«تكريم» للإنجازات العربية توزع جوائز دورتها الخامسة في مراكش

مؤسس المبادرة: عملنا لون أخضر في سواد اللوحة العربية

صورة جماعية للمتوجين بجوائز «تكريم»، رفقة أعضاء المجلس التحكيمي (تصوير: عبد الرحمن المختاري)
TT

شكل حفل الإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز الدورة الخامسة من مبادرة «تكريم» للإنجازات العربية أخيرا بمراكش، بحضور نحو 500 مدعو، فرصة لـ«تركيز الضوء على قصص نجاحات عربية، تزرع الأمل وسط الضباب الكثيف الذي يخيم على الصورة القاتمة للخريطة العربية، متحدية أوضاع اليأس والإحباط التي تملأ النفوس».

وتم توزيع الجوائز، التي تبقى لها قيمة معنوية، في إطار تسع فئات، حيث فاز بجائزة «المبادرون الشباب» كامل الأسمر (الأردن)، لقيامه بتأسيس شبكة التطوع والتنمية الأولى في العالم العربي، التي تربط العاملين في قطاع التنمية بهدف توسيع الفرص، وتبادل الأفكار والمعارف، فضلا عن تعزيز وتقاسم ثقافة المواطنة النشطة في المنطقة؛ وبجائزة «الإبداع العلمي والتكنولوجي» لحاظ الغزالي (العراق)، لمساهمتها القيمة في مجال علم الوراثة السريرية وطب الأطفال، وتوفيرها قدرا كبيرا من المعلومات بشأن الاضطرابات الوراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي.

وفاز بجائزة «الإبداع الثقافي» معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى (فلسطين)، الذي بفضله توهج حلم آلاف الأطفال والشباب الفلسطيني بتعلم العزف على آلة موسيقية والغناء ضمن مخيمات اللاجئين؛ وبجائزة «التنمية البيئية المستدامة» معهد الأبحاث التطبيقية بالقدس «أريج» (فلسطين)، لتعزيزه ثقة كل الفلسطينيين بالعيش في دولة فلسطينية مستقلة ولديها السيادة الكاملة على مواردها الطبيعية إضافة إلى استراتيجية تنمية شاملة؛ فيما ذهبت جائزة «امرأة العام العربية» لأمل الباشا (اليمن)، لأنها لم تفقد الأمل في إعلاء شأن حقوق الإنسان اليمني، فتحولت للمحامية والمدافعة والداعية الأكبر لحقوق أمتها؛ وجائزة «الابتكار في مجال التعليم» لعزة كامل (مصر)، لعملها الدؤوب على تطوير مهارات وقيم ومبادئ الأطفال المحتاجين من خلال التعليم التجريبي وباستخدام الفن كأداة راقية للتنمية الاجتماعية.

وذهبت جائزة «الخدمات الإنسانية والمدنية» إلى أمينة السلاوي (المغرب)، لمساندتها حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وإيمانها الراسخ بأن في قلب أمتها تنبض طاقات بشرية كبيرة متجذرة في التسامح والانفتاح؛ وجائزة «القيادة البارزة للأعمال» إلى سميح طوقان (الأردن)، لتأسيسه أول بريد إلكتروني عربي وأكبر مجمع عربي على الإنترنت مع أكثر من 16 مليون مستخدم، وقد بيع لشركة «ياهو» من خلال ما وصف بأكبر صفقة استحواذ تكنولوجي في تاريخ المنطقة؛ وجائزة «المساهمة الدولية الاستثنائية في المجتمع العربي» إلى جمعية إغاثة أطفال فلسطين (الولايات المتحدة الأميركية)، لقيامها بتحديد كل طفل بحاجة إلى الرعاية الطبية في كل من فلسطين وسوريا ولبنان والأردن والعراق، فتوفرها لهم، بغض النظر عن الجنسية أو الدين أو العرق.

وذهبت جائزة «(تكريم) لإنجازات العمر»، وهي جائزة استثنائية خاصة لا تخضع لمعايير المجلس التحكيمي، إلى كل من جيلبير شاغوري (لبنان)، صاحب البصمة الخاصة في مجالي الأعمال والخدمات الإنسانية، وغسان تويني (لبنان)، رائد الصحافة اللبنانية والعربية، والسياسي والدبلوماسي.

وانطلقت الكلمات التي أثثت لحفل الافتتاح، سواء مع الإعلامية ليلى الشيخلي، التي نشطت الحفل، أو الإعلامي ريكاردو كرم، مؤسس المبادرة، فضلا عن مضامين وصور التقارير والفقرة الفنية التي تم عرضها بالمناسبة، من واقع الحال العربي.

ورغم ألم الواقع، فقد تشبث كرم، في كلمته، بالأمل في غد عربي مشرق، حيث قال «نحن هنا باقون على حلم وعلى أمل وعلى ثقة بقدرة مجتمعاتنا على إنتاج الشعر والعلم والإبداع والحرية والحب. ولولا هذه الثقة لما كنا هنا، على الرغم من قتامة المشهد العربي العام ومن الدم المراق من دون قضية أو سبب».

وجاء إطلاق الجائزة، حسب القائمين عليها، بعد «الأحداث التي شهدها العالم، في السنوات الأخيرة»، والتي دفعتهم إلى «البحث عن سبل العمل على تلميع الصورة السلبية النمطية المرتبطة بالعرب»، و«نشر التفوّق العربي في مختلف المجالات والميادين»، و«ضخّ الأمل عند الشباب العربي والارتقاء بصورة العرب في كل أنحاء العالم». ويعول القائمون على مبادرة «تكريم» على أن تواصل الجائزة «رصد النجاح العربي والإضاءة على الإنتاجية والإبداع والعمل الدؤوب والامتياز»، لتقديم «الصورة الحقيقية المغايرة تماما لتلك المشوّهة الملتصقة بالعرب، خصوصا مع ما يشهده عالمنا العربي اليوم من هجمات يعلّل البعض أسبابها إلى نزاعات طائفية، بينما ينسبها البعض الآخر إلى إنماء غير متوازن ومجتمعات قمعية».