أصولي بريطاني يطلب الإذن للذهاب مع أطفاله إلى «داعش»

أنجم شودري لـ(«الشرق الأوسط») : سأعمل «قاضيا شرعيا» أو «قاضي حسبة» وأنا مؤهل لذلك

الإسلامي البريطاني أنجم شودري
TT

طلب القيادي الأصولي البريطاني أنجم شودري الإذن من الحكومة البريطانية بحقه في التنازل عن جنسيته والانضمام إلى تنظيم «داعش» في حال توفير الأولى معبرا آمنا له إلى سوريا أو العراق. وقال شودري في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» إنه لن يذهب وحده بل سيأخذ معه زوجته وأطفاله الخمسة، وأكبرهم ابنته في السابعة عشرة من العمر. وعن الوظيفة التي قد يقوم بها تحت ظل دولة «داعش». قال القيادي أنجم شودري الأمين العام السابق لحركتي «المهاجرون» و«الغرباء» اللتان أسسهما الداعية عمر بكري المحتجز في سجن رومية بلبنان، إنه مؤهل للقيام بوظيفة «قاضي شرعي» أو «قاضي حسبة» في حدود الدولة التي تسيطر عليها «داعش». وكانت حركتا «المهاجرون» و«الغرباء» التي انتسب إليها المئات من التيار الأصولي في بريطانيا حلتا نفسيهما بعد هجمات لندن 2005. وأوضح شودري المحامي البريطاني الذي أدار من قبل محاكم شرعية في شرق وشمال لندن تحت إشراف عمر بكري الداعية السوري في نهاية التسعينات، أنه فقط ينتظر حصوله مرة أخرى على جوازه البريطاني المصادر منه منذ حملة مداهمات شرطة مكافحة الإرهاب التابعة لاسكوتلنديارد يوم 25 سبتمبر (أيلول) الماضي ضد عدد من الأصوليين في بريطانيا من الأعضاء السابقين لـ«جماعة المهاجرون». وأضاف أنه ينتظر المثول أمام مركز شرطة سوثارك يوم 27 يناير (كانون الثاني) المقبل لاستكمال التحقيقات، واستلام جواز سفره البريطاني مرة أخرى. وأفاد شودري أن شرطة اسكوتلنديارد تحتجز جواز سفره (أي شودري) منذ سبتمبر الماضي، ولولا ذلك لكان موجودا في مناطق «داعش» في سوريا أو العراق. وكانت الشرطة احتجزت جواز سفر شودري بعيد اعتقاله في الماضي بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية، لكن السلطات أفرجت عنه بكفالة واحتفظت بوثائقه وجهاز «لابتوب» يخصه. وداهمت الشرطة 19 مبنى بما في ذلك واحد يحتوي على متجر للحلويات بشرق لندن، في إطار التحقيقات التي تجريها حول تشجيعهم المحتمل للإرهاب.

وكان القيادي الأصولي شودري، اتهم المملكة المتحدة والولايات المتحدة بشن حرب ضد الإسلام والمسلمين، على «تويتر»، قبل ساعات من القبض عليه سبتمبر الماضي.

وشودري واحد من 9 رجال اعتقلوا على أيدي أفراد من قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة البريطانية، للاشتباه في كونه عضوا في منظمة محظورة تشجع على الإرهاب. وتتراوح أعمار الرجال المعتقلين بين 22 - 51 احتجزوا جميعا في لندن. وكان شودري ينفي دائما المزاعم التي تتهمه بأنه يحرض أو يشجع على الأعمال الإرهابية. وذاع صيت شودري على مدى سنوات نتيجة إلقائه لبيانات أثارت غضب الكثيرين، ولكنها لم تحالف القانون البريطاني في شيء. قبل اعتقاله كان المحامي السابق قد نشر ثلاث تغريدات من حسابه على «تويتر»، قال في إحداها: «إن مصالح المملكة المتحدة والولايات المتحدة، الاقتصادية والعسكرية الاستراتيجية والآيديولوجية في سوريا، هي التي حركت الحرب لا الدفاع عن أفراد». وقال في أخرى: «إن الحرب، التي تشنها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وشركاؤها هي حرب ضد الإسلام والمسلمين. الهدف منها إبعادهم عن الإسلام».

أما التغريدة الثالثة، فادّعى فيها، أن محمداً (صلى الله عليه وسلم) تنبأ من قبل «أن المسلمين والمسيحيين سيخوضون معركة كبيرة في الشام، سيسود فيها المسلمون».

وأنجم شودري (47 عاما) المولود في بريطانيا لوالدين مهاجرين، معروف بآرائه المتطرفة، وقد أسس مع عمر بكري جماعة «المهاجرون» المحظورة منذ عام 2010 في بريطانيا. وتم القبض على الأشخاص التسعة، للاشتباه في أنهم أعضاء في منظمة محظورة، أو يؤيدون منظمة محظورة، فضلا عن تشجيع الإرهاب، بحسب مصدر من الشرطة البريطانية.

وبطريقة جديدة وفي قلب لندن، تم توزيع مئات المنشورات على المتسوقين والمشاة والمتسكعين في أشهر وأقدم وأعرق شوارع العاصمة البريطانية، باسم تنظيم «داعش»، تدعوهم لمغادرة بلادهم والهجرة فورا إلى دولة «داعش» التي أعلن عن تأسيسها أخيرا في سوريا والعراق. ووصفت المنشورات التي وزعت باللغة الإنجليزية على المتسوقين في شارع أكسفورد الشهير وسط لندن، إعلان قيام «الخلافة الإسلامية» بأنه «فجر عصر جديد بدأ بالفعل»، داعية البريطانيين إلى «الهجرة إلى هناك». واعترف شودري لـ«الشرق الأوسط»: أن المنشورات وزعها أعضاء سابقون في «المهاجرون»، وقال إن جماعته لديها وجود قوي في ليتون شرق لندن. وأضاف المحامي شودري أن «الخلافة عقيدة راسخة في قلوبنا، وباب الهجرة مفتوح إليها»، مشيرا إلى أن «(دار الهجرة) من صحيح الدين وثوابته».