مقتل شرطيين مصريين في هجمات جديدة بسيناء و21 مصابا بانفجار عبوة ناسفة بمترو القاهرة

المتحدث العسكري لـ «الشرق الأوسط»: تواصل التحقيق في هوية منفذي هجوم «دمياط» البحري والبحث عن المفقودين الثمانية

قوات الشرطة تتفحص آثار انفجار عبوة ناسفة داخل إحدى عربات مترو أنفاق القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

قتل شرطيان مصريان في هجوم جديد شنه مسلحون مجهولون على دورية أمنية شمال سيناء أمس، فيما أصيب نحو 21 مواطنا في انفجار عبوة ناسفة داخل إحدى عربات مترو أنفاق القاهرة.

ومنذ عزل الرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، العام الماضي، صعد متشددون من هجمات تستهدف عناصر الشرطة والجيش في عدة محافظات خاصة في سيناء، حيث قتل المئات منهم في تلك الهجمات، فيما تقوم قوات الأمن بحملات أمنية موسعة للقضاء عليهم.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العميد محمد سمير لـ«الشرق الأوسط» أمس إن الجهات المسؤولة تواصل التحقيق في هوية منفذي هجوم «دمياط» البحري الذي وقع أول من أمس، والجهة التابعين لها، مشيرا إلى فقدان 8 جنود خلال تبادل إطلاق النار، وأن البحث عنهم جار.

وكان هجوم مسلح قد وقع فجر الأربعاء الماضي أمام سواحل مدينة دمياط، شمال البلاد، استهدف زورقا «أثناء قيام وحدة مرور من القوات البحرية بتنفيذ تدريب على نشاط قتالي في البحر المتوسط شمال ميناء دمياط».

وأسفر الهجوم المسلح عن إضرام النيران في «زورق» تابع للقوات البحرية، وتدمير 4 قوارب للمهاجمين وإلقاء القبض على 32 شخصا منهم.

وأشار المتحدث العسكري إلى أن عمليات البحث والإنقاذ نتج عنها إخلاء 5 مصابين من عناصر القوات البحرية تم نقلهم إلى المستشفيات العسكرية لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، في حين أن هناك 8 أفراد في عداد المفقودين ولا يزال البحث عنهم جاريا، عبر تمشيط ومسح كامل لمنطقة الاشتباكات، كما تقوم الجهات الأمنية المعنية بالتحقيق مع العناصر الإرهابية المقبوض عليها.

ويعد الهجوم تطورا نوعيا في هجمات المتشددين، الذين ينشطون بشكل أساسي في محافظة شمال سيناء، التي تشهد بدورها معارك ضارية بين قوات الأمن التي تشن حملة هناك والعناصر الإرهابية.

وقال الخبير الأمني العقيد خالد عكاشة، إن أصابع الاتهام في تلك العملية تتسع بشدة، باعتبار أنه لأول مرة تاريخيا يحدث هجوم إرهابي على قوة بحرية يتم فيه استخدام البحر، مضيفا: «الموضوع فيه شيء من الغرابة والحداثة غير المسبوقة، مما يشكل تصعيدا مقلقا جدا للسلطات في مصر».

وتابع عكاشة لـ«الشرق الأوسط» أن «التكتم الشديد للأجهزة الرسمية بالجيش والدولة حول الهجوم وتفاصيل العملية، يعطي إشارة إلى أن الموضوع به شيء من التعقيد بالنسبة للطرف المتورط، وأن هناك حسابات معينة يجب التريث بشأنها».

وأضاف الضابط السابق بجهاز الأمن الوطني: «من غير المستبعد وقوف جهات خارجية وراء الهجوم، خاصة في ظل وجود إشارات واضحة بأن جماعات فلسطينية مسلحة تنتوي الرد على محاصرة الجيش المصري للحدود مع غزة وهدمه للأنفاق».

ونوه عكاشة إلى أن «هناك توجيهات للجماعات الإرهابية من قياداتها بألا تركز الأعمال الإرهابية على سيناء وضرورة الانتقال لباقي المحافظات الأقل تأمينا والأكثر ارتباطا بالمواطنين»، مشيرا إلى أن «انضمام جماعة (أنصار بيت المقدس) لتنظيم (داعش) سيؤدي بالطبع إلى فروق نوعية في العمليات المسلحة باعتبار التطور العالي الذي وصل إليه التنظيم على مستوى التخطيط والتسليح».

وعادة ما تشير أصابع الاتهام في تلك الهجمات إلى جماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابية التي تتخذ من شمال سيناء ملاذا لها، وأعلنت قبل أيام انضمامها إلى تنظيم «داعش»، الذي يسيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا، ومبايعتها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

في السياق ذاته، قال مصدر أمني أمس إن عناصر مسلحة استوقفت سيارة أجرة على طريق رفح - العريش بالقرب من مدينة الشيخ زويد، وقتلت أمين ومجند شرطة كانا في طريق العودة إلى القاهرة.

إلى ذلك، كلف النائب العام المصري المستشار هشام بركات فريقا من أعضاء النيابة العامة لإجراء تحقيق فوري في الانفجار الذي وقع صباح أمس بإحدى عربات مترو أنفاق القاهرة، وأدى لتطاير أجزاء من سقف عربة المترو.

وكان حدث انفجار نتج عن عبوة ناسفة تم وضعها بالعربة الثانية في الخط الأول لمترو الأنفاق باتجاه المرج - حلوان، أثناء سير القطار بين محطتي «حلمية الزيتون» و«سراي القبة». وأعلنت وزارة الصحة أن الانفجار أسفر عن إصابة 21 مواطنا، كلها جاءت نتيجة تدافع الركاب. ونفى بيان للوزارة وقوع أي حالات وفاة أو حدوث إصابات بسبب الانفجار ذاته.

وأوضح مسؤول أمني، أنه «في نحو الساعة 9:45 من صباح أمس، وقع انفجار قنبلة (محدثا صوتا)، كانت على رف حفظ الحقائب بإحدى عربات مترو الأنفاق، فتم إيقاف حركة القطار وفتح أبوابه، ونتيجة لتدافع الركاب تعرض عدد منهم لإصابات سطحية».