يوسف السركال لـ «الشرق الأوسط»: أؤيد دعوة المغرب والأردن للمشاركة في كأس الخليج

رئيس الاتحاد الإماراتي قال إنه طوى صفحة «القارة» وسيترجل عن مناصبها نهائيا

يوسف السركال - منتخب الإمارات يسعى للفوز باللقب الثالث في تاريخه
TT

كشف يوسف السركال رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم عن طيه بشكل نهائي فكرة الترشح مجددا لرئاسة الاتحاد الآسيوي بعد قناعة شخصية تامة توصل إليها مؤخرا، مشددا على أن هذا القرار لم يكن انعكاسا لعدم توفقه في الانتخابات الماضية والتي حصل فيها على عدد قليل من الأصوات في مواجهة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة.

وأكد السركال الذي شغل لسنوات مناصب عليا في الاتحاد القاري من بينها نائبا لرئيس الاتحاد أن بطولات الخليج تشهد عادة «حملات انتخابية» وهي حق مشروع لكل من يريد الترشح لمناصب قارية ودولية في كرة القدم، مبينا أن بطولات الخليج كانت ولا تزال مفيدة لتطور الكرة الخليجية وبالتالي ليس من المنطق اتخاذ قرار بإيقافها مهما كانت المبررات والأسباب.

السركال في حواره الذي خص به «الشرق الأوسط» نفى أن تكون هناك مبالغات في الأفراح الإماراتية في حال تحقيق أي إنجاز كما حصل بعد تحقيق بطولة خليجي 21 بالبحرين حيث تلقى اللاعبون الإماراتيون ملايين من الدراهم وكذلك هدايا عينية ثمينة وحظوا باستقبال رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

وعن كأس الخليج الحالية في الرياض توقع السركال أن يصل المنتخب السعودي إلى المباراة النهائية ويحرز اللقب كمرشح أول بحكم الإمكانات الفنية والأرض والجمهور وغيرها من العوامل والمعطيات الإيجابية، إلا أنه في الوقت نفسه شدد على أن المنتخب الإماراتي حامل اللقب سيكون صاحب كلمة وسيسعى جاهدا للحفاظ على لقبه. وأيد السركال ضم منتخبي الأردن والمغرب في نسخ مقبلة من البطولة الخليجية، كما أشار إلى أن انضمام العراق واليمن كانت له آثار إيجابية على البطولة.

ولم يستبعد السركال تحقيق منتخب خليجي بطولة آسيا المقبلة في أستراليا رغم وجود منتخبات قوية مثل اليايان وكوريا الجنوبية. يوسف السركال قال الكثير عن خليجي 22 وعن المشهد الكروي في المنطقة والقارة فكان الحوار التالي:

* بداية كيف ترى بطولات كأس الخليج وهل ترى أنها ساهمت في تطور الكرة الخليجية لينتهي دورها كما يردد كبار النقاد في المنطقة؟

- أولا دعني أقل إن هذه البطولة عندما ولدت في بدايتها في مملكة البحرين الشقيقة لقيت ترحيبا كبيرا من جميع الأشقاء، مع العلم أن مشاركتنا في هذه البطولة بدأت في النسخة الثانية التي أقيمت في المملكة العربية السعودية، وانطلقت هذه البطولة ومضت في طريقها لتظل باقية رغم بعض الأحداث التي شهدتها بعض الدورات، وأرى أن هذا الأمر طبيعي كون المنافسة بين الأشقاء دائما ما تحمل الشيء الكثير، ولو نظرنا حولنا سنجد هذا الأمر واضحا سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، وبالطبع ساهمت تلك المنافسة في تطور الكرة الخليجية نظرا للاحتكاك المباشر وتبادل الخبرات بين اللاعبين، والدليل على ذلك شاهد بعض المنتخبات كيف كان مستواها في السابق وكيف هو اليوم، فالسعودية تفوز باللقب الخليجي لأول مرة عام 2002 على أرضها بعد أن فقدته في عامي 1972 و1988. والأمر نفسه بالنسبة للإمارات التي حصدت اللقب عام 2007. وبعدها فاز المنتخب العماني بالبطولة أيضا على أرضه وبين جمهوره في عام 2009. وكعادة كرة القدم التي لا تعرف الثبات، نجد تراجعا في أداء بعض المنتخبات، بشكل عام ساهمت بطولة الخليج في تطور الكرة في دول الخليج ولم ينته دورها لأنها ذات أبعاد كثيرة لا تقتصر على كرة القدم وحدها.

* هل تعتقد أن هذه البطولات باتت عالة لأنها تزاحم البطولات الرسمية الكبرى الأهم للمنتخبات الخليجية؟

- لا أعتقد أنها أصبحت عالة لأنها تساهم في ظهور نجوم جدد من خلال مسرح البطولة الخليجية، صحيح أن هناك بطولات كثيرة ومتنوعة، لكن تبقى بطولات الخليج العربي ذات طابع خاص ومميز، ولا تزال تعتبر من أهم البطولات الإقليمية الكبرى، لا بل هي تمثل إضافة قوية للبطولات الرسمية، ولا تنس أن الكرة الحديثة تختلف تماما عن كرة القدم في السبعينات والثمانينات، فحاليا ونحن في عصر الاحتراف يستطيع اللاعب أن يشارك في مباراة كل 3 أيام ويكون أداؤه عاليا.

* هل وجود منتخبي العراق واليمن رفع مستوى البطولة أو قلل من قيمتها الفنية خصوصا أن ذلك تطلب تقسيم المنتخبات إلى مجموعتين؟

- مشاركة منتخبي العراق واليمن بلا شك تمثل إضافة لبطولات الخليج العربي نظرا لزيادة المدارس الكروية ومعها اتساع رقعة المنافسة، فالبطولات الكبرى في العالم يزداد عدد فرقها أو منتخباتها مع الوقت وأبرزها نهائيات كأس العالم، وكما قلت فإن تعدد المدارس الكروية يساهم في رفع المستوى ولا يقلل من قيمتها الفنية أبدا حتى لو تم تقسيم المنتخبات المشاركة إلى مجموعتين.

* فاز المنتخب الإماراتي بالبطولة الماضية في البحرين ولكن المتابع للشأن الرياضي الإماراتي يرى أن هناك مبالغة كبيرة في الأفراح والمكافآت التي دفعت لأفراد المنتخب مما قد يجعل سقفهم أعلى في البطولات المقبلة وخصوصا في بطولات آسيا والأولمبياد إضافة إلى كأس العالم؟

- فاز منتخب بالإماراتي باللقب على أرض البحرين في منافسات خليجي 21 على أرض مملكة البحرين بجدارة واستحقاق، وهو اللقب الثاني في تاريخ البطولة الخليجية، وبالفعل قدم مستويات رائعة يشهد لها القاصي والداني، هذا الفوز هو نتاج عمل وجهد كبيرين استمرا طويلا خرج من خلاله هذا الجيل الجديد الذي أكد لنا أن كرة القدم الإماراتية تسير في الطريق الصحيح، وهو جيل ليس بغريب عن الصعود على منصات التتويج، حيث سبق له الفوز بكأس آسيا لفئة الشباب التي أقيمت في المملكة العربية السعودية عام 2008 وشارك في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في العاصمة البريطانية لندن عام 2012 كما أن جهازه الفني إماراتي بالكامل، كل هذه الأمور تسعدنا بلا شك وتخلق الفرحة في كل بيت إماراتي، وبالتالي لم يكن هناك مبالغة، خصوصا أن اللقب حصده نجوم المنتخب خارج أرض الوطن، أما في موضوع المكافآت فهناك لائحة محددة من الاتحاد لمكافآت الفوز التي تمنح من رجال أعمال ومحبين للمنتخب فهي تأتي في إطار تعبيرهم الإنساني الصادق تقديرا للمنتخب وافتخارا به ولا يمكن وصفها بالمبالغة إذ إنها وسيلة تعبير وانعكاس حقيقي لاعتزازنا بوطنيتنا وبإنجازات منتخباتنا.

* هل أنت مع تحديد سقف للمكافآت لكل بطولة على حدة، كما تفعل الاتحادات الرياضية للمنتخبات الكبرى في العالم؟

- هذا الأمر بالفعل موجود لدينا ونطبقه في جميع البطولات التي تشارك بها منتخباتنا إلا أننا لا نستطيع أن نمنع محبي المنتخبات الوطنية من دعم اللاعبين والاحتفاء بهم عند تحقيق الإنجازات التي تساهم في رفع اسم دولة الإمارات عاليا، ودعني أقل هنا إن غالبية اللاعبين المحترفين في أوروبا وغيرها يحصلون على مبالغ مالية كبيرة من تعاقداتهم مع الأندية، إضافة إلى عائداتهم من سوق الدعاية والإعلان.

* ما المنتخب المرشح الأقوى للفوز ببطولة كأس الخليج الحالية في الرياض؟

- هذا سؤال تصعب الإجابة عنه دائما في عالم كرة القدم، تلك اللعبة التي تعشق المفاجآت، وبالتالي فإن الأمور على أرض الواقع تختلف عن التوقعات والعمليات الحسابية، فهناك عوامل كثيرة قد تصاحب المباريات لا يمكن لأحد أن يتوقعها مثل البطاقات الحمراء والصفراء والإصابات وتشكيلة الفريقين والتبديلات دون أن نهمل عامل الحظ الذي يلعب دوره في أحيان كثيرة.

لكن على الورق أستطيع القول إن المنتخب السعودي هو المرشح الأقوى، أولا كون البطولة ستقام على أرضه وسيحظى بمساندة جماهيرية كبيرة، ثانيا لانعكاسات مرحلة التجديد التي يعيشها الأخضر، وكذلك سيكون منتخبنا مرشحا قويا للفوز باللقب للمرة الثالثة في تاريخه، فهو متوجه للبطولة بذهنية ثابتة وقناعة راسخة بضرورة الدفاع عن لقبه، وطبعا لا يعني ذلك تجاهل المنتخبات الأخرى التي تسعى إلى الفوز أيضا، وأعتقد أن نتيجة أول مباراتين لكل منتخب سوف تحدد إلى حد بعيد اتجاه البوصلة لكل فريق.

* هل تتوقع أن تشهد أروقة كأس الخليج في الرياض حملات انتخابية من نوع آخر للمرشحين للمنافسة على رئاسة الاتحاد الآسيوي كما حصل في البحرين؟

- كأس الخليج مظاهرة خليجية رائعة وفرصة كبيرة لتلاقي الأشقاء والتباحث في مختلف الشؤون الكروية، والحملات الانتخابية تأتي من خلال المجالس واللقاءات والتقارب، وهو حق مشروع لتبقى الكرة الخليجية هي الفائز الأكبر في حال فوز أحد أبنائها بأي منصب قاري أو دولي.

* هل تؤيد دخول منتخبات أخرى مثل الأردن والمغرب إلى بطولات الخليج مستقبلا؟

- طبعا أؤيد هذه الفكرة وأدعمها، لأن من شأنها أن تساهم في إثراء وتطوير البطولات وتعطيها زخما أكبر نتيجة زيادة عدد الفرق المشاركة، واتساع القاعدة الجماهيرية لهذه البطولات، إضافة إلى تعدد المدارس الكروية حيث إن لكرة القدم في بلاد الشام طابعا خاصا، وكذلك منتخبات شمال أفريقيا، كما أن الاهتمام الإعلامي بها سوف يتزايد أيضا.

* كيف ترى تطور الأندية الخليجية وحصول عدد منها على بطولات آسيا ووصول الهلال السعودي إلى النهائي الأخير لدوري أبطال آسيا الذي خسره أمام سيدني الأسترالي؟

- الأندية الخليجية تشهد تطورا ملحوظا وهي مرتبطة بتطور المنتخبات والانعكاس الحقيقي لذلك، وهذا أمر ملحوظ لدى الجميع، لذلك فمن الطبيعي أن تحصد أنديتا الخليجية الألقاب الآسيوية شأنها في ذلك شأن أندية دول شرق القارة، أما فيما يتعلق بفريق الهلال فكم كنا نتمنى أن تتوج جهوده بالفوز باللقب الآسيوي خصوصا في ظل الأداء العالي الذي قدمه لاعبوه، لكن هذه هي كرة القدم التي تحدثت عنها في بداية الحوار، لعبة تعشق المفاجآت والمغامرات أحيانا.

* ما الفائدة التي ستجنيها المنتخبات الخليجية من بطولة الخليج قبل وجود غالبيتها في نهائيات بطولة آسيا في أستراليا؟

- سوف تجني الكثير، لأن البطولة الخليجية تعتبر خير إعداد للمحفل الآسيوي الكبير واللقاءات التنافسية هي التي تحقق الهدف ويكتسب منها اللاعبون خبرات كثيرة، لذلك ليس من المستبعد أن تجد منتخبا خليجيا على منصة التتويج في أستراليا رغم معرفتنا بقوة وقدرات المنتخبات الأخرى مثل كوريا الجنوبية واليابان والصين وإيران وغيرها.

* هل سترشح نفسك رسميا لرئاسة الاتحاد الآسيوي في الانتخابات المقبلة، أم أنك طويت هذه الصفحة بعد أن خانك التوفيق في الانتخابات الماضية؟

- لقد طويت هذه الصفحة انطلاقا من قناعتي الشخصية وليس لكوني لم أوفق في الانتخابات الماضية.

* أخيرا.. ما طموحات المنتخب الإماراتي في البطولة الخليجية المقبلة؟

- طبعا الفوز باللقب للمرة الثالثة في تاريخه وللمرة الثانية على التوالي، وأعتقد أن ذلك حق مشروع له، والمنتخب يسعى إليه وندعو العلي القدير أن يدرك هذا الهدف، فهذا الجيل من اللاعبين اكتسب الشيء الكثير منذ صغره، خصوصا فيما يتعلق بثقافة الفوز بالبطولات، ويبقى عامل التوفيق الذي أؤمن به بأنه يصاحب كل مجتهد في غالب الأمر.