«الدالوة» تمسح جزءا من أحزانها باستقبال المصابين من الحادث الإرهابي

11 منهم غادروا المستشفى

TT

مسحت قرية الدالوة الوادعة بالقرى الشرقية من محافظة الأحساء شرق السعودية جزءا من أحزانها بعد أن استقبل الأهالي غالبية المصابين في الحادث الإرهابي الذي أودى بحياة 8 مواطنين في حدث هز الأحساء خاصة والمملكة عامة وتحول إلى فرصة لتأكيد الترابط بين أبناء الوطن الواحد، حيث هب الجميع لتشيع الشهداء من المواطنين والذين اقترنت صورهم في يوم وداعهم مع شهداء الواجب الذي نالت منهم يد الغدر والإرهاب الدامي في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وغادر جميع المصابين المستشفيات التي خضعوا فيها للعلاج وهي مستشفى الملك فهد بالهفوف ومستشفى الأمير سعود بن جلوي بالمبرز.

وخضع قرابة 13 مصابا للعلاج في المستشفيات الأكبر في الأحساء، حيث بدأ بعد 3 أيام من الحادثة خروج عدد من المصابين حتى تبقى منهم 4 فقط يوم الأربعاء الماضي قبل أن تغادر حالتان وتبقى مثلها في المستشفى الرئيسي وهو مستشفى الملك فهد.

وقال عبد الرحمن السدراني، المتحدث الرسمي لصحة الأحساء في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن المصابين المتبقيين حالتهما مستقرة ولا تدعو للقلق متمنيا أن يمن الله عليهما بالشفاء العاجل والعودة إلى أهلهما خلال الأسبوع الحالي.

وأشار إلى أن الفتاة الوحيدة التي كانت من بين المصابين غادرت المستشفى منذ قرابة الأسبوع.

وكانت الأحساء قد شكلت وفدا من مشايخها وأعيانها وصل لأكثر من 35 شخصية وزار هذا الوفد أسرتي شهدي الواجب في القصيم وتحديدا في عنيزة وكذلك حائل. حيث تمت زيارة أسرتي الشهيدين النقيب محمد العنزي والعريف تركي الرشيد.

وكانت هذه الزيارة بمثابة التشديد على اللحمة الوطنية، حيث شهدت هذه اللقاءات مع أهالي شهداء الواجب وأعيان القصيم وحائل فرصة لتأكيد التلاحم الوطني وتفويت الفرصة على المغرضين من الإرهابيين الذين يودون لبلادنا سوءا ويكيدون لها المكائد ويسعون لشق الصف الوطني من خلال اللعب على الوتر الطائفي.

كما حظي الوفد باستقبال من قبل الأمير فيصل بن بندر والذي عزاهم على هذا المصاب الذي قام به مجرمون بهدف شق صف الوطن.

وكان أهالي شهداء الدالوة قد استقبلوا المعزين على مدى 7 أيام، حيث حضرت وفود من عدد من مناطق المملكة وقبلهم كان وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وكذلك أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف وكذلك الأمير جلوي بن عبد العزيز أمير منطقة نجران الحالي، وأيضا محافظ الأحساء وعدد من الشخصيات الكبيرة والمثقفين والوجهاء على مستوى المملكة وبعض الدول الخليجية قد أدوا واجب العزاء في هذا الحدث الدخيل على المجتمع السعودي.

ومع طي الأحسائيين هذه الصفحة الحزينة في تاريخ المحافظة التي تمثل نموذجا للتسامح والتعايش بين جميع أفراد المجتمع بمختلف توجهاتهم الفكرية رسخ هذا الحدث وبشكل أعمق التلاحم والتعاضد في مواجهة التطرف والإرهاب الذي حاول عبثا النيل من وحدة الوطن واستقراره ولكن خابت ظنونهم كما يؤكد ذلك المتحدث باسم شهداء الأحساء جاسم المشرف.