دمشق تعتقل معارضا شيوعيا علويا.. ووفاة سجين سياسي عشية محاكمته

اغتيال متشدد مقرب من بن لادن في درعا وسط تقدم «النصرة» ومعارضين في الشيخ مسكين

TT

اعتقلت السلطات السورية، أمس، معارضا سوريا بارزا ينتمي إلى الطائفة العلوية، أثناء مغادرته إلى لبنان، فيما أفاد ناشطون باغتيال شخصية متشددة كانت مقربة من زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن في محافظة درعا التي تشهد تراجعا كبيرا لقوات النظام أمام مقاتلي المعارضة و«جبهة النصرة» الذين حققوا تقدما في منطقة الشيخ مسكين الاستراتيجية في المحافظة.

وأعلن «تيار بناء الدولة السورية»، أمس، اعتقال السلطات الأمنية السورية المعارض السوري البارز لؤي حسين على الحدود اللبنانية خلال مغادرته البلاد إلى الأراضي اللبنانية للقاء عائلته، مطالبا «بإطلاق سراحه فورا»، محملا السلطة «المسؤولية الكاملة عن أي أذى معنوي أو جسدي يتعرض له».

ويشكل «تيار بناء الدولة» جزءا من معارضة الداخل المقبولة من النظام. وكان حسين قال من دمشق «إنه ليس من مصلحة سوريا والسوريين انهيار النظام»، داعيا السوريين «إلى القول الصريح والعمل العلني لإنقاذ دولتهم عبر تسوية سياسية تستبدل النظام بسلطة ائتلافية من السلطة والمعارضة والشخصيات العامة، تكون لديها الأهلية لحماية البلاد».

ويعرف حسين بانتمائه إلى الحزب الشيوعي السوري، وكان اعتقل في السابق لعدة سنوات على خلفية نشاطه السياسي، قبل أن يطلق سراحه ويتم اعتقاله مجددا في 22 مارس (آذار) 2011، بعد أيام من انطلاق الاحتجاجات في سوريا، وذلك على خلفية توقيعه على بيان يدين محاصرة درعا التي كانت أولى المحافظات السورية التي تخرج فيها احتجاجات على النظام.

وبالتزامن، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل المعارض والسجين السياسي والعضو في حزب الاتحاد الاشتراكي نعمان الحجة، في سجن دمشق المركزي المعروف بـ«سجن عدرا»، ناقلا عن مصادر مقربة من العائلة أنه «كان من المقرر أن تكون محاكمته يوم أمس (أول من أمس)، وأثناء وجوده داخل السجن بدأ بالتألم والصراخ، ليفارق الحياة إثر نوبة قلبية».

في غضون ذلك، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مسلحين مجهولين اغتالوا أول من أمس القاضي الشرعي، أحمد كساب المسالمة، بإطلاق النار عليه بالقرب من منطقة بئر الشياح بريف درعا، مما أدى لمصرعه مع أحد مرافقيه، وإصابة آخر بجراح خطرة.

ويعد المسالمة أحد قادة «الجهاد العالمي»، ومن الطليعة المقاتلة في سوريا في ثمانينات القرن الفائت، وقد خرج من سوريا متوجها إلى أفغانستان، وكان مقربا من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ومن الشيخ عبد الله عزام، ليعود بعدها إلى سوريا، عقب أشهر من انطلاقة الثورة السورية، كما قال المرصد.

وجاء اغتيال المسالمة في وقت تتقدم فيه قوات المعارضة ومقاتلو «جبهة النصرة»، وهي الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، في مناطق واسعة في ريف درعا، وكان آخر ذلك سيطرتها على مناطق في منطقة الشيخ مسكين الاستراتيجية.

وقالت مصادر المعارضة في الجبهة الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن السيطرة على كامل الشيخ مسكين «يمكن المعارضة من قطع خط الإمداد الرئيس للنظام السوري من دمشق إلى قواعده العسكرية في درعا»، مشيرا إلى أن الخطة «يُعمل عليها منذ أشهر، بترك مواقع القوات النظامية والتركيز على قطع خط الإمداد إليها، مما يسهل الانقضاض عليها وطرد النظام بالكامل من المنطقة». وقال إن مقاتلي «النصرة» و27 فصيلا من الجيش السوري الحر «تجمعهم غرفة عمليات مشتركة، تنسّق في ما بينها، وتشن هجمات مشتركة على مواقع النظام في درعا، تمهيدا لاستكمال العمليات المشتركة للتقدم إلى دمشق».

وأفاد المرصد السوري بأن مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة «تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من الحي الشمالي الشرقي ببلدة الشيخ مسكين، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، فيما تستمر الاشتباكات بين الطرفين، في محيط حاجز محطة الكهرباء وبالقرب من المساكن العسكرية في الشيخ مسكين».

وفي حمص، قال مصدر بالأمم المتحدة إن السلطات سمحت لقافلة صغيرة من الشاحنات تابعة للأمم المتحدة بنقل مساعدات إلى حي الوعر المحاصر في حمص والخاضع لسيطرة المعارضة بعد أيام من تعطيل دخولها.

وانسحب مقاتلو المعارضة في شهر يونيو (حزيران) الفائت من الحي القديم في حمص بموجب اتفاق رعته الأمم المتحدة. وزار دي ميستورا المدينة، الاثنين الماضي، حيث اطلع على الصعوبات التي تواجه آلاف العائلات في حي الوعر الجزء الوحيد من حمص الذي ما زال تحت سيطرة المعارضة.

وفي حلب، أفاد ناشطون بتواصل الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضم (جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام) من جهة، وقوات النظام مدعمة بكتائب «البعث» وعناصر من حزب الله اللبناني من جهة أخرى، في محيط مبنى المخابرات الجوية ومحيط مسجد الرسول الأعظم بحي جمعية الزهراء غرب حلب، ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق الاشتباكات، وسط تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على المنطقة. وأفاد المرصد باندلاع اشتباكات على أطراف حي الراشدين غرب حلب، في حين نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في حي الليرمون.