العبادي يعفي 26 قائدا عسكريا من مهامهم في إطار محاربة الفساد

تفجيرات في بغداد ومحيطها توقع عشرات القتلى والجرحى

TT

أصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، أمس أوامر بإعفاء 26 قائدا عسكريا من مناصبهم وإحالة 10 قادة إلى التقاعد وتعيين 18 قائدا في مناصب جديدة بوزارة الدفاع.

وجاء في بيان صادر عن مكتب العبادي أن هذه القرارات تأتي «ضمن التوجهات لتعزيز عمل المؤسسة العسكرية على أسس المهنية ومحاربة الفساد بمختلف أشكاله». ويعد الفساد من أخطر المشاكل التي تعاني منها الأجهزة الأمنية العراقية وكان العبادي جعل من محاربته من أولويات حكومته التي أعلنها في سبتمبر (أيلول) الماضي. وسبق أن ألغى العبادي مكتب القائد العام للقوات المسلحة الذي أسسه سلفه ونائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي.

ولدى استقباله عددا من القادة العسكريين أمس، شدد العبادي على أن «القيادة العسكرية يجب أن تتمتع بالكفاءة والنزاهة والشجاعة حتى يقاتل الجندي بشكل صحيح حين يرى قائده يتمتع بهذه الصفات، كما أن التقييم في بناء القوات المسلحة يجب أن يكون قائما على هذه الأسس الجوهرية».

ورأى العبادي أن ما تعرض له الجيش من نكسات في بداية هجوم «داعش» مثلما حصل في الموصل «كان نتيجة تعقيدات كثيرة داخلية وخارجية وسياسية ويجب علينا إعادة الثقة بقواتنا المسلحة عبر اتخاذ إجراءات حقيقية ومحاربة الفساد على صعيد الفرد والمؤسسة، ونحن سنكون داعمين بكل قوة لهذا التوجه الذي يجب العمل به في أقرب وقت ممكن، خاصة أن المؤسسة العسكرية تحظى بدعم سياسي وشعبي واسعين، إضافة إلى دعم المرجعية الدينية العليا». وشدد العبادي على أن «الجيش هو المدافع عن الوطن»، مشيرا إلى أن هدف حكومته هو أن ينحصر عمل الجيش «بمهمة الدفاع عن الحدود، وترك المهمة الأمنية لوزارة الداخلية وبقية الأجهزة الأمنية».

من ناحية ثانية، قتل 17 شخصا على الأقل في هجمات متفرقة في بغداد ومحيطها أمس، بينها تفجير سيارة مفخخة أعقبه هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مقرا للشرطة في العاصمة، بحسب مصادر أمنية وطبية.

وقال عقيد في الشرطة: «قتل 11 شخصا بينهم 6 من عناصر الشرطة وأصيب 23 بينهم 11 شرطيا في هجومين منفصلين». وأشار إلى أن الهجوم الأول «وقع جراء تفجير سيارة مفخخة مركونة على طريق رئيسي قرب ساحة النسور في غرب بغداد». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «بالتزامن مع الانفجار، أطلقت قوات الشرطة النار على شخص يرتدي حزاما ناسفا حاول اقتحام مقر للشرطة قرب الموقع، ما أدى إلى انفجاره ومقتل وإصابة عدد من عناصر الشرطة». وأكدت مصادر طبية حصيلة الضحايا. وتشهد بغداد بشكل دوري تفجير سيارات مفخخة وهجمات انتحارية.

وفي ناحية اليوسفية (جنوب غربي بغداد)، قتل شخصان أحدهما جندي، وأصيب 8 بينهم 5 جنود بجروح، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلا للجيش على طريق رئيسي في الناحية.

وفي هجوم آخر، قال ضابط برتبة عقيد في الجيش «قتل 4 عسكريين، هم ضابط برتبة عقيد في الجيش و3 جنود، وأصيب 6 من رفاقهم بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف» استهدف حاجز تفتيش للجيش في ناحية العظيم في محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد).

وتشهد ناحية العظيم اشتباكات متكررة بين قوات عراقية ومسلحين من تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه. وفي حين تبقى غالبية هذه العمليات من دون إعلان مسؤولية، يعتقد أن معظمها، لا سيما الانتحارية منها، ينفذها متطرفون من «داعش».

ويشن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية ضد التنظيم في البلدين، في وقت تحاول القوات العراقية مدعومة بمجموعات مسلحة موالية لها، استعادة المناطق التي يسيطر عليها.