الدين والدولة

TT

* بعد قراءتي مقال د. عبد المنعم سعيد «إلى أين يسير الشرق الأوسط؟!»، المنشور بتاريخ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أود أن أقول: لا توجد إشكالية بين الدين والدولة، المشكلة بين الدولة وأصحاب «الإسلام السياسي»، مشكلة قديمة، وها هم يلتحفون بالسياسة.. كالإخوان أو من تدثر بحزام ناسف كـ«داعش»، يسعون للوصول إلى الحكم. الواقع أن المؤسسات الدينية العريقة التي تمثل شعوب المنطقة دينيا، في قلوبهم رحمة وخوف على مصير الدولة، لأنهم يعلمون أنه بسقوطها يذهب الدين أدراج الرياح، وأن الدولة تحميه كما يحميها، موقف الأزهر وحزب النور (التيار السلفي) من الدولة منذ 2011 يختلف تماما عن موقف الإخوان والتيار السلفي المتشدد، مثل الجماعة الإسلامية وغيرها، وغيرهم.. هؤلاء جميعا وظفوا الإسلام كمعول هدم لدولهم بغية الوصول للحكم، مثل «داعش» التي تحالفت مع أنصار بيت المقدس أخيرا، لا توجد إشكالية بين الدين والدولة، بل الدين ممثلا في المؤسسات الدينية يقف حائلا دون سقوطها في مصر وفي غيرها، لكن أعداء الإسلام يسعون لضرب الدين بالدولة. لمّا اشتمّ الغرب أن ولاية الفقيه ستمزق دول الإسلام إلى سنة وشيعة، استضافت فرنسا الخميني وخصصت له قرية تحت حماية وزارة الداخلية يقابل فيها أنصاره، وقامت إذاعة «بي بي سي» بنقل خطاباته للشعب الإيراني لأول مرة في تاريخ الإذاعة، وتولى كارتر تكسير عظام الشاه على جدران حقوق الإنسان واستحقاقات الديمقراطية المنهوبة في إيران حتى سقط الشاه بثورة سماها الخميني «الثورة الإسلامية»، ماذا فعلت إيران باسم «الثورة الإسلامية»؟ تمزيق وتخريب لدول الإسلام.

المشكلة ليست بين الدين والدولة، ولكنها بين الدولة والاستغلال السياسي للإسلام، لا دين بلا دولة، ولا دولة بلا دين في الإسلام.

أكرم الكاتب - السعودية [email protected]