* بعد قراءتي مقال علي سالم «الحرب في بر مصر»، المنشور بتاريخ 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أود أن أقول: لقد تعرضت مصر للإرهاب أكثر من مرة، واستطاعت أن تتصدى له وتتغلب عليه في كل مرة، وكان الإرهاب ناتجا عن أفكار متطرفة لبعض الجماعات، إلا أن الإرهاب الذي تتعرض له مصر اليوم هو إرهاب من نوع جديد لم يسبق له مثيل، فالإرهاب هذه المرة ليس مصدره جماعات متطرفة فحسب، وإنما هو إرهاب تنظيم دولي تدعمه دول كبرى، يكشف عن ذلك العدوان الغاشم الذي وقع على لنش للقوات البحرية بالقرب من ميناء دمياط، وكان يقود هذا العدوان 4 لنشات تظاهرت بأنها لنشات صيد، وظنت القوات البحرية أن هذه اللنشات في حاجة إلى المساعدة إلا أنها فوجئت بها تحيط باللنش الخاص بهم وتفتح النيران من أسلحة حديثة ومتطورة على اللنش ومن فيه من رجال البحرية، فقتلت البعض منهم وأغرقت البعض الآخر، وذلك يرجع إلى عنصر الخيانة من جانب الإرهابيين، وعدم التكافؤ بين القوات البحرية وبينهم عددا وعدة، وهذا التطور الغريب وغير المتوقع من الإرهاب يدل على أن ما حدث إنما حدث بتخطيط دولي ساهمت فيه دول كبرى، لأنه تخطى إمكانيات الإرهاب، أيا كان، إلى بحرية تقودها قوات مدربة تدريبا جيدا ومحكما، واستخدمت عنصر المباغتة والخيانة مع قواتنا البحرية التي كانت على ظهر اللنش البحري؛ إذ إن الإرهاب لم يعد يقتصر على الجرائم الإرهابية التي يرتكبها هنا وهناك ضد بعض المواطنين، وخصوصا أبناء القوات المسلحة والشرطة، وإنما امتد الإرهاب وتوسع؛ بحيث أصبح يحارب بقوات بحرية مستترة في مراكب صيد، فقد دخل في حرب برية وبحرية ضد مصر، ولم يبق إلا أن يقوم بحرب جوية، ومن يدرى فقد يكون هذا هو المخطط القادم. مصر أمانة في عنق كل مواطن، والله ينصرنا إنه نعم المولى ونعم النصير.
فؤاد محمد - مصر [email protected]