السعوديون بين مطرقة «تخبطات لوبيز».. وسندان «الفراغ الفني» قبل آسيا

رحيمي وأنور: رحيله سيزيد الأزمة.. والآمال معلقة بمجهودات اللاعبين فقط

المنتخب السعودي كاد يتعرض لخسارة من أول مباراة في بطولة الخليج (أ.ف.ب)
TT

أعاد تعادل المنتخب السعودي مع نظيره القطري بهدف لمثله في افتتاحية منافسات بطولة كأس الخليج العربي «خليجي 22» المقامة في العاصمة السعودية الرياض، موجة الانتقادات اللاذعة ضد الإسباني لوبيز كارو المدير الفني للمنتخب السعودي.

وبدا الغضب واضحا في الشارع الرياضي إزاء ما يقدمه الأخضر تحت قيادة الإسباني لوبيز من ضعف في المستويات وتراجع في الأداء بصورة عامة، ولم تكن نتيجة التعادل هي المزعجة بحد ذاتها إلا أن الصورة الباهتة التي ظهر عليها لاعبو الأخضر هي من أشعلت فتيل شرارة الغضب تجاه لوبيز.

وبدا التفاعل ظاهرا بصورة أكثر عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الذي شهد انتقادات واسعة للإسباني لوبيز وصلت حد المطالبة برحيله عن تدريب المنتخب وإيقاف عبثه بالأخضر السعودي.

الإسباني لوبيز كارو حضر لقيادة الأخضر السعودي في فبراير (شباط) 2013 خلفا للهولندي فرانك ريكارد على خلفية نتائج الأخضر في منافسات بطولة الخليج بنسختها السابقة التي أقيمت في البحرين، وكان حينها مستشارا فنيا للاتحاد السعودي لكرة القدم، وحضر في بداية مهمته مدربا مؤقتا قبل أن يعلن اتحاد الكرة طرح ثقته الكاملة في المدرب واستمراره حتى الآن.

ونجح لوبيز في قيادة الأخضر السعودي في التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة آسيا 2015 التي ستقام في أستراليا للمرة الأولى في تاريخها مطلع العام القادم أي بعد قرابة شهرين من الآن، حيث تصدر المنتخب السعودي مجموعته بتلك التصفيات التي ضمت كلا من العراق والصين وإندونيسيا إلا أن لوبيز بعد ذلك لم يقدم الأخضر بصورة أفضل عن السابق بل ربما تراجع أداؤه في ظل عدم قدرته على الفوز في المباريات الودية لفترة طويلة باستثناء مواجهة فلسطين الأخيرة.

«الشرق الأوسط» بدورها رصدت أبرز ردود الفعل بعد التعادل أمام قطر والمصحوبة بمستويات مخيبة للآمال لا تبعث على التفاؤل في الفترة المقبلة. وكانت البداية مع الدكتور مدني رحيمي الذي قال: نحن في صداع كبير فعلا، والقضية هي قضية اختيارات المدرب، فيجب أن يكون لدينا مدرب مقنع للاعبين قبل الجماهير، مضيفا: تفاءلنا بأن اتحاد الكرة السعودي منتخب وبعض مسؤوليه وعلى رأسهم الرئيس أحمد عيد والمشرف على المنتخبات الدكتور عبد الرزاق أبو داود لاعبون سابقون ورؤساء أندية وكما يقال أعط الخبز لخبازه ولكن عندما نشاهد الشارع الرياضي السعودي أصبح ينتقد أشياء فنية هنا تتساءل أين المسؤول من المناقشة والمحاسبة لماذا لا يتم مناقشة المدرب مرة أو مرتين وإذا لم يتغير الوضع اتخذ قرار.

ويواصل الدكتور مدني رحيمي حديثه في هذا الجانب: من شاهد معسكرات المنتخب والمباريات الودية التي خاضها سيسأل: «لماذا اختلفت الأسماء وتغيير التكتيك؟ نعم التغيير مطلوب ولكن ليس بهذا الشكل».

وتطرق رحيمي إلى تفاصيل مواجهة السعودية أمام نظيره القطري والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وقال: لنكن منصفين، الأخضر السعودي كان جيدا في بدايات المباراة ولكن بعدما سجل الهدف الأول اختلف الوضع وكأن هناك من تحدث لهم بين شوطي المباراة وقال بأنهم سيأخذون النقاط الـ3 بسهولة، وأعتقد أن الجميع يشكر الله على أن بوعلام لاعب قطر لم يسجل هدفين من أصل الفرص التي تسنت له وفعلا أعتقد أننا خرجنا بدعاء الوالدين كما يقال أو دعاء الجمهور، فالتعادل حفظ لنا ماء الوجه.

وعاد رحيمي للحديث عن الإسباني لوبيز مجدد، وقال: هو في البداية كان مستشارا فنيا ولو عدنا إلى تاريخه فهو لم يستمر فترة طويلة في أي ناد وأستغرب الصمت وعدم مناقشته، هل لأنه إسباني فقط يشفع له بعدم المناقشة، مضيفا: الطريقة التي لعبنا بها بتواجد المولد وتقدم تيسير تطبق للمرة الأولى وكانت صعبة وغير مفهومة للاعبين.

وعن حاجة الأخضر لقرار جريء من خلال إقالة لوبيز في الفترة الحالية، أجاب: هذا الأمر كان يجب أن يتم قبل الخليجية لتكون تجهيزا للبطولة الآسيوية لكن الآن لو قمت بإبعاد لوبيز من ستحضر؟ ولو أحضرت مدربا وخسر ماذا ستفعل؟

وأضاف رحيمي: تحدثت قبل المواجهة بأننا إذا خرجنا مع قطر بالتعادل فسيكون لدينا أمل بالبطولة ولو انتصرت قطر فسنودع البطولة سريعا، مضيفا: حتى البحرين الذي ظهر في مستوى باهت وسيئ أمس سنشاهده أمام السعودية بشكل أفضل.

وأشار رحيمي إلى أن قرار إبعاد لوبيز فيما لو حدث فسيكون مجرد ترميم وعلاج مؤقت للشارع الرياضي السعودي من قبل مسؤولي اتحاد الكرة، مضيفا: أعتقد أنه لا يوجد مدرب يقبل بهذه المهمة في حال إبعاد لوبيز ولكن ما أعتقده أننا سنكمل المسلسل الإسباني وسيحضر المدرب الإسباني المشرف على المنتخب الأولمبي.

وعاد رحيمي للخلف ليتحدث عن وجود خلل في طريقة تعامل مسؤولي الرياضة في السعودية في عملية اختيارات المدربين موضحا: أنا لا زلت أستغرب أن مدربا كالأرجنتيني كالديرون يتم إبعاده من تدريب الأخضر وهو الوحيد الذي تأهل بالمنتخب السعودي لنهائيات كأس العالم 2006، مضيفا: في أيام كالديرون حققنا انتصارات عريضة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال ألمانيا 2006 وحتى في المباراة الأخيرة أمام كوريا الجنوبية لعبنا في بالصف الثاني وفزنا، ورغم ذلك أعود وأقول في الختام هناك ضبابية في اختيارات المدربين للمنتخب.

من جهته، قال فواد أنور النجم الدولي السابق والمدرب الوطني الحالي وعضو الجمعية العمومية في اتحاد الكرة السعودي بأن النتيجة التي خرج بها الأخضر ليست بالسيئة «لأننا لعبنا مع فريق متطور ومنظم داخل الملعب ولكن المزعج هو هيبة المنتخب السعودي والنظرة العامة له، فالحقيقة أنه مع لوبيز لم يتغير منذ سنتين».

وأضاف أنور: في هذه الفترة سندعم اللاعبين والمدرب حتى آخر مباراة ليكون التقييم شاملا ولا نريد الضغط على اللاعبين لأن المنتخب في الوقت الحالي بوجهة نظري يحتاج لرفع المعنويات والدفع للأمام، مضيفا: لو فاز المنتخب بالبطولة فسيكون ذلك بفضل قدرات اللاعبين وليس بقدرات المدرب أو المجموعة بصورة كاملة وأنا أتكلم من خلال نظرة طويلة فنحن في سنتين نتراجع ولم نتطور مع لوبيز حتى المعسكرات غير منطقية والفرق التي نواجهها غير مدروسة، مضيفا: دليل ذلك أننا لعبنا مع أوروغواي وتعادلنا ثم مع لبنان وكدنا أن نخسر وقدمنا مستوى متواضعا وهذا يعود لقدرات اللاعبين فقط.

وواصل أنور حديثه في هذا الجانب: يجب أن يتم تحليل هذا المنتخب مع وجود استراتيجية كاملة فمثلا لو أخذنا كأس الخليج مع لوبيز هل نتوقع أن يخدمنا هذا الفريق في بطولة آسيا 2015؟

وتابع: يوجد 5 منتخبات تبحث عن اللقب وليست المشاركة فقط كما قال لوبيز، وهنا استشهد بما قاله الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب عندما علق على تصريح لوبيز الذي قال فيه إننا سنحاول أن تكون مشاركة الأخضر إيجابية وفعالة، والحقيقة أن الأخضر السعودي منذ فترة طويلة وهو يشارك بصورة فعالة ومشرفة بتحقيق 3 ألقاب والوصول للنهائي 3 مرات بمعنى أننا خلال 26 عاما مضت متربعين على العرش الآسيوي فالتصريح من لوبيز لم يكن في وقته وهو لا يعرف تاريخ الأخضر في هذه البطولة.

وأضاف أنور في حديثه: لسنا بحاجة للذهاب إلى البطولة الآسيوية التي ستحضر بعد الخليجية من أجل المشاركة المشرفة فقط كما قال لوبيز، وأعود هنا للتوضيح أكثر بأن الخليجية هي بطولة ذات مستويات متقاربة حتى الضعيف فيها يستأسد وقد يعمل مفاجأة مع الفرق التي لها إمكانيات وتضم أسماء كبيرة، مضيفا: قد يكون المنتخب الإماراتي بطل النسخة الأخيرة لديه لاعبون موهوبون واستقرار فني واستقرار إداري إضافة لتدرج هذا الفريق من الناشئين ثم للشباب ثم الأولمبي وبعدها الحصول على بطولة الخليج قبل سنتين وهذا دليل على أنه الأفضل في الخليجية.

وأشار إلى أنور إلى أن الأخضر السعودي لا بد أن يستغل عاملي الأرض والجمهور رغم أن الجمهور خذلنا بالحضور في افتتاحية هذه البطولة وهذه لها توابع كثيرة كضعف الترويج للبطولة، وعدم القدرة على جذب الجماهير بصورة مميزة، وأيضا توقيت المباراة لم يكن مناسبا إطلاقا إضافة للتأخر في الإعلان عن فتح الأبواب بصورة مجانية، ولكن بشكل عام كان يجب تحفيز الجماهير للحضور حتى يعود ذلك إيجابا على مباريات الأخضر.

وعن حاجة المنتخب السعودي لقرار جريء بإقالة الإسباني لوبيز أثناء البطولة الخليجية، قال: ليست لدي مشكلة في الإقالة ولكن من سيحضر مكانه وهل من سيحضر الآن قادر على تقديم هوية جديدة للأخضر وخاصة في كأس آسيا؟ أعتقد من الصعب أن يحدث ذلك في هذا الوقت القصير ولكن متى ما حضر هذا المدرب فأنا مع إبعاد لوبيز.

وختم أنور حديثه: إذا كان الإبعاد لأمور نفسية أو معنوية فأنا ضد إبعاده أو تم ذلك لأجل كأس الخليج فأعتقد أن لدينا ما هو أهم من كأس الخليج، لقد انتهى زمن إبعاد المدرب وإحضار شخص بعيد عن التدريب فترة طويلة ويرتدي الشماغ والعقال طيلة وقته فهذا وقت وانتهى ونحن نريد التطور ولا نريد العودة للوراء، ربما في الفترة الماضية كانت مثل هذه الأمور تنجح لأن خلف اللاعبين قيادات رياضية قوية، أما الآن إذا حدث ذلك فهو مجرد مسكن مؤقت ولكن في كأس آسيا سيعود الصداع من جديد.