الرئيس الجزائري للمرة الرابعة في مستشفى فرنسي بمدينة غرونوبل

الإليزيه صامت.. والخارجية وإدارة المستشفى ترفضان التعليق

بوتفليقة في صورة يعود تاريخها إلى 19 ديسمبر 2012 (أ.ف.ب)
TT

لم يصدر حتى مساء أمس أي تأكيد أو بيان عن قصر الإليزيه بخصوص وجود الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مستشفى ألومبير بمدينة غرونوبل (جنوب شرقي فرنسا) منذ أواسط الأسبوع الماضي. وبذلك لم تحد الرئاسة الفرنسية عن «التقليد» الذي تتبعه بخصوص بوتفليقة كلما جاء إلى فرنسا للاستشفاء، وآخر مرة كانت بداية العام الحالي في مستشفى فال دو غراس العسكري وقبلها العام الماضي ما بين شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) في المستشفى نفسه، ثم في مصح الأنفاليد للراحة. وفيما أفادت مصادر رسمية فرنسية رفضت الإشارة إلى هويتها من قريب أو بعيد بأن بوتفليقة «موجود فعلا على الأراضي الفرنسية»، رفضت وزارة الخارجية الفرنسية التي سألتها «الشرق الأوسط» والتي يفترض أن توفر معلومات عن وجود رؤساء أجانب على الأراضي الفرنسية، تأكيد النبأ، لكنها بالمقابل لم تنفه، محيلة السائل على السلطات الجزائرية. والحال أن هذه الأخيرة لم تذع أي نبأ عن حالة الرئيس الصحية وعما استدعى نقله إلى فرنسا للمعالجة. ومن جانبها رفضت إدارة المستشفى التي اتصلت بها «الشرق الأوسط» الحديث عن هذا الموضوع؛ لأنه «يمس خصوصية المريض»، مضيفة أن هذا المبدأ ينطبق على الجميع، أكان رئيس دولة أم أي شخص آخر.

الخبر كشفت عنه أمس صحيفة «لو دوفينيه» المحلية وأوردته على الصفحة الأولى من نسختها الإلكترونية مع صورة للمستشفى وأمامها عناصر من الأمن الفرنسي. وأوردت الصحيفة (وكذلك وسائل إعلامية أخرى منها إذاعة «آر تي إل» وأوروبا رقم واحد أو وكالة رويتر) أنها حصلت على «تأكيدات» عن وجود الرئيس الجزائري في المستشفى المذكور، ولكن من غير الكشف عن هوية مصادرها، أكانت فرنسية أم جزائرية أم صحية.

بيد أن ما يدلل على صحة الخبر أن القوى الأمنية أحاطت بمبنى المستشفى وأقامت حوله حواجز معدنية من أجل ضمان أمن المريض الزائر. والمفارقة أن آخر شخصية أجنبية التقاها بوتفليقة قبل وصوله المفترض إلى الأراضي الفرنسية كان وزير الخارجية لوران فابيوس يوم العاشر من الشهر الحالي بمناسبة تدشين مصنع رينو للسيارات في الجزائر.

وتفيد المعلومات المتوافرة بأن طابقا كاملا في مستشفى ألومبير وضع بتصرف الرئيس الجزائري الذي لم تعرف، حتى الآن، الأسباب التي جعلته يتوجه إلى فرنسا. فبوتفليقة يعاني الكثير من الأمراض، وكان أخطرها الذبحة القلبية التي ألمت به ربيع عام 2013 واستدعت نقله العاجل إلى مستشفى فال دو غراس. وبعد خروجه، أكد أطباؤه أن الوظائف الأساسية العقلية والبدينة «لم تمس». ومنذ أشهر طويلة لا يظهر الرئيس الجزائري علانية إلا وهو على كرسي متحرك. وإبان الحملة الانتخابية، كان ظهور بوتفليقة البالغ من العمر 77 عاما نادرا، وتولى القيام بها مكانه رئيس الوزراء الحالي (والسابق) عبد الكريم سلال.

وتثير حالة بوتفليقة الصحية جدلا واسعا في الوسط السياسي والإعلامي الجزائري وتساؤلات عن قدرته على إتمام ولايته الرئاسية الجديدة؛ إذ إنه انتخب لفترة رابعة في 17 أبريل (نيسان) الماضي منذ الدورة الأولى. وأخيرا نقل عنه الوزير الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي أنه «يشعر بتحسن حالته الصحية». وفي ربيع عام 2013 بقي بوتفيلقة، عقب الذبحة القلبية التي ألمت به، في فرنسا طيلة شهرين ونصف للاستشفاء والراحة. وأول مرة جاء فيها إلى فرنسا للاستشفاء كانت في عام 2005 بسبب قرحة معدية ألمت به.

وتحرص باريس على النأي بنفسها عن التعاطي إعلاميا بخصوص صحة بوتفليقة نظرا لـ«حساسية» الموضوع، وفق ما تقوله المصادر الفرنسية، ولرغبة الجانب الفرنسي بـ«الإمساك» بالجانب الإعلامي للموضوع. وتجدر الإشارة إلى أن إدارة مستشفى فال دو غراس العسكرية اكتفت خلال وجود بوتفليقة لديها بإصدار القليل من البيانات المقتضبة التي أريد منها أن تطمئن المواطنين الجزائريين إلى صحة رئيسهم، فيما ارتفعت أصوات تعرب عن «قلقها» لبقاء بوتفليقة لمدة طويلة خارج الجزائر.