المشنوق يعد بتطبيق الخطة الأمنية في مناطق نفوذ «حزب الله» بـ«القوات الرسمية»

الأجهزة الرسمية تبدأ حملة أمنية في شرق لبنان.. ومصادر أمنية: ستكون شاملة

TT

بدأ الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، أمس، حملة مداهمات لتوقيف مطلوبين للقضاء اللبناني بتهم الاتجار بالمخدرات والسلاح، واعتقال أفراد عصابات الخطف في منطقة في شرق لبنان، استكمالا للخطة الأمنية التي أقرتها الحكومة اللبنانية، وذلك بعد أقل من شهر من انتقاد وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق التقاعس في تنفيذ الخطة. ونقلت قناة «سكاي نيوز» عن المشنوق قوله إنه يعد شخصيا «بتطبيق الخطة الأمنية في مناطق (حزب الله) بالقوات الرسمية».

وقال مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن العملية التي بدأت فجر أمس «ستكون شاملة بهدف توقيف جميع المخلين والمطلوبين»، رافضة تحديد مهلة زمنية لها، مؤكدة أنها «قد تستغرق أكثر من أسبوع».

وتأتي هذه الحملة في البقاع الأوسط، بعد أقل من شهر من إعلان المشنوق خلال كلمة له في ذكرى اللواء وسام الحسن، أن الخطة الأمنية التي أقرتها الحكومة في مارس (آذار) الماضي، وبدأت في طرابلس قبل أن تنتقل إلى البقاع وبيروت «تحولت إلى خطة لمحاسبة بعض المرتكبين من لون واحد»، كما اعتبر أن «تعثر الخطة الأمنية يعود لأسباب سياسية وليس للنقص الذي يتم الحديث عنه».

وطوقت قوة من الجيش اللبناني فجر أمس بلدة بريتال التي تعد جزءا من «مربع الموت» الذي تحدث عنه المشنوق في السابق، إذ أحاطت وحدات الجيش بالبلدة من جهاتها الأربع، وتمكنت من إحكام السيطرة عليها بعدما أقفلت الطرقات الأساسية والفرعية والترابية، وأقامت عددا من الحواجز تمهيدا لاقتحامها وملاحقة المخلين بالأمن.

وبدأت وحدات الجيش بمداهمة المنازل التي يشتبه بلجوء المطلوبين إليها، ولاحقتهم إلى الجرود المحيطة، حيث استخدم الجيش في ملاحقته المطلوبين طائرات مروحية وطائرات استطلاع، تؤازر قوات المشاة التي نفذت عمليات الدهم لتوقيفهم. كما لاحقت القوى الأمنية مطلوبين آخرين في السهل الغربي لمدينة بعلبك في منطقة الدار الواسعة، حيث حاول المسلحون سرقة سيارة تستقلها نديمة فخري وزوجها صبحي وابنهما روميو، وذلك بإطلاق النار عليها، مما أدى إلى مقتل المرأة وإصابة زوجها إصابة بليغة، كما أصيب ابنهما بإصابة متوسطة.

ووصف أهالي منطقة دير الأحمر ورؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات فيها إقدام مسلحين فارين من الجيش على إطلاق النار على عائلة صبحي بأنه يمثل «فاجعة وجريمة بحق الإنسانية والعيش المشترك» في المنطقة، وحملوا «كامل مسؤولية هذه الجريمة لعشيرة آل جعفر»، آملين أن «تكون هذه الفاجعة فرصة وحافزا للدولة كي تنهي هذا الوضع الشاذ والمزمن في هذه المنطقة بالسرعة القصوى، وإلا سوف نضطر إلى اتخاذ تدابير تحمي أمننا».

وتؤوي بريتال عددا كبيرا من المطلوبين بتهم تشكيل عصابات الخطف مقابل فدية مالية، كما عصابات سرقة السيارات والاتجار بالممنوعات مثل المخدرات والسلاح. وغالبا ما يفرّ المطلوبون فيها إلى التلال الشرقية الحدودية مع سوريا، وهي مناطق جرداء تصعب ملاحقتهم فيها. لكن هذه المرة، وإثر بدء عمليات الدهم، فر عدد من المطلوبين باتجاه جرود بلدة الدار الواسعة، وبدأوا بإطلاق النار على التحركات القادمة باتجاههم، مما أدى إلى سقوط القتيلة وإصابة زوجها وابنها.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية (الوطنية للإعلام) بتطويق القوى الأمنية بلدة دار الواسعة غرب بعلبك، وتخللت عملية التطويق اشتباكات بين عناصر الجيش اللبناني ومسلحين دون وقوع إصابات، مشيرة إلى أن الحملة «تأتي ضمن أسبوع امني يشمل منطقة البقاع».

وجاءت تلك العملية في شرق لبنان، بموازاة إيقاف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي مطلوبا للقضاء اللبناني بمذكرات عدة وأحكام عدلية بجرم سرقة أسلاك كهربائية في بيروت. كما أوقف مكتب مكافحة المخدرات المركزي في وحدة الشرطة القضائية التابعة لقوى الأمن الداخلي، ثلاثة أشقاء بجرم حيازة وترويج مخدرات، وذلك بعد مداهمتهم في منزلهم الكائن في محلة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية.

وكانت الخطة الأمنية في البقاع بدأت في شهر أبريل (نيسان) الماضي، بعد أسبوعين من بدء الحملة الأمنية في طرابلس في شمال لبنان، وشملت «مربع الموت» الذي تحدث عنه المشنوق في قرى شرق بعلبك الحدودية مع سوريا، بينها بريتال، إضافة إلى محور عرسال والحدود اللبنانية السورية، ومنطقة مدينة بعلبك والشراونة وجزء من قرى غرب بعلبك مثل دار الواسعة وبوداي.