الأمير مولاي رشيد يحمل في حفل زفافه فوق «العمارية»

تقليد قديم شبيه بالهودج وخاص بالأعراس المغربية

الملك محمد السادس وولي عهده الأمير مولاي الحسن أثناء حمل الأمير مولاي رشيد فوق «العمارية»
TT

تميز حفل الحناء الذي نظم مساء أول من أمس بالقصر الملكي في الرباط بمناسبة زفاف الأمير مولاي رشيد وأم كلثوم بوفارس بحمل العروسين فوق «العمارية» وهو تقليد عريق خاص بالأعراس المغربية، حيث ظهر الأمير مولاي رشيد والعروس أم كلثوم محمولين على الأكتاف وهما يلوحان بأيديهما إلى المدعوين. ونقل التلفزيون المغربي الليلة قبل الماضية جانبا من حفل الحناء الذي ترأسه العاهل المغربي الملك محمد السادس وحضره عدد كبير من الشخصيات المغربية والأجنبية والعربية. وشاركت في إحيائه فرق غنائية شعبية.

وظهر في الصف الأمامي للمنصة التي خصصت للضيوف الكثير من الشخصيات بينهم برناديت شيراك عقيلة الرئيس الفرنسي السابق، التي كانت تجلس بجوار الأميرة للا سلمى عقيلة العاهل المغربي، وإلى جانبهما الشيخة موزة بنت ناصر المسند زوجة أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. كما ظهر مهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية بجوار عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية ورشيد الطالبي رئيس مجلس النواب. كما ظهر في الحفل عدد من الوزراء والمسؤولين.

وقالت بيرناديت شيراك، في تصريح لها أوردته وكالة الأنباء المغربية بأن علاقات الصداقة المتينة التي جمعت منذ زمن بعيد عائلتها بالأسرة الملكية بالمغرب، جعل حضورها الحفل «أمرا بديهيا». وتابعت أن «أسرة شيراك تكن محبة كبيرة للأسرة الملكية المغربية».

ووفقا لتقاليد ليلة الحناء ارتدت العروس قفطانا باللون الأخضر وكان وجهها مغطى بطرحة من الموسلوين بنفس اللون. بينما ارتدى الأمير مولاي رشيد جلبابا أبيض وطربوشا أحمر. وقال الدكتور عبد الهادي التازي، المؤرخ المغربي لـ«الشرق الأوسط» بأن «العمارية» هي ما يطلق عليه الهودج عند المشارقة، وهي قديمة جدا وكانت مخصصة فقط للنساء من ذوات النسب الشريف، حتى أنه كانت هناك جهة رقابة تمنع استعمال «العمارية» من قبل الفتيات والنساء اللواتي لا ينتمين إلى العائلات الكبيرة، مضيفا أنه في القديم كانت الأميرات والشريفات لا يذهبن إلى بيت الزوج ماشيات على الأقدام بل فوق الهودج الذي يضم سراجا ومطرحا تجلس فوقه العروس إلى جانب «ماشطاتها» أي المزينات. وكان وصول العمارية يشكل حدثا خاصا في حفل الزفاف، إذ كانت تعد وسيلة لإبراز أن العروس تنتمي لعائلة مرموقة.

وأوضح التازي أن العمارية مشتقة من «عمارة الدار» أي الزوجة التي تملأ البيت لأن البيت من دون امرأة لا قيمة له برأيه. وأضاف أن العمارية لم تعد تستخدم حاليا للغرض نفسه أي حمل العروس إلى بيت الزوج، بل أصبحت على شكل مائدة مستديرة، تستخدم في الأعراس يحمل فوقها العروس والعريس ويطاف بهما أمام المدعوين وسط الهتافات والزغاريد، مثلما حدث في حفل زفاف الأمير مولاي رشيد وقبله الملك محمد السادس الذي حمل بدوره فوق «العمارية» خلال احتفاله بزفافه عام 2002.