البحث عن مخرج

TT

* أود أن أعلق على مقال هاشم صالح «المخاض الانتقالي العسير»، المنشور بتاريخ 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بالقول: إنه يجب ألا ننظر فقط إلى النصف الفارغ من الكأس. صحيح ربما يصل بنا بؤس الواقع إلى حالة لا نتوقع معها وجود أي مخرج من دائرة الأزمات المزمنة التي يبدو أنها لا تغادر تاريخنا، بل تظهر في كل مرحلة تاريخية، لكن ربما أحيانا الأزمات تنشط العقل وتعيد القوة والحركة إلى التفكير عندما يحاول ويجتهد لإيجاد آليات جديدة تساعدنا في التوصل لحلول. الآن تواجه مجتمعاتنا صعوبات كبيرة في طريقها للتطور والتحرر من كل أنواع التخلف، ولا يصح أن نحمل الخطاب الديني مسؤولية كل ما هو قائم من المشاكل، إنما لا بد أن نوسع مدار تفكيرنا لكي نرى كل الواقع بجميع أبعاده، فمن الأجدر استجواب المثقفين أيضا، ونعيد النظر بنسق أفكارهم ورؤاهم: لماذا ظلوا محدودي التأثير في واقعهم؟ ولماذا لم يفلحوا في إقامة قنوات التواصل مع من يمثلون الاتجاه الديني؟ هل لأنهم أيضا كانوا مؤمنين بالمنهج الإقصائي في أسلوب تعاملهم مع مفردات تراثنا؟ نعم، فإن الإسلام مكون أساسي لثقافتنا، ويحمل تلك المواد التي تصنع الهوية الحضارية في بلداننا، لذلك لا بد للمثقفين أن يتركوا أسلوب التخندق ضد الدين، وليس من المشروط أن نحذو حذو الغرب في تعاملهم مع الدين، فهم أعلنوا أيضا تمسكهم به.

كه يلان محمد - العراق [email protected]