أفغانستان وباكستان تقرران فتح صفحة جديدة في العلاقات

غني وشريف اختارا التعاون الاقتصادي وسيلة لتجاوز الاضطرابات الأمنية في بلديهما

شريف (يمين) وغني أثناء مشاهدتهما مباراة ودية في الكريكيت بين فريقي بلديهما على هامش زيارة الرئيس الأفغاني إلى إسلام آباد أمس (إ.ب.أ)
TT

تعهد الرئيس الأفغاني أشرف غني ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أمس ببدء عهد جديد من التعاون، حيث صرح غني بأن 3 أيام من المحادثات أنهت 13 عاما من الخلافات. وقال غني وشريف إن «التعاون بشأن قضايا الاقتصاد والطاقة سيشكل أساسا لأمن أفضل في المنطقة المضطربة مع انسحاب قوات الحلف الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة من أفغانستان بعد أكثر من عقد من المعارك ضد طالبان».

وعقب محادثات بين غني وشريف أمس، وقع وزيرا مالية البلدين اتفاقا يهدف إلى زيادة التجارة بين البلدين إلى أكثر من الضعف ليصل إلى 5 مليارات دولار بحلول 2017، إضافة إلى تبسيط البروتوكولات الجمركية بين البلدين. وصرح غني في مؤتمر صحافي مشترك مع شريف بعد المحادثات «أريد أن أشيد بالخطوات الهائلة التي تم اتخاذها خلال الأيام الـ3 الماضية لتحقيق التقدم في الاقتصاد. لقد تغلبنا على عوائق 13 عاما خلال 3 أيام»، في إشارة إلى المشكلات بين البلدين أيام حكم كرزاي. وأضاف غني الذي تولى الرئاسة في حكومة تقاسم لسلطة بعد معركة انتخابية مريرة مع خصمه عبد الله عبد الله، أن «التعاون سيركز على قطاعي الغاز والطاقة». وأضاف «لقد اتفقنا على رؤية مشتركة تنص على أن تكون باكستان وأفغانستان قلب آسيا لتحقيق التكامل الاقتصادي في آسيا».

وكان غني، الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي، قد وصل إلى إسلام آباد أول من أمس، إلا أن مساعديه بدأوا مفاوضات مع المسؤولين الباكستانيين قبل ذلك بيوم. وبعد المحادثات، اتفق الجانبان على العمل معا على خط «كهرباء كاسا - 1000» وخط أنابيب الغاز الطموح الذي تشارك فيه تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند والبالغة كلفته 7.6 مليار دولار. ويهدف خط الأنابيب بطول 1800 كلم إلى الربط بين حقول الغاز في وسط آسيا وبين الأسواق المتعطشة للطاقة في باكستان والهند. وأبدت شركات النفط العالمية العملاقة، ومن بينها «اكسون موبيل» و«شيفرون» و«بيرتوناس» و«بريتش بتروليوم» و«توتال» اهتماما بالمشروع، طبقا لمصادر. وقال غني «اليوم اتخذنا خطوات مهمة لضمان ربط جنوب آسيا مع وسط آسيا، ووسط آسيا مع جنوب آسيا».

ويعتبر اختيار غني لإسلام آباد وجهة لأول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه في سبتمبر (أيلول) الماضي، مؤشرا مهما على تحسن العلاقات بين البلدين. وشاب التوتر الشديد العلاقات بين البلدين حيث دأب الرئيس السابق حميد كرزاي على اتهام باكستان بدعم مسلحي طالبان الذين يحاولون إطاحة النظام الأفغاني. واتهمت باكستان كابل بأنها لا تبذل ما يكفي من الجهود لإغلاق قواعد المسلحين على أراضيها والتي ينطلقون منها لمهاجمة أهداف باكستانية. وتعد باكستان واحدة من 3 دول فقط كانت تعترف بنظام طالبان الذي أطيح من السلطة في 2001 بعد غزو قادته الولايات المتحدة. وتبدي باكستان قلقا بشأن نفوذ خصمتها، الهند، في أفغانستان حيث تخشى «محاصرة» حدودها الغربية.

وإضافة إلى المسؤولين الحكوميين، التقى غني بقائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف أول من أمس بعد أسبوع من زيارة الجنرال إلى كابل لإجراء محادثات. وأمس، جدد شريف التأكيد على رغبة باكستان في إحلال الاستقرار في أفغانستان ودعم عملية المصالحة لتحقيق السلام. وأكد شريف على أن جهود المصالحة يجب أن تكون «بقيادة أفغانية». وتواجه أفغانستان اختبارا كبيرا خلال الأشهر المقبلة مع سحب الحلف الأطلسي لقواته القتالية تاركا القوات المحلية تحارب الحركة المتمردة. وسيبقى نحو 12500 جندي أجنبي بقيادة أميركية حتى العام المقبل للقيام بمهمة تدريب ودعم.