معصوم يبدأ من بغداد التنسيق مع العبادي بشأن تسوية الملفات العالقة مع الرياض

بعد أن اختتم زيارته للسعودية بأداء العمرة

صورة خاصة لـ«الشرق الأوسط» للرئيس العراقي فؤاد معصوم يؤدي الصلاة خلال مناسك العمرة أول من أمس (تصوير: فالح خيبر)
TT

في طريق العودة إلى بغداد من مدينة جدة الساحلية على البحر الأحمر وعلى ارتفاع 37 ألف قدم حيث كانت تحلق طائرة البوينغ الرئاسية، حرص الرئيس العراقي فؤاد معصوم على تقديم إيجاز شامل للوفد الصحافي المرافق له، الذي ضم عددا محدودا من وسائل الإعلام المحلية والعربية الأجنبية ومن بينها «الشرق الأوسط»، عن نتائج زيارته للمملكة العربية السعودية ومباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وعدد من كبار المسؤولين السعوديين، من بينهم الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمير خالد بن بندر رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية.

الرئيس معصوم وصف لقاءه العاهل السعودي بأنه «في غاية الأهمية، حيث فوجئنا بمستوى التجاوب من قبله وباقي المسؤولين بشأن كل المسائل والأمور التي طرحت خلال النقاش»، مشيرا إلى أن «الملك عبد الله كان مطلعا بشكل جيد على الأوضاع في العراق، وعبر عن حرص أكيد على أهمية أن تكون العلاقات بين البلدين في أرقى حالاتها وعلى كل المستويات».

وأضاف الرئيس معصوم أن «حماس جلالة الملك أضفى المزيد من الأجواء الإيجابية التي انعكست على اللقاءات التي أجراها أعضاء الوفد مع باقي المسؤولين السعوديين، سواء على مستوى العلاقات الخارجية أو الداخلية أو الأمنية». ولكي يتم البدء بتفعيل الخطوات العملية بدءا من فتح السفارة السعودية في بغداد وغيرها من القضايا، قال معصوم: «حال عودتي إلى بغداد سأنقل لرئيس الوزراء حيدر العبادي ما اتفقنا عليه مع القيادة السعودية لكي تبدأ الحكومة الخطوات التنفيذية».

ومن واقع اختصاصه كأستاذ فلسفة، قال معصوم إن «رؤيتي تنطلق من المفهوم المتداول وهو أن الفلسفة تبدأ حيث ينتهي العلم، حيث إنني حين سألت الملك عبد الله متى نبدأ بفتح الأبواب في العلاقات بين بلدينا الشقيقين كان جوابه بأن الأبواب مفتوحة على مصراعيها»، مؤكدا: «إنني لم أجد أن هناك قضايا معقدة أو صعبة طرحها الإخوة السعوديون، بل هي مسائل طبيعية جدا، وسنبدأ الإجراءات العملية سواء على مستوى السجناء أو المعتقلين بين البلدين، وهو ما سيتم التفاهم حوله بين وزراء الداخلية والعدل بين البلدين». وشدد معصوم في إيجازه الصحافي الشامل على أن «القضية المهمة جدا هي أن موقفنا مشترك ومتطابق بالكامل من قضية الإرهاب و(داعش)، وهو ما يتطلب من الطرفين التعامل بإيجابية بعضهما مع بعض مع عدم التوقف عند بعض المواقف والتصريحات غير المسؤولة هنا أو هناك».

وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان أوجز هو الآخر للوفد الإعلامي، ومن بينه «الشرق الأوسط»، طبيعة لقاءاته مع المسؤولين السعوديين، قائلا إن «ما حصل مع المملكة العربية السعودية خلال زيارتنا هذه على قصرها بداية جيدة وأمر في غاية الأهمية أن تكون هناك خطوات جادة في ميدان الانفتاح على دول الجوار، وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية»، مشيرا إلى أن «البلدين يعانيان خطرا مشتركا وهو الإرهاب، وهو ما يتطلب المزيد من التعاون، حيث أستطيع القول إننا أرسينا أسس علاقة جيدة ستنعكس خلال الفترة المقبلة بعد أن تخطينا أزمة الثقة التي كانت موجودة والتي شكلت عائقا دون تحقيق المزيد من الانفتاح».

وأكد الغبان أنه «تم الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة لمراجعة الملفات السابقة والعمل على حل كل الإشكاليات بروح المسؤولية الأخوية»، مبينا أن «التعاون مع الأجهزة الأمنية في كل البلدان عابر للعلاقات السياسية التي قد تكون فيها مساحة مقبولة من الاختلاف في وجهات النظر، بينما في كثير من الأحيان تكون التحديات الأمنية واحدة للطرفين».

أما وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، فقد بدا الأكثر حماسا في التعاطي مع ملف العلاقات العراقية - السعودية، الذي كان حتى وقت قريب يصعب الدخول في الكثير من ملفاته.

الجعفري قال إن «الإخوة في المملكة غمرونا بالمحبة والود والتقدير، والأهم من ذلك تفهم عمق العلاقات بين البلدين وأهمية تعزيزها على كل الأصعدة والمجالات». وأضاف أن «الإرهاب بات اليوم قاسما مشتركا بين الجميع، ولكن في إطار العلاقة مع السعودية، فإن مشتركاتنا باتت أكبر من مساحة الاختلاف»، موضحا أن «النتيجة التي خرجنا بها هي أن ما وجدناه كان أكبر بكثير مما كنا نتوقعه».