حماس تشيع جثمان أبرز قادتها التاريخيين في غزة

محمد طه كان معارضا لدخول الحركة للسلطة

TT

شيعت حركة حماس، أمس، جثمان محمد صالح طه (أبو أيمن)، أحد أبرز مؤسسيها، الذي توفي في وقت متأخر أول من أمس عن عمر ناهز 77 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

وتوجه معظم قادة حماس إلى مسجد البريج الكبير لوداع طه، الذي كان فقد ابنه أيمن في أغسطس (آب) الماضي في ظروف غامضة بعد اعتقاله لمدة 7 أشهر لدى كتائب القسام التابعة لحركة حماس.

وقال إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن الفقيد كان أحد مؤسسي حركة حماس، وعلما من أعلام فلسطين والأمة العربية والإسلامية، مضيفا أن طه: «شارك في وضع اللبنات الأولى مع الرعيل الأول وجيل التأسيس، ورسخ ثقافة المقاومة والانتقال من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الجهاد بقوة، وواصل حتى وصل إلى أعلى درجة في سلم القيادة ومجلس الشورى على مستوى فلسطين».

وأردف أن الفقيد كان يهتم بالتربية كثيرا، وأنه يوجد عدد كبير من قادة حركة حماس الذين تربوا على يديه.

كما أشاد هنية بانضباط طه، الذي كان معارضا لدخول حماس إلى السلطة والمشاركة في الانتخابات عام 2006، لكنه راح يشجع على ذلك ويدافع عنه بعد أن اتخذت الحركة قرارا بذلك. وأوضح هنية أن طه قدم كل ما يملك، بمن في ذلك أبناؤه، وقال بهذا الخصوص: «للفقيد اثنان من الأولاد شهداء، وهما ياسر وهو أحد صانعي القنابل في كتائب القسام والذي اغتالته طائرات الاحتلال وزوجته الحامل وطفلته في صيف 2003، وأيمن الناطق السابق باسم حركة حماس الذي استشهد في الحرب الأخيرة على غزة قبل أكثر من شهرين».

وكان أيمن، وهو الابن البكر لطه، قد وجد جثة هامدة في أغسطس الماضي، وتضاربت المعلومات حول سبب وفاته. ففيما نعتته حركة حماس في بيان مقتضب قائلة، إنه قتل في قصف إسرائيلي، قال شهود عيان، إن مجهولين وضعوا جثته أمام مستشفى الشفاء بعد نحو 7 أشهر على احتجازه من قبل كتائب القسام التابعة للحركة.

وكان جهاز أمن «القسام» هو الذي تولى اعتقال طه والتحقيق معه، من دون أن يكشف عن نتائج التحقيق، وقد بقي ملفه هناك. وجرى اختطاف طه بشكل مفاجئ في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل أن تقر حماس في 22 فبراير (شباط) ، أي بعد نحو شهر، بشكل رسمي باعتقال القيادي في الحركة والناطق باسمها أيمن طه (44 عاما)، قائلة إنه يخضع لتحقيق داخلي حول «سلوكه واستغلال النفوذ والتربح من دون وجه حق، وعدم حفظ الأمانة». ونفت الحركة، في بيان، آنذاك، أن تكون لطه أي علاقة بجوانب أمنية مع «الجهات المعادية». وقد جاء موقف حماس التوضيحي بعد جدل واسع حول اختفائه، وضغط من أبيه محمد طه (أبو أيمن)، للكشف عن مصير ابنه. ولم يعقب والده أو عائلته على ظروف وفاة ابنهم بعد أن كان شقيقه في مرحلة سابقة انتقد حماس بشدة.