وزير إسرائيلي يتوقع انفراجا قريبا في العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية

مراقبون يرجحون أن يكون عباس أجرى لقاء سريا مع نتنياهو في عمان

TT

أوضح يعقوب بيري، وزير العلوم وعضو المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل، أن «الأسابيع القليلة المقبلة سوف تشهد انفراجا في العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية».

وقال بيري في حديث خاص بـ«الشرق الأوسط» إن «التوتر الذي شهدته القدس وغيرها سيصبح في القريب جزءا من الماضي وسيتحول إلى حراك إيجابي؛ فالزعماء في المنطقة، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يدركون خطورة الأوضاع، ويريدون انتهاز الفرصة القائمة لإحداث انعطاف فيها».

وبخصوص التوتر الشديد في العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، قال بيري إن «الاتجاه هو توسيع دائرة المحادثات وجعلها عربية - إسرائيلية. أنا أعتقد أن هناك خيارا أفضل هو التوجه نحو سلام إقليمي بين إسرائيل من جهة، وجميع الدول العربية المعنية من جهة ثانية، يكون عبر مفاوضات إسرائيلية - فلسطينية. ولهذا الغرض توجد اتصالات لعقد مؤتمر إقليمي، يضم إسرائيل ومصر والأردن والسعودية ودول الخليج المعنية والمغرب وغيرها من الدول، من أجل إطلاق عملية سلام على أساس مبادرة السلام العربية».

وكانت مصادر إسرائيلية أخرى قد أشارت إلى أن لقاء عمان، الذي ضم الملك عبد الله الثاني وبنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، أول من أمس، قد تناول احتمالات استئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية بعدة طرق، بينها «مؤتمر السلام الإقليمي». وحسب هذه المصادر، فإنها لا تستبعد أن يكون جميع الأطراف قد توصلوا إلى قناعة بأن «الكمية الكبيرة من الدماء السوداء التي جرت بين القيادات الإسرائيلية والفلسطينية جعلت من شبه المستحيل أن يجتمع نتنياهو وأبو مازن، فقررا التوجه نحو محادثات سرية. ولا نستبعد أن يكون أبو مازن قد شارك في اللقاء الثلاثي مع الملك ونتنياهو وكيري».

والمعروف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان في عمان خلال اللقاء الثلاثي بين كيري ونتنياهو والملك، وقد أقيم مهرجان بمناسبة مرور 10 سنوات على وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات ولم يحضره أبو مازن، مما أثار موجة إشاعات داخل فلسطين حول مكان وجوده، إذ رجح بعض المراقبين أن يكون عباس في القصر الأردني بعمان، حيث أجرى لقاء سريا مع نتنياهو.

وكان نتنياهو قد أعلن في محادثات عمان، أول من أمس، أنه يريد التسوية السياسية، ولكنه اشترط لذلك وقف ما سماه «التحريض» الذي يطلقه أبو مازن، وغيره من القادة الفلسطينيين. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي مطلع على تفاصيل المحادثات قوله إن نتنياهو شدد في اللقاءات على أن المطلوب الآن هو العمل على تهدئة الخواطر وإعادة الهدوء إلى ما كان عليه، وأنه طالب بوقف ما سماه «التحريض» بهدف وقف العنف، وأضافت الصحيفة أن نتنياهو قال للوزير الأميركي والملك الأردني إن «جهات إسلامية متطرفة وجهات رسمية فلسطينية تقود عملية التحريض»، وعرض لتأكيد ذلك نماذج صحافية نشرت في وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية، وعلى صفحات «فيسبوك» الخاصة بحركة فتح وقوات الأمن الفلسطينية، موضحا أن «العملية السياسية مهمة ولكنها لن تكون ممكنة مع التحريض غير المسؤول ضد إسرائيل ومواطنيها»، حسب قوله.

وبحسب المصدر نفسه فإن نتنياهو أكد التزام إسرائيل بالحفاظ على الوضع الراهن في الحرم المقدسي، وقال إنه «يجب وقف نشر الأكاذيب التي تقول إن إسرائيل تسعى لتغيير الوضع الراهن في الحرم المقدسي».

ولكن عاموس هرئيل، المحرر العسكري للصحيفة نفسها، خرج أمس بعنوان صارخ يقول فيه إن «الجيش الإسرائيلي يحاول كسب الوقت حتى الصدام المقبل في الضفة الغربية»، وكتب يقول: «الجيش الإسرائيلي يدرك أنه بدأ العد التنازلي لصدام واسع النطاق في الضفة الغربية، حيث تتراكم كل العوامل التي تقود إلى ذلك، وأن نجاح الجيش في وقف أي تصعيد يعني كسب المزيد من الوقت حتى يقع الصدام»، مضيفا أن الجهازين السياسي والأمني في إسرائيل يجدان صعوبة في التركيز على أكثر من قضية واحدة في الوقت نفسه، ذلك أن خلافات قادة الجيش مع قادة المخابرات أبعدت عن العناوين الرئيسة سلسلة العمليات التي وقعت في بداية الأسبوع، حيث قتل إسرائيليان في عمليتي طعن الاثنين الماضي، إضافة إلى مقتل 4 آخرين في عمليتي دهس في القدس، وإضرام النار في مسجد في منطقة رام الله، واستشهاد فلسطيني بنيران جنود الاحتلال شمال الخليل، واشتعال المواجهات في البلدات العربية في الداخل احتجاجا على مقتل الشاب خير حمدان من كفركنا بنيران الشرطة، بالتزامن مع التوتر القائم بشأن الحرم القدسي.