هيدينك يسعى لإنقاذ مستقبله مع هولندا عبر لاتفيا.. ومواجهة ساخنة بين كرواتيا وإيطاليا

إقالة رانييري من تدريب اليونان بعد الهزيمة الصادمة أمام جزر فارو.. وألمانيا تكتفي برباعية في شباك جبل طارق بتصفيات أمم أوروبا

مولر نجم ألمانيا يسدد في شباك حارس جبل طارق ليحرز هدفه الثاني من الرباعية التي فاز بها منتخبه (أ.ب)
TT

يسعى غوس هيدينك، مدرب منتخب هولندا، إلى إنقاذ مستقبله بعد نتائجه المتعثرة، عندما يستضيف لاتفيا اليوم ضمن الجولة الرابعة من تصفيات كأس أوروبا 2016 لكرة القدم، التي تشهد أيضا مواجهة من العيار الثقيل بين كرواتيا ومضيفتها إيطاليا.

وقبل مواجهة لاتفيا في المجموعة الأولى أعلن هيدينك أنه سيستقيل من منصبه في حال خسارة فريقه، وقال «أجل، في حال الخسارة سأستقيل من منصبي»، مضيفا «هل سيكون التعادل كافيا؟ لا أعتقد ذلك».

وعاد هيدينك (68 عاما) إلى قيادة الجهاز الفني لمنتخب بلاده خلفا للويس فان غال عقب كأس العالم الأخيرة في البرازيل، حيث وصل منتخب هولندا إلى نصف النهائي، قبل أن يحل ثالثا بفوزه على أصحاب الأرض 3/صفر. ومنذ توليه المهمة، خسر منتخب هولندا أمام تشيكيا 2/1، وآيسلندا صفر/2، وفاز على كازاخستان 1/3 في تصفيات كأس أوروبا، ليحتل المركز الثالث في المجموعة الأولى برصيد 3 نقاط بفارق 6 نقاط عن آيسلندا وجمهورية تشيكيا، علما بأن فوزها الوحيد على كازاخستان المتواضعة الشهر الماضي تحقق بصعوبة. وما زاد الطين بلة سقوط هولندا أمام المكسيك 3/2 وديا الأربعاء، وهي الخسارة الرابعة له في آخر خمس مباريات.

ورأى هيدينك أن مدافعي الفريق كانوا هامدين أمام المكسيك، ولم يذهبوا إلى المواجهات الثنائية، وهذا لا يغتفر، وقال «المهاجمون أيضا عندما تسنح لهم 8 فرص عليهم تسجيل ثلاثة أهداف على الأقل».

وكان فرانك دي بوير، مدرب أياكس أمستردام، من أبرز مهاجمي هيدينك، معتبرا أنه «انتهى، حان الوقت لكي يترك مكانه لمدرب أصغر سنا». ولم يتفهم دي بوير السبب الذي دفع الاتحاد الهولندي إلى التعاقد مع هيدينك الذي سبق أن اشرف على المنتخب بين 1994 و1998 وقاده في عامه الأخير إلى نصف نهائي مونديال فرنسا، مشككا في الوقت ذاته في نوعية بعض اللاعبين خصوصا ثنائي الدفاع ستيفان دو فراي وبرونو مارتنز اندي، ومنتقدا التركيز على آريين روبن وروبن فان بيرسي في جميع الكرات وعلى وجود الأخير معزولا في منطقة الخصم.

ما هو مؤكد أن الذكريات الجميلة لمونديال البرازيل 2014 أصبحت طي النسيان، وحتى أن طريقة اللعب التي أبدع في تطبيقها الهولنديون الصيف الماضي مع فان غال (2/3/5) أصبحت من الماضي مع هيدينك الذي يعتمد أسلوب 3/3/4. وجاء تأكيدا لذلك ما علق به روبن جناح بايرن ميونيخ الألماني بقوله «انسوا المونديال. توقفوا عن الحديث عن كأس العالم وعن أسلوب اللعب بطريقة 2/3/5، المشكلة ليست تكتيكية. المشكلة ذهنية. يجب ألا نفكر حاليا في أننا منتخب جيد، في الواقع نحن لسنا جيدين على الإطلاق».

وقد يخفف رفع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة لـ24 للمرة الأولى من وطأة الهزيمتين اللتين منيت بهما هولندا حتى الآن، لكن هزيمة إضافية ستطيح برأس هيدينك المرتبط بعقد مع الاتحاد المحلي حتى 2016، وستعجل من وصول مساعده الحالي داني بليند.

وفي المجموعة نفسها، تبحث آيسلندا المتواضعة عن مواصلة نتائجها الرائعة عندما تستقبل تشيكيا، وفي حال فوزها ستقطع مشوارا كبيرا نحو النهائيات لأول مرة في تاريخها، فيما تبحث تركيا الأخيرة عن فوزها الأول عندما تستقبل كازاخستان الجريحة أيضا.

وتشهد المجموعة الثامنة قمة من العيار الثقيل بين كرواتيا ومضيفتها إيطاليا اللتين حققتا 3 انتصارات متتالية. وتعيش إيطاليا، بطلة العالم أربع مرات مرحلة إعادة بناء بعد خروجها من الدور الثاني لمونديال 2014، وفيها استبعد المهاجم المتقلب ماريو بالوتيلي خلال فوز لاعبي المدرب أنطوينو كونتي على النرويج وأذربيجان ومالطا. لكن المفاجأة أن مهاجم ليفربول الإنجليزي استدعي مجددا لمباراتي كرواتيا على ملعب سان سيرو اليوم وألبانيا الودية في جنوا الثلاثاء المقبل، لكن على ما يبدو فإن الإصابة لن تجعل بالوتيلي يسعد بهذه الفرصة التي كان ينتظرها ليثبت جدارته لكونتي مدرب يوفنتوس السابق. وعلى الرغم من أن بالوتيلي يعاني من إصابة عضلية ولا يتوقع أن يبدأ أساسيا أمام فريق المدرب نيكو كوفاتش، فإن مهاجم ليفربول كان مراقبا الأسبوع الماضي من جانب كونتي الذي قال عنه «هو هنا أريد أن أحكم على ما سيقوم به في الأيام السبعة أو التسعة المقبلة».

ودعا ماتيا دي تشيليو، لاعب وسط ميلان، الإعلام «إلى ترك بالوتيلي وحده. هو دوما في دائرة الضوء بسبب طباعه الفريدة، لكنه شاب طيب ومن السهل التعامل معه. على أرض الملعب لديه ما يكفي للعودة إلى مستواه وإثبات العكس للناس». ويتوقع أن يقود سيموني تزاتزا (ساسوولو) وتشيرو إيموبيلي (بروسيا دورتموند الألماني) هجوم إيطاليا في محاولة لتحقيق الفوز الأول على كرواتيا في 72 عاما، على الرغم من أن الأخيرة كانت جزءا من يوغوسلافيا من الحرب العالمية الثانية حتى عام 1992. آنذاك فاز فريق المدرب فيتوريو بوتزو 4/صفر على كرواتيا على ملعب لويغي فيراري في جنوى عام 1942. وفي ست مباريات بعد تلك الواقعة فازت كرواتيا 3 مرات وتعادلتا 3 مرات.

وسيقود دانييلي دي روسي خط الوسط في مباراته المئوية مع الفريق الإيطالي، في ظل غياب المخضرم أندريا بيرلو والشاب ماركو فيراتي. وترك فيراتي معسكر المنتخب عائدا إلى فرنسا للخضوع لعلاج بعد إصابته بالعضلة المقربة بحسب ما ذكر الاتحاد الإيطالي الأربعاء الماضي. وجاء في بيان للاتحاد «سيعود لاعب وسط باريس سان جيرمان إلى فرنسا هذا الصباح لمتابعة العلاج الفيزيائي بالعضلة المقربة اليسرى والتي حرمته من خوض التمارين الاثنين».

وبالنسبة للكرواتي زفونينيمر بوبان أحد ابرز لاعبي وسط ميلان السابقين والمحلل المرموق راهنا في إيطاليا فإن تلك الغيابات قد تكون مؤثرة «من دون بيرلو وفيراتي تكون إيطاليا أقل رشاقة». وتابع بوبان الذي شدد على أهمية لاعب الوسط الكرواتي لوكا مودريتش (ريال مدريد الإسباني) «ستكون مواجهة تكتيكية صعبة وبدنية. قد تنتهي بالتعادل ربما».

أما مودريتش، الذي كان بين 12 لاعبا أراحهم المدرب خلال مباراة الأرجنتين الودية (2/1) في لندن منتصف الأسبوع، فقال «بيرلو يلعب عادة دورا رئيسا في الوسط لذا سيفتقدونه كثيرا». وفي المجموعة نفسها، تحل النرويج الثالثة على أذربيجان، وتستقبل بلغاريا الرابعة منتخب مالطا الخالي رصيده من أي نقطة.

وفي المجموعة الثانية، تصطدم ويلز المتصدرة ببلجيكا الثالثة، لكن الأخيرة خاضت مباراة اقل، كما تلعب إسرائيل الثانية مع البوسنة والهرسك وقبرص مع أندورا.

يذكر أنه يتأهل للنهائيات المنتخبات التي تحتل المركزين الأولين في كل من المجموعات التسع (18 منتخبا) إضافة إلى المنتخب المضيف (فرنسا) وصاحب أفضل مركز ثالث، على أن تلعب المنتخبات الأخرى التي تحل ثالثة مواجهات فاصلة في ما بينها (ذهابا وإيابا) لتتأهل منها أربعة.

وكانت نتائج اليوم الأول ضمن الجولة الرابعة من التصفيات قد شهدت استعادة المنتخب الألماني لنغمة الانتصارات رغم اكتفائه برباعية نظيفة تغلب بها على ضيفه منتخب جبل طارق المغمور في المجموعة الرابعة التي شهدت أيضا فوزا ساحقا للمنتخب البولندي على مضيفه الجورجي 4/صفر، وآخر ثمينا للمنتخب الاسكوتلندي على ضيفه الآيرلندي بهدف وحيد. ورفع المنتخب البولندي رصيده إلى عشر نقاط لينفرد بصدارة المجموعة، وتقدم المنتخب الآيرلندي ثانيا بسبع نقاط بفارق الأهداف عن ألمانيا واسكوتلندا، فيما ظلت جورجيا عند ثلاث نقاط في المركز الخامس قبل جبل طارق الأخير دون نقاط.

وفي المجموعة السادسة، فجر منتخب جزر فارو مفاجأة كبيرة وتغلب على نظيره اليوناني بهدف نظيف في عقر داره. كما شهدت المجموعة أيضا فوز المجر على فنلندا 1/صفر، ورومانيا على آيرلندا الشمالية 2/صفر. وعقب الهزيمة أمام جزر الفارو، أكدت مصادر مقربة من المنتخب اليوناني أن اتحاد الكرة توصل لاتفاق لإنهاء التعاقد مع المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري. وذكرت محطة «سكاي» الإذاعية أن رانييري اتفق على الاستقالة بعدما رفض في البداية الفكرة.

وتولى رانييري في الماضي تدريب كل من منتخب إيطاليا وفرق موناكو الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي وأتليتكو مدريد الإسباني. وأسندت لرانييري مهمة تدريب المنتخب اليوناني، الفائز بلقب يورو 2004، في صيف هذا العام خلفا للمدرب البرتغالي فيرناندو سانتوس الذي قاد الفريق لبلوغ الدور الثاني (دور الستة عشر) في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وتجمد رصيد المنتخب اليوناني عند نقطة واحدة من أربع مباريات خاضها في التصفيات ليقبع في قاع المجموعة السادسة بالتصفيات بفارق تسع نقاط خلف المنتخب الروماني متصدر المجموعة وثماني نقاط خلف منتخب آيرلندا الشمالية صاحب المركز الثاني.

وفي المجموعة التاسعة، قاد المهاجم البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو منتخب بلاده إلى الفوز الثاني على التوالي في التصفيات بتغلبه على ضيفه الأرميني 1/صفر، وهي المجموعة التي شهدت أيضا فوز المنتخب الدنماركي على مضيفه الصربي 1/3.