«وحدات حماية المرأة» تقود عمليات التحرير في كوباني.. ومعنويات «داعش» تنهار

تحذيرات من بدء التنظيم المتطرف حشد مقاتليه لمعارك مرتقبة في ريفي حمص وحماه

TT

نبه المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس (الثلاثاء) من أن تنظيم داعش سيحشد مقاتليه في ريفي حمص وحماه، من أجل تحقيق «انتصارات» في هاتين المنطقتين، بعد نجاح المقاتلين الأكراد وبالتحديد «وحدات حماية المرأة» باستعادة السيطرة على شوارع وأبنية في جنوب مدينة كوباني (عين العرب) الحدودية مع تركيا.

وقال المرصد، إن قيادة «داعش» ستعمل على حشد مقاتليها في ريفي حمص وحماه، من أجل تحقيق انتصارات في هاتين المنطقتين، على حساب النظام السوري، لـ«رفع معنويات مؤيدي التنظيم، التي بدأت تنهار بعد فشلهم في السيطرة على كوباني»، ونتيجة اطمئنانهم أن غارات التحالف العربي – الدولي قد لا تطالهم في كل من حمص وحماه، كونهما تعجان بالمدنيين.

وأشار المرصد إلى أن قياديا عسكريا كبيرا في «داعش»، قال إن مقاتليه «فوجئوا بالمقاومة الشرسة التي أبدتها وحدات حماية الشعب الكردي في المدينة، على الرغم من تفجيرهم أكثر من 20 عربة مفخخة»، معتبرا أنهم كانوا يعتقدون أن الأمر سوف ينتهي خلال أيام أو أسبوع من اقتحامهم للمدينة، مثلما حصل في مناطق أخرى، لكن معركة كوباني استنزفت المئات من مقاتليهم.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الديمقراطي الكردستاني نواف الخليل لـ«الشرق الأوسط»، إنه تم في اليومين الماضيين تحرير عدد من النقاط في كوباني من قبل وحدات حماية المرأة، مؤكدا الدخول في مرحلة تحرير كوباني بعدما بات بحكم المؤكد عدم قدرة مقاتلي «داعش» على التقدم داخل المدينة. واعتبر الخليل أن التنظيم المتطرف «استنزف كل محاولاته للسيطرة على كوباني وقد اقتربت نهايته عند أسوارها». وأضاف: «معركتنا مع (داعش) لن تتوقف مع تحرير مدينتنا، فنحن سنكون أوفياء للجيش الحر وغيره من الأطراف التي قاتلت إلى جانبنا في محنتنا وسنقاتل إلى جانبها بمسعى لتصحيح مسار الثورة».

وكشفت وكالة «رويترز» عن انضمام جنديين سابقين أحدهما أميركي والآخر نمساوي لوحدات حماية الشعب في حربها ضد «داعش» في كوباني. وأشار الأول ويدعى جيريمي دالي وودارد إلى أنه مهتم بالقتال في سوريا لأنه يشعر بأن ما يفعله مقاتلو «داعش» خطأ، فيما قال المقاتل النمساوي: «أريد أن أساعد هنا. ما تفعله الدولة الإسلامية سيئ للغاية والعالم كله ينظر ولا أحد يساعد. وأتصور أن علينا أن نوقفهم هنا قبل أن يعودوا إلى ديارنا في أوروبا».

وشهدت كوباني ليل الاثنين – الثلاثاء اشتباكات عنيفة استمرت حتى الصباح بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي «داعش» في الجبهة الجنوبية للمدينة، حيث تمكنت وحدات الحماية من التقدم والسيطرة على عدة نقاط جديدة. كما دارت اشتباكات بين الطرفين في محاور مسجد الحاج رشاد والبلدية، فيما قصفت وحدات الحماية وقوات البيشمركة الكردية تمركزات «داعش» في الجبهة الجنوبية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن وحدات حماية الشعب تمكنت من استعادة السيطرة على شوارع وأبنية في جنوب عين العرب إثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلي «داعش» بدأت مساء أول من أمس واستمرت حتى صباح أمس (الثلاثاء)، متحدثا عن تنفيذ طائرات التحالف العربي – الدولي ليل الاثنين 3 ضربات استهدفت تجمعات وتمركزات لـ«داعش» في جنوب شرقي كوباني.

من جهة أخرى، أعرب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة عن أسفه لأن التحالف الدولي الذي التزم مقاتلة «داعش» يغض النظر عن تجاوزات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال البحرة في مقابلة مع صحيفة «غارديان» البريطانية، إن «التحالف يقاتل ظاهر المشكلة الذي هو تنظيم داعش من دون مهاجمة أصل المشكلة الذي هو نظام بشار الأسد».

وأعلن وزير الدولة لشؤون المصالحة في سوريا علي حيدر، أن السلطات في دمشق أطلقت سراح نحو 11 ألف شخص منذ مرسوم العفو الذي أصدره الأسد في يونيو (حزيران)، لافتا إلى أن «هذا الرقم يتزايد» وفقا لعدد الملفات التي تقوم بدراستها وزارة العدل المكلفة متابعة ملفات المعتقلين. وتشير المنظمات الحقوقية إلى أن الرقم الحقيقي لعدد المفرج عنهم أدنى من العدد الذي صرح عنه الوزير، حيث يتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إطلاق سراح نحو 7 آلاف شخص شملهم العفو.

وبالتزامن، أطلقت السلطات السورية أمس ابنة ناشطين سياسيين ولدت في أحد سجون النظام قبل 26 عاما وذلك بعد نحو 10 أيام من اعتقالها لدى عودتها من رحلة إلى لبنان.

وقال مدير المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «السلطات السورية أطلقت سراح ماريا بهجت شعبو من دون أن توجه لها تهمة»، موضحا أن شعبو كانت «محتجزة لدى الأمن السياسي بريف دمشق قبل أن يتم نقلها إلى الإدارة العامة» للمخابرات في دمشق. وطالب البني بإطلاق سراح الناشطين جديع نوفل وعمر الشعار اللذين قال إنهما اعتقلا مع شعبو في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) إثر عودتهما من بيروت.

وقال أنور البني إن «عددا كبيرا من الذين أطلق سراحهم محكومون بجرائم جنائية» وليس من المفترض أن يشملهم العفو.

وتعتقل السلطات السورية، بحسب منظمات عدة مدافعة عن حقوق الإنسان، عشرات آلاف الأشخاص، بعضهم لنشاطهم المعارض ولو السلمي، وآخرون للاشتباه بأنهم معارضون للنظام، أو حتى بناء على وشاية كاذبة.

ميدانيا، تحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية و«جبهة النصرة» من طرف آخر في بلدة الشيخ مسكين في درعا، بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي غارات على مناطق في البلدة. وأفاد مصدر عسكري بارز في الجيش الحر بتعطل أكبر مركز إشارة للاتصالات العسكرية وهو «مرصد الشيخ مسكين» الذي يعد الثاني على صعيد سوريا بعد عقدة الإشارة الرئيسية في جبل قاسيون. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن ذلك يعني انقطاع اتصال القيادة المركزية مع القوات التابعة للنظام التي تقاتل في الشيخ مسكين ونوى. وأعلن «مكتب أخبار سوريا» عن تطويق «جبهة النصرة» بلدة الرامي التي يتحصن فيها عناصر من الجيش السوري الحر في ريف إدلب الشمالي.

ونقل المكتب عن نشطاء في البلدة أن عناصر من الجبهة و«حركة أحرار الشام» و«تجمع جند الأقصى» طلبوا من عناصر الجيش الحر في البلدة تسليم أنفسهم وسلاحهم، وإخلاء نقاط تمركزهم على جبهات القتال مع القوات النظامية. وناشد الناشطون عبر صفحات التواصل الاجتماعي من سموهم «العقلاء» من «حركة أحرار الشام» التوجه إلى المنطقة «من أجل حقن الدماء».

وفي الرقة، أفيد عن فرض تنظيم داعش ضريبة سنوية على العائلات المسيحية في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرته. ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن ناشط مدني معارض في الرقة أن «عناصر من الحسبة التابعة للتنظيم أخطرت العائلات المسيحية ذات العرقية العربية والأرمنية الموجودة في الرقة بوجوب دفع «الجزية»، مبينا أن المبلغ المفروض على العائلة الواحدة يبلغ 60 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 531 دولارا أميركيا في العام.