أود أن أعلق على مقال محمد الرميحي «شكوك متبادلة»، المنشور بتاريخ 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بالقول إن السياسات الأميركية لن تتغير بتغير رئيسها، فهذا واقع يحكمه الكثير من الفروض والقوانين التي تمنع حدوث أي تغير مهما تغيرت الوجوه في السلطة الأميركية، لكن أميركا اعتمدت أسلوبا جديدا لتنفيذ خططها، وخصوصا في الحروب التي تجد نفسها مضطرة للتدخل فيها، فسياسة الحرب بالإنابة والاستعانة بالمرتزقة والمتطرفين، سواء من إيران أو غيرها، أصبحت هي الأسلوب الرئيس الذي تعتمد عليه إدارتها، فهو بالنسبة لها الأقل تكلفة في الأرواح والأموال معا، حتى لا تتعرض الحكومة للوم المجتمع، لكن الصمت والتجاهل الذي تتبعه أميركا سيجعلها أيضا تخسر الكثير، فلم يعد لها ثقل سياسي وسط دول العالم، مما سيعطي الفرصة لغيرها في الظهور وتولي قيادة العالم خلال الفترة المقبلة، فالشعوب أصبحت أكثر وعيا، والسياسات تغيرت فلم يعد هناك مكان للمتخاذلين أو الخائفين من التغيير، فالواقع الأميركي تغير كثيرا، وتوزيع القوى أيضا أصبح مختلفا عن أي وقت مضى، لكن المؤسف أن الدور العربي ما زال يراوح مكانه.
هاني سعيد - فرنسا [email protected]