البحرية المصرية تحبط هجوما على إحدى وحداتها أمام ساحل دمياط

مصدر عسكري: إغراق 3 زوارق أطلقت النار واحتجاز واحد واعتقال 20 شخصا

دائما ما تتخذ قوات الأمن المصرية والجيش بمختلف أسلحته إجراءات أمنية احتياطية لإحباط أي محاولات للهجوم من قبل «الجماعات الإرهابية» (غيتي)
TT

قالت مصادر عسكرية مصرية وخبراء أمنيون أمس، إن «القوات البحرية أحبطت أمس عملية هجوم على إحدى وحداتها أمام سواحل دمياط وتمكنت من ضبط 20 متهما». وكشف المتحدث العسكري العميد محمد سمير أمس، عن أنه «تم ضبط 18 من بينهم 3 من العناصر المتطرفة شديدي الخطورة».

وقال مصدر عسكري مصري لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية إنه «أثناء قيام وحدة مرور من القوات البحرية بتنفيذ نشاط قتالي في عرض البحر المتوسط (40 ميلا بحريا شمال ميناء دمياط) قام عدد من البلنصات (قوارب نقل بحرية) بإطلاق النيران من عدة اتجاهات على اللنش (الخاص بالقوات البحرية)».

وأضاف المصدر للوكالة أنه «تم دفع عناصر مقاتلة ومتخصصة من القوات البحرية والجوية لمعاونة اللنش ونجدته، ونتيجة لتبادل إطلاق النيران نشبت النيران باللنش، وتم تدمير عدد 3 (بلنصات) والقبض على 20 فردا من المشتركين في الهجوم»، وأن عمليات الإنقاذ والإخلاء جارية (مساء أمس).

من جانبه، قال الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء سامح سيف اليزل لـ«الشرق الأوسط»، إن «معلومات استخباراتية أكدت وجود عمليات يعتقد أنها لمهربين، وأن قوات البحرية طبقا لهذه المعلومات قامت بعمل دوريات؛ إلا أن المهربين أطلقوا النار على قوات البحرية»، مضيفا: «لم يصب أي من أفراد قوات البحرية، التي حذرتهم في البداية بتسليم أنفسهم؛ ثم قررت إغراق قاربين، والتحفظ على القارب الآخر لمعرفة ما بداخله، وتم القبض على المتهمين».

ولم يحدد اللواء سيف اليزل عدد من قتلوا أو غرقوا نتيجة إطلاق النار على القاربين من المهربين، بقوله: «يجري إنقاذهم والبحث عن المفقودين».

من جهة أخرى، وفي محاولات وصفها المراقبون بأنها «سيناريوهات جديدة لشكل العمليات الإرهابية»، شهدت ربوع مصر على مدار الأيام الماضية عشرات من العمليات الإرهابية «الخاطفة» وغير المؤثرة، ولم تسفر عن خسائر بشرية أو مادية جسيمة؛ لكنها كانت متعددة، على وسائل المواصلات العامة وفي الشوارع والطرق الرئيسية. وقال الخبير الأمني اللواء طلعت مسلم لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه التفجيرات الخاطفة هدفها إظهار قوات الأمن سواء من الشرطة والجيش، بالعجز، وإظهار الشرطة أنها عاجزة عن حماية أفرادها.. وأن الحكومة غير قادرة على السيطرة على الوضع العام في البلاد».

وشهدت البلاد سلسلة انفجارات في أماكن متفرقة نفذتها الجماعات الإرهابية بواسطة أفراد أمس، بدأت التفجيرات بإلقاء مجهول جسم غريب داخل مترو أنفاق القاهرة بين محطتي عين شمس وعزبة النخل (شرق القاهرة)، مما أدى إلى انفجاره. وأحبط سائق حافلة نقل عام محاولة مجهول تفجير حافلته أثناء سيرها في شارع جسر السويس بضاحية مصر الجديدة، بعدما ألقيت عبوتان ناسفتان داخل الحافلة؛ إلا أن يقظة السائق نجحت في إنقاذ الحافلة، حيث توقف وألقى بالعبوتين خارجها، فيما أمرت نيابة العجوزة بطلب تحريات الأمن الوطني حول واقعة انفجار قنبلة بأحد الأشخاص، حاول إلقاءها على أحد الأكمنة بالطريق الدائري؛ إلا أنها انفجرت به فلقي مصرعه وأصيب آخر كان برفقته أثناء استقلالهم دراجة نارية.

وتحاول السلطات الأمنية في البلاد التصدي لمحاولات الجماعات الإرهابية إرهاق الأمن بتفجيرات خاطفة يوميا. وأضاف اللواء مسلم لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا التفكير الإرهابي ليس بجديد، وتم استخدامه من قبل في عام 1948 عندما استهدفت الجماعات المحال التجارية المملوكة لليهود»، لافتا إلى أن «التفجيرات الخاطفة تعتمد ببساطة على أشخاص عاديين يقومون بتنفيذ مهمة محددة صغيرة مقابل الحصول على أموال»، واستطرد بقوله: «يتم منح هؤلاء الأشخاص كيسا مثلا أو حقيبة ليفجرها في مكان معين أو يتركها ويغادر في مقابل 200 جنيه».

وعن كون هذه العمليات الخاطفة مقدمة لعملية كبرى، قال مسلم: «ليس من الضرورة أن تكون مقدمة لعمل كبير؛ لكنها جزء من العمل الإرهابي». لكنه أكد أنه «في بعض الأحيان تكون لاستهداف مواقع أكبر وشخصيات كبيرة».

أتى ذلك متزامنا مع إجراءات من السلطات المصرية لإحكام سيطرتها على الجامعات ووقف الشغب.

وصعد طلاب جماعة الإخوان المسلمين من مظاهراتهم، أمس، للمطالبة بعودة محمد مرسي للحكم، والإفراج عن الطلاب المعتقلين، وسط أعمال عنف وتخريب على أبواب الجامعات، أرجعها مراقبون إلى «بروفة» للسيناريوهات الإرهابية المتوقعة في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، الذي دعت الجماعات الإرهابية للحشد ومهاجمة مؤسسات الدولة فيه.

وزاد طلاب «الإخوان» من تحركاتهم داخل الجامعات في عدة مدن في البلاد، وتحولت مسيرة لطالبات جامعة الأزهر في القاهرة إلى أعمال عنف وأحداث كر وفر، رشقت خلالها الطالبات أفراد الأمن الجامعي بالحجارة والألعاب النارية، فيما دخلت قوات الجيش الحرم الجامعي، وقالت مصادر مسؤولة في جامعة الأزهر بالقاهرة إنه «جرى ضبط أدوات التظاهر التي يستخدمها الطلاب من لافتات وشماريخ وشارات رابعة، وجرى التحفظ عليها.. وجرى ضبط 20 من الطالبات».

في غضون ذلك، واصلت القوات المسلحة عملياتها في شبه جزيرة سيناء لتطهيرها من البؤر الإرهابية والجماعات المتطرفة، وقال المتحدث العسكري أمس، إنه «تم ضبط 18 من العناصر الإرهابية من بينهم رمضان عبد العزيز أبو الحاج من العناصر الإرهابية التي شاركت في الهجوم على كمين حرس الحدود بمدينة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد في يوليو (تموز) الماضي. وجمعة شعبان سالم العرجانى، ومنصور سلمى حسين، وهما من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة»، مضيفا: «تم «تدمير 6 دراجات بخارية تستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية، و3 مقرات، و16 عشة خاصة بالعناصر الإرهابية».

وكثف متشددون من عمليات استهداف ضباط وأفراد ومنشآت الجيش والشرطة في شبه جزيرة سيناء منذ عزل مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وقالت المصادر الأمنية إن «قوات من الجيش والشرطة انتشرت أمس في مداخل ومخارج مدن شمال سيناء، لتضييق الخناق على الجماعات المسلحة»، مضيفة أن «القبض على 18 إرهابيا يعكس مدى نجاح القوات المسلحة في حملتها على العناصر الإرهابية».