متحف التراث الشعبي يروي حكايات بغداد القديمة!

بعد نحو 10 سنوات على إغلاقه

متحف التراث الشعبي، ومقتنيات المتحف تعرضت إلى التخريب والسرقة بعد عام 2003
TT

يفتخر العاملون في مديرية التراث الشعبي بجهودهم التي أسهمت في إعادة افتتاح أحد أهم المتاحف التي تروي قصص بغداد القديمة والمهن المتداولة والمقاهي الشعبية، وبعض الألعاب والتقاليد الشعبية، قبل نحو قرنين من الزمان.

وأعلنت دائرة الفنون التشكيلية عن قرب افتتاح متحف التراث الشعبي رسميا في بغداد بعد أن أغلق أبوابه لأكثر من 10 سنوات وتعرض محتوياته للسرقة والتخريب بعد أحداث عام 2003.

مهند الشاوي، مدير مديرية التراث الشعبي، قال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن «المتحف، وهو يقع في منطقة الإسكان (غربي بغداد)، شُمل بحملة واسعة لتأهيله من جديد، وتضمنت الأعمال نصب ديكورات جديدة تشابه الشناشيل البغدادية المعروفة بدقتها ونقوشها الزخرفية الملونة، كما أن المتحف صمم أصلا على الطريقة البغدادية القديمة في البناء باستخدام مواد بناء محلية».

يذكر أن مقتنيات المتحف الخاصة بالتراث الشعبي العراقي قد تعرضت إلى التخريب والسرقة ما بعد عام 2003، وأغلق أبوابه على إثرها، واستطاعت كوادر المديرية بمساندة ودعم دائرة الفنون التشكيلية بتنظيم حملة لاقتناء الأعمال الشعبية والمأثورات البغدادية وتنظيم عرضها من جديد بعد تأهيل قاعة القبة الخاصة بالمتحف.

وأكد الشاوي أن المتحف «سيكون مهيئا لاستقبال زواره والتمتع بمعروضاته التي تشمل مقتنيات كثيرة من سجاد يدوي، ومشغولات معدنية ويدوية وفضية، فضلا عن الأزياء الشعبية للصغار والكبار، وبعض المستلزمات البيتية التي كانت تستخدمها العائلة العراقية في أوائل القرن الماضي، وأعمال خزفية وفخارية ونحاسية، ومصغرات من الدمى بملابس شعبية تمثل الحرف آنذاك والأزياء التقليدية، إضافة إلى أماكن مخصصة للمضايف العربية بكل مستلزماتها، وهي مقتنيات تعود لحرفيين معروفين في الوسط الفني الشعبي العراقي أمثال الأسطى سلمان وصابر وآخرين».

بدوره، أكد الدكتور شفيق المهدي، مدير عام دائرة الفنون التشكيلية، على أن «توجهات الدائرة وخطتها تنصب نحو توثيق لكل كنوز بغداد التراثية، وكذلك المحافظات كي تكون شاهدة على حضارة وادي الرافدين العريقة»، موضحا أن «المتحف واجهة مهمة للبلاد، وسيكون محطة للزوار والسياح من كل بلدان العالم التي تتوق للتعرف على حضارة وادي الرافدين»، مضيفا: «يجب حماية هذا الإرث من السرقة والتخريب من جديد، كما أننا نعمل الآن على وضع قاعدة بيانات عن جميع اللوحات والأعمال الفنية الموجودة في دائرة الفنون، تتضمن أسماء مبدعيها ونبذة عن حياتهم، ولدينا نحو (2070) لوحة، عدد كبير منها لكبار الفنانين العراقيين».