؤكد الأبحاث الخاصة بأوضاع التربة والمناخ فحوى رسالة المنجم الآشوري. وإضافة إلى ذلك فإن تحليلات أنساق الطقس في المنطقة الممتدة من شمال العراق إلى سوريا تفترض أن الجفاف لم يسجل لمرة واحدة في تلك السنة، بل إنه كان واحدا من سلسلة من سنوات الجفاف.

وقال الباحثان إن من المهم أخذ زيادة السكان يشكل كبير بنظر الاعتبار، خصوصا في مناطق مثل مدينة نينوى القريبة من مدينة الموصل الحالية، إذ سجل نوع ما من الانفجار السكاني في عهد حكم الملك سنحاريب، الأمر الذي أدى إلى إضعاف الإمبراطورية.

وقد أدى هذان العاملان إلى إضعاف الإمبراطورية اقتصاديا. وخلال 5 أعوام من رسالة منجم القصر، تعرضت آشور إلى سلسلة من الحروب الأهلية، ثم قضت قوات بابل وميديا المشتركة عليها عام (612 ق. م).