المتحف المصري القديم يحتفل بمرور 112 عاما على افتتاحه أمام الجمهور

أول مبنى في العالم صمم ونفذ لكي يؤدي وظيفة متحف

المتحف المصري القديم في ميدان التحرير بوسط العاصمة القاهرة
TT

احتفل المتحف المصري القديم في ميدان التحرير بوسط العاصمة القاهرة أمس (السبت)، بالذكرى الـ112 على افتتاحه أمام الجمهور في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1902، كأول مبنى يصمم كمتحف، ويضم مجموعات أثرية تعد ثروة إنسانية هائلة لا نظير لها في العالم.

ووضع الخديوي عباس حلمي الثاني حجر الأساس للمتحف المصري القديم عام 1897، قبل ثلاث سنوات من انتهاء المهندس الفرنسي مارسيل دورونو من وضع تصميمه على الطراز الكلاسيكي.

وقال محمود الحلوجي مدير عام المتحف، إن أهمية المتحف ترجع لكونه أول مبنى صمم ونفذ منذ البداية لكي يؤدي وظيفة المتحف، عكس ما كان شائعا في أوروبا من تحويل قصور وبيوت الأمراء والملوك إلى متاحف، هذا إلى جانب ما يضمه المتحف من مجموعات أثرية مهمة تعتبر بمثابة ثروة هائلة من التراث المصري لا مثيل لها في العالم، بالإضافة إلى طرازه المعماري المميز، بحيث إنه ما إن يذكر تاريخ عمارة المتاحف في العالم إلا واحتل المتحف المصري مكان الصدارة فيه.

وأشار الحلوجي إلى أن فعاليات الاحتفال تضمنت قيام أمناء المتحف المصري بمصاحبة الزائرين في جولات إرشادية عامة للتوعية الأثرية والثقافية لمختلف الأعمار، فضلا عن إلقاء الضوء على أهم المقتنيات الأثرية النادرة الموجودة بالمتحف والتعريف بها.

ويضم المتحف المصري 7 أقسام، خصص قسم منها لمقتنيات الملك توت عنخ آمون، بالإضافة لـ3 أقسام أخرى تضم مقتنيات من عصر الدولة القديمة والوسطى والحديثة، وقسم خاص للجعارين، وآخر للبرديات، بالإضافة لمقتنيات تعود للأسرة 21 وحتى دخول الإسكندر الأكبر إلى مصر. ويمتد تاريخ المتحف المصري إلى ما قبل وضع حجر الأساس له قرب نهاية القرن التاسع عشر، حيث أمر محمد على باشا عام 1835 بنقل الآثار القيمة إلى بيت صغير بالقرب من بركة الأزبكية بالقاهرة خصص أيضا لتسجيل الآثار في أعقاب الطموحات الكبرى التي تلت فك رموز حجر رشيد.

ومن جانبها، قالت الدكتورة رشا كمال مدير عام متحف الطفل: «إنه تم تنظيم برنامج خاص لمجموعتين من الأطفال من سن 6 إلى 9 أعوام، وسن 9 إلى 12 عاما تحت عنوان (نشأة المتحف المصري)، حيث يبدأ بجولة إرشادية للتعرف على نشأة المتحف المصري وأهم علماء الآثار ونوعية الآثار المعروضة، وكيفية عرضها داخل المتحف، يليها جولة عامة للتعرف علي القطع الرئيسية بالمتحف ثم جولة داخل متحف الطفل تهدف إلى قياس مدى تحصيل الطفل واستيعابه للمعلومة».

وأضافت، في بيان أصدرته وزارة الآثار أمس، أن جولة تضمنت عمل استبيان من خلال سؤال الأطفال عما يأملون في وجوده بالمتحف خلال الزيارة القادمة، وكيف يصبح المتحف مكانا أكثر جاذبية لهم، كما يسجلون ملاحظتهم حول ما أعجبهم أثناء الزيارة وما لم يلقى استحسانهم. وأوضحت الدكتورة رشا أن مفهوم المتحف قد اختلف كما اختلفت النظرة له منذ بداية إنشاء المتاحف إلى الآن، حيث عرف «المجلس الدولي للمتاحف» المتحف عام 1946 على أنه مكان يشتمل على مجموعات للعرض مفتوحة للجمهور سواء كانت فنية أو تقنية أو علمية أو أثرية بما فيها من حدائق حيوان وحدائق نباتية باستثناء المكتبات، ما عدا ما يحتوي منها على قاعة عرض دائمة.

ونوهت بأن النظرة إلى المتاحف قد تطورت، ويتضح ذلك بتعريف المجلس للمتحف عام 2009 على أنه مؤسسة غير ربحية دائمة في خدمة المجتمع وتطويره، ومفتوحة للعامة تقوم بجمع وحفظ وبحث وتواصل وعرض التراث الإنساني وتطوره لأغراض التعليم والدراسة والترفيهية، ومن هنا نصل إلى دور المتحف التعليمي وأهمية ربطه بالمجتمع المحيط. وتسعى القاهرة عبر سلسلة فعاليات تنشيط حركة السياحة الداخلية والخارجية بعد أن تراجعت خلال السنوات الماضية على خلفية التوترات السياسية التي شهدتها البلاد.

وفيما يحتفل المتحف المصري بمرور 112 عاما على افتتاحه يستمر العمل في المتحف الكبير الذي يقام على مساحة تعادل مساحة 6 ملاعب كرة قدم غرب القاهرة، بالقرب من منطقة أهرامات الجيزة، في مشروع عملاق من المتوقع أن تصل تكلفته لنحو 550 مليون دولار.