نصف مليار دولار من بغداد تسهم بحل جزء من مشاكلها مع أربيل

عادل عبد المهدي اجتمع مع الرئيس بارزاني ورئيس حكومة إقليم كردستان حول أزمة النفط

نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان ونائبه قوباد طالباني خلال استقبالهما عادل عبد المهدي وزير النفط العراقي («الشرق الأوسط»)
TT

بدأ وزير النفط العراقي، عادل عبد المهدي، أمس، جولة من المباحثات مع القيادة السياسية في إقليم كردستان العراق؛ حيث اجتمع بعد وصوله أربيل برئيس حكومة الإقليم، نيجيرفان بارزاني، ومن ثم رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، وذكر مصدر مطلع أن الاجتماعين ركزا على قضية النفط، وكيفية الوصول إلى حل للمشاكل بين الجانبين في أسرع وقت ممكن.

وقالت رئاسة حكومة الإقليم في بيان لها، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «بحث رئيس حكومة الإقليم، نيجيرفان بارزاني، ونائبه، قوباد طالباني، صباح أمس، خلال اجتماع مع وزير النفط في الحكومة الاتحادية، عادل عبد المهدي، في أربيل، المشاكل بين الإقليم والحكومة الاتحادية، خصوصا قضية النفط والسبل الكفيلة لحلها».

وتابع البيان: «قرر الجانبان أن تكون الاجتماعات مفتوحة؛ حيث ستليها اجتماعات أخرى حول هذا الموضوع، وستعلن مضمون المباحثات ونتائجها بعد انتهاء الاجتماعات بين الجانبين».

بدوره، قال مصدر مطلع في مجلس وزراء الإقليم، فضل عدم الكشف عن اسمه، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «مباحثات عبد المهدي ستكون فرصة أخرى لتوصل الجانبين إلى نتائج إيجابية للقضايا الخلافية بينهما، والتوصل إلى حل جذري يرضي الطرفين»، مشيرا إلى أن «بغداد تريد السيطرة على الملف النفطي بشكل كامل، دون أن تشرك حكومة الإقليم معها، بينما تسعى أربيل إلى أن تمسك ملفها النفطي بمشاركة من قبل شركة النفط الوطنية العراقية (سومو)، وهذا ما ترفضه بغداد لحد الآن».

والتقى وزير النفط، عبد المهدي، عصر أمس، برئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني؛ حيث سلط عبد المهدي خلال اللقاء الضوء على العلاقات بين أربيل وبغداد في مجال الطاقة والنفط، والسياسية النفطية الجديدة للعراق، والوضع الاقتصادي والسياسي في البلد.

من جانبه، عبر بارزاني عن تمنياته بأن يكون برنامج عمل وزير النفط خطوة نحو حل المشاكل بين الطرفين، وأكد الجانبان على ضرورة تواصل الحوار بين كافة الأطراف، من أجل إيجاد حل لكافة المشاكل في العراق. وأعلنت رئاسة حكومة الإقليم في بيان لها مساء أمس أنها توصلت خلال الاجتماع مع وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي إلى حل تسوية بين الطرفين كخطوة أولى للخروج من الأزمة بين أربيل وبغداد.

وأضافت أن الحل يقتضي إرسال الحكومة الاتحادية 500 مليون دولار لإقليم كردستان، سلفة مالية، وفي المقابل تضع حكومة الإقليم 150 ألف برميل من النفط تحت سيطرة بغداد يوميا، مبينة أن وفدا من حكومة الإقليم سيتوجه خلال الأيام المقبلة إلى بغداد برئاسة نيجيرفان بارزاني، لوضع حلول شاملة وعادلة ودستورية لجميع القضايا العالقة.

ويستبشر المراقبون خيرا في هذه المباحثات اعتمادا على العلاقات التاريخية الطيبة التي تجمع بين عبد المهدي والقيادات الكردستانية، خصوصا في الحزبين الرئيسيين: الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني.

بدوره، قال شيركو جودت، رئيس لجنة الطاقة والثروات الطبيعية في برلمان الإقليم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاجتماعات بين حكومة الإقليم ووزير النفط في الحكومة الاتحادية مفتوحة، وذلك لمناقشة بعض التفاصيل، والمقترحات من قبل الطرفين، وستكون هناك اجتماعات تكميلية بين الطرفين».

وأضاف شيركو، أن لجنته لم تحصل إلى الآن على أي تفاصيل حول مباحثات أمس بين الجانبين، مؤكدا أن بقاء الاجتماعات مفتوحة يساهم في فتح الباب أمام مناقشات أكثر، معبرا في الوقت ذاته عن أمله بأن تحمل زيارة عبد المهدي معها مشاريع جديدة تساهم في حلحلة المشاكل العالقة بين الطرفين.