القنصل اللبناني لـ(«الشرق الأوسط»): السعودية الداعم الرئيسي لوحدة لبنان وحماية

قال إن دعم خادم الحرمين محل تقدير الساسة اللبنانيين

TT

كشف زياد عطا الله القنصل اللبناني في السعودية لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار لبنان حصلت في الآونة الأخيرة على أسلحة نوعية، من جهات لم يفصح عنها، وأن هذه الجماعات تعمل من خلال تقنية وأسلحة متطورة، تساعدها في أعمالها الإرهابية، الأمر الذي يتطلب فيه مواجهة هذه الجماعات بنفس الأداء والتقنية.

وقال عطا الله إن التوقيع الذي جرى لتزويد الجيش اللبناني بالأسلحة الفرنسية من الهبة السعودية والمقدرة بنحو 3 مليارات دولار، سيدعم الجيش اللبناني المنتشر في الوقت الراهن على جميع الحدود اللبنانية، وخاض الكثير من المعارك في الداخل بالتنسيق مع القوى الأمنية الأخرى.

ولفت القنصل اللبناني إلى أن الحاجة ملحة الآن لأسلحة متطورة وبأعداد كبيرة وذخيرة متنوعة لمساعد الجيش اللبناني، في مواجهته الجماعات الإرهابية الذين يمتلكون أسلحة نوعية، وذلك من أجل السيطرة على الأراضي اللبنانية، وهو ما سينتج عن هذه الاتفاقية، التي تدعم وحدة واستقرار لبنان الذي يواجه صعوبات كبيرة في محاربة المخربين بأمن واستقرار البلاد.

وأكد القنصل اللبناني أن السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لها الدور الرئيسي في دعم لبنان واستقراره في كثير من المواقف، والتي كان آخر ما قدمه خادم الحرمين الشريفين من هبة تقدر بنحو 3 مليارات دولار للجيش وقوى الأمن، لافتا إلى أن اسم المملكة مرتبط في لبنان بالأمن والأمان والاستقرار، والدعم المتواصل في السراء والضراء.

وقال عطاء الله إن اللبنانيين يذكرون المواقف السعودية وكيف تمكنت من جمع اللبناني وتوحيدهم في الحرب الأهلية من خلال توقيع اتفاق الطائف الذي أرسى السلم الأهلي في لبنان، كذلك الدعم الكبير في 2006 لإعادة إعمار المناطق المتضررة من العدوان الإسرائيلي، ودعم الاقتصاد اللبناني بكل ما يحتاج إليه من ودائع مالية تساعده على مواجهة الصعوبات الاقتصادية التي قد يواجها في تلك الفترة، إضافة إلى احتضان السعودية للجالية اللبنانية التي تشعر بكل الدفء والمحبة على الأراضي السعودية، وهذا كل بدعم ورعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وشدد عطاء الله على أن اللبنانيين لا ينسون هذه المواقف الكبيرة والمتعددة من القيادة السعودية، التي تهتم بكل الدول العربية وتدعم الصالح العام فيها، وتدعم في جميع الأوقات دون توقف أو تراجع في الحفاظ على لحمة الأمة العربية، والشعب اللبناني يبادل الحكومة والشعب السعودي المحبة والتقدير على كل ما قدم لأمن واستقرار لبنان.

وستسهم الاتفاقية التي وقت مع الجانب الفرنسي في تقوية الجيش اللبناني للحفاظ على وحدة واستقرار لبنان والدفاع عن الأراضي اللبنانية في حربه على الإرهاب، وذلك من خلال الهبة السعودية التي ستوكل لفرنسا مهمة تسليح الجيش اللبناني، بينما أشارت تقارير صحافية إلى أن 2.1 مليار دولار من المنحة سيصرف لشراء مدرعات حديثة تصنعها شركة «آر تي دي» ورادارات من شركة «طاليس» وزوارق خفر بحرية من شركة «سي إم إن»، إضافة إلى طوافات مستخدمة من طراز «غازيل» مجهزة بصواريخ «هوت»، بينما سيصرف نحو 900 مليون دولار للصيانة للسنوات الـ5 المقبلة.

ورحبت القوى السياسية في لبنان بإعلان توقيع السعودية وفرنسا اتفاقية تسليح الجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار، وهو ما أكد عليه القنصل اللبناني في السعودية أن هذه الخطوة تأتي لحماية أمن واستقرار لبنان والحفاظ على أراضيه من الإرهابيين، وهي ليست موجهة لحزب أو فصيل وإنما لعموم الشعب اللبناني الذي يسعى ويعمل على وجود الاستقرار، خصوصا أن هذا الدعم غير مسبوق ولم يحصل الجيش منذ نشأته على دعم بهذا الحجم، وكل لبناني يشعر أن الدعم السعودي موجه إليه شخصيا من خلال المحافظة على استقرار وأمن البلاد.