حرب علنية بين مخابرات إسرائيل وجيشها بسبب الإخفاقات في حرب غزة

الشاباك يدعي أنه زود الجيش بمعلومات عن الأنفاق.. ونتنياهو يوبخ الطرفين

TT

في خضم التحقيقات الداخلية التي تجري في إسرائيل حول الحرب الأخيرة على قطاع غزة، نشب خلاف شديد وغير مسبوق بين جهاز المخابرات (الشاباك) والجيش، بلغ حد توجيه الاتهامات المتبادلة بشكل علني، ما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التدخل وتوجيه توبيخ إلى رئيس الشاباك يورام كوهين، ورئيس أركان الجيش بيني غانتس.

ويعود الخلاف بين الطرفين إلى قضية الأنفاق الحربية التي حفرتها قوات حماس، وامتدت من غزة إلى الأراضي الإسرائيلية، بهدف خطف جنود إسرائيليين وتنفيذ عمليات تفجير في العمق الإسرائيلي، وقد اكتشف الجيش الإسرائيلي هذه الأنفاق متأخرا، ووجد أنها أكثر عددا وعدة من التقديرات. وفي التحقيقات الداخلية اتهم الجيش المخابرات بأنها ضللته، وبأنها لم تبلغ في الوقت المناسب عن حجم الظاهرة وأخطارها، ما أطال في عمر الحرب على غزة حتى 51 يوما. وقد بادرت المخابرات إلى الرد العلني على هذا الاتهام، وقالت إنها أبلغت الجيش رسميا في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي بأمر هذه الأنفاق، وبكونها ستشكل خطرا حربيا، ثم عادت وحذرت في مارس (آذار) الماضي من خطورتها، وظهر عدد من كبار ضباط المخابرات الحاليين في تقرير تلفزيوني للقناة الثانية الإسرائيلية يتهمون فيه الجيش مباشرة بأنه أهمل هذه التحذيرات، واستخف بها.

وقد رد غانتس بعصبية ظاهرة على هذا الاتهام، وبعث برسالة شكوى حادة إلى نتنياهو نشرت في الصحافة الإسرائيلية، أمس، تؤكد أن هناك «أزمة ثقة غير مسبوقة» بين الطرفين. كما أرسل إلى رئيس الحكومة رسالة احتجاج حادّة ضدّ رئيس الشاباك يورام كوهين، على خلفية الحرب التي اندلعت في الصيف الأخير، حذّر فيها من أنّ هناك أزمة ثقة حادّة بين الجيش والشاباك، كما دعا نتنياهو إلى دعوة كوهين لمعالجة الأمر.

وذكرت مصادر إعلامية مقربة من المخابرات الإسرائيلية أنّه تم على خلفية ذلك إجراء محادثة حادّة بين رئيس الشاباك كوهين، ورئيس الاستخبارات العسكرية أفيف كوخافي، بحضور المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة بعد حرب غزة، وقالت إن كوهين زعم آنذاك أنّ جهازه قد نقل تحذيرات من الحرب المرتقبة في الصيف، ولكن كوخافي رفض ذلك جملة وتفصيلا، مدعيا أنّ مثل هذا الكلام لم يحدث إطلاقا. كما قال بعض وزراء المجلس في الجلسة نفسها إنّهم لا يذكرون صدور تحذيرات كهذه.

وعقب داني ياتوم، الرئيس الأسبق للموساد، على هذه المعركة قائلا إنه لأمر «مخجل حقا أن تتدهور الأمور إلى هذا الحد. فأنا بدأت خدمتي العسكرية قبل 50 سنة، ولا أذكر صراعا كهذا، وأخشى أن يؤدي هذا إلى تقويض التعاون بين الجيش الإسرائيلي والشاباك. فلا بديل عن هذا التعاون لحماية أمن إسرائيل عموما، وبشكل خاص في هذه الأيام حيث تتدهور الحالة الأمنية في الضفة الغربية والقدس، والجميع يحذر من أن تتطوّر إلى انتفاضة ثالثة، وحيث تنتشر منظمات الإرهاب من حولنا وتكتسب قوة وخبرة». يذكر أن نتنياهو استدعى كلا من رئيس أركان الجيش بيني غانتس ورئيس الشاباك يورام كوهين إلى مكتبه مساء أول من أمس، ووبخهما بحضور وزير الدفاع موشيه يعلون، في أعقاب انتشار خبر الأزمة بينهما، وطالبهما بالتوقف فورا عن مناقشة موضوع الإخفاق الاستخباري على الملأ، مشددا على أن مثل هذه المواضيع يجب أن تناقش بسرية.