حمرة الخجل

TT

* أود أن أعلق على مقال خالد القشطيني «كلمة نفتقدها»، المنشور بتاريخ 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بالقول إني أعتقد أنه لا توجد كلمة في اللغات الأجنبية ليس لها مقابل في اللغة العربية الغنية بالمرادفات، ذلك لأن حروف اللغة العربية تزيد على حروف أي لغة أجنبية وعلى سبيل المثال قد بحثت عن معنى كلمة «blush» باللغة الإنجليزية فوجدت أنها تعني «حياء» وأرى أن هذا المعنى هو أنسب المعاني لهذه الكلمة، ذلك لأن الحياء هو الذي يؤدي فعلا إلى الخجل واحمرار الخدين نتيجة الشعور بالخجل، إلا أن هذا الاحمرار قد لا يظهر على بعض الأشخاص الذين يشعرون بالخجل، فالمسألة إذن نسبية، فهناك أشخاص يتأثرون بالحياء ويتولد لديهم الشعور بالخجل فتحمر خدودهم وهناك من يتأثرون بذلك ومع ذلك لا تحمر وجوههم ولا تظهر عليهم أية علامات غير طبيعية، وهناك من الأشخاص من تحمر وجوههم بمجرد سماع كلمة عادية، وهنا يقال على هذه الحالة إنه «الكسوف»، وهي مرادفة للخجل، واحمرار الوجوه أو الخدود سببه اندفاع الدم إلى الوجه تأثرا بسماع كلمة ما يراها السامع أنها تخرج عن الكلام المألوف، وأنها تحمل معنى التأنيب أو اللوم أو العتاب أو حتى مجرد النقد البسيط وهذه العملية الكيميائية تتولد من كهرباء إلهية لا يعلم حدوثها إلا الله تحدث عن طريق حاسة السمع وهي الأذن، أما من لا يتأثرون بكل هذه الانفعالات والتفاعلات وما أكثرهم فهم من يطلق عليهم ذوات الدم البارد فاقدي الإحساس والمشاعر فهم في رأيي والجماد سواء.

فؤاد محمد - مصر [email protected]