مبادرات مصرية جديدة لاكتشاف الموهوبين في المدارس

منها «جرس الفسحة» و«المليون فكرة» و«5 دقائق نشاط»

TT

«سوف تزيدنا إصرارا على مواصلة العمل والتفوق في المدرسة، فالأنشطة مهمة جدا لتفوقنا الدراسي».. بهذه العبارات استقبلت الطالبة جنة عبد الرحيم بأحد المدارس الخاصة بضاحية المطرية (شرق القاهرة)، المبادرات التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم في مصر، والتي عُلقت ملصقاتها في مكان ظاهر بالمدارس، من أجل تحفيز الطلاب على التفوق.

وأطلقت وزارة التربية والتعليم، وهي المسؤولة عن المدارس في مصر، عدة مبادرات لاكتشاف الموهوبين من الطلاب ليجري تفعيلها بجميع المدارس خلال العام الدراسي الحالي، وفي مقدمة هذه المبادرات «جرس الفسحة» و«المليون فكرة». وقال المتحدث الرسمي باسم التربية والتعليم، هاني كمال لـ«الشرق الأوسط»: «نتجه لتخصيص حوافز للنابغين لأول مرة».

الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، وجه بضرورة الاهتمام بالأنشطة التربوية، ولذلك أطلقت الوزارة المبادرتين، ضمن مبادرات أخرى أعلنت عنها قبل بدء العام الدراسي، وخلال الأشهر المقبلة.

وتشير الإحصاءات الرسمية في مصر إلى أن إجمالي عدد الطلاب بمرحلة التعليم قبل الجامعي بلغ 17 مليونا و769 ألف طالب، تقدم لهم الخدمات التعليمية من خلال 46 ألفا و727 مدرسة تحتوي على 479 ألفا و255 فصلا دراسيا، وبلغ عدد البنين 9 ملايين و120 ألف طالب وبلغ عدد البنات 8 ملايين و648 ألف طالبة.

من جانبها، قالت الدكتورة نسرين حلمي، المسؤولة عن تطبيق مبادرة «المليون فكرة.. و5 دقائق نشاط»، إن المبادرة تستهدف معالجة التحديات الموجودة بالمدارس التي تعاني من نقص الإمكانيات الخاصة بالأنشطة، كحجرات الموسيقى وأدواتها، والملاعب بأنواعها، وغيرها، بتقديم أفكار لمعالجة المشكلات والتحديات. مضيفة: أنه «لا يوجد عائق يقف في وجه ممارسة الأنشطة بالمدارس، حتى مع ضعف الإمكانيات»، مشيرة إلى أن «هناك أفكارا جديدة للأنشطة الفنية تتضمنها المبادرة، ويمكن تنفيذها بأقل الإمكانيات وأرخصها في تصميم أشكال، ومجسمات كالمكرونة، بأشكالها المختلفة على سبيل المثال، كما يستطيع الطلاب تصميم العبوات الجديدة لأي منتج بالسوق، بالإضافة إلى تصميم الإعلانات». وأضافت المسؤولة عن المبادرة، في تصريحات إعلامية «من الممكن عرض جميع أعمال الطلاب الفنية في معرض عام، في نهاية العام الدراسي، تشجيعا لهم، بجانب تسويق هذه الأعمال بهدف الحصول على عائد مادي، تجري الاستفادة منه في تطوير المدارس التي تعاني نقصا في الإمكانيات».

وفيما يخص الـ«5 دقائق نشاط»، أوضحت حلمي أنها ترتكز على بدء جميع الحصص في مختلف المواد التعليمية، بأسئلة يطرحها المعلم على الطلاب في صورة فوازير أو لعب، يجري من خلالها تقسيم الفصل إلى مجموعات واختبار سرعة البديهة والقدرة على التفكير خارج الصندوق، لافتة إلى أنه جرى تجهيز هذه الأسئلة بإجاباتها ليجري البدء في تطبيق الفكرة مباشرة.

في ذات السياق، أعلن وزير التربية والتعليم عن إطلاق مبادرة «جرس الفسحة» لاكتشاف الطلاب المتفوقين في المدارس بالتعاون مع شركة إيكلاود، موضحا أن الهدف الرئيس من هذه المبادرة هو اكتشاف المواهب والمخترعين والطلبة المتفوقين والنابغين في جميع المدارس بجميع محافظات مصر في مرحلة التعليم قبل الجامعي.

وأكد الدكتور وليد الفيل رئيس مجلس إدارة شركة إيكلاود، التي تقوم بإعداد البرنامج، أن «الهدف من البرنامج اكتشاف المفكرين والعلماء والقادة حتى تعود مصر لمكانتها وتفوقها بفضل أبنائها»، مضيفا أن الأخلاق الحميدة وتنمية العقول والسلوكيات والمواهب هي الهدف الأساسي لوزارة التربية والتعليم؛ حيث إن التربية تسبق التعليم.

فيما قالت مصادر مسؤولة في وزارة التربية والتعليم: «ستقوم كل مديرية تعليمية بترشيح 10 من النابغين لديها في مختلف المجالات، وسوف يكون هناك 270 متسابقا في البرنامج بشكل أسبوعي، وفي نهاية حلقات البرنامج سوف يُكتشف الطالب النابغة الأول في مصر في كل مجال من المجالات، وذلك بهدف تدريب وتشجيع النوابغ واكتشاف المخترعين والمبتكرين في جميع المجالات». مضيفة أن «جرس الفسحة هي «أول برنامج مصري يهدف لاكتشاف الطلاب الموهوبين والنابغين علميا ورياضيا، في إطار تنافسي باهر يقوم على الابتعاد عن أسلوب الاعتماد على الحفظ والتلقين والاعتماد على التفكير والابتكار».

في غضون ذلك، قال هاني كمال المتحدث باسم وزارة التعليم إن «اكتشاف المواهب والنابغين أمر غاية في الأهمية.. وإننا نعمل في الوزارة على اكتشاف المواهب وتنميتها»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك اتجاها إلى تخصيص حوافز للنابغين وأصحاب المواهب».

وأوضح المتحدث الرسمي أن «الوزير أبو النصر تعهد بمواصلة النهوض بالتعليم المصري وبذل المزيد من الجهد من الجميع للارتقاء به في تلك المرحلة التي تعيشها مصر»، لافتا إلى أن «الوزير أكد أن الأنشطة شيء مهم للطالب، ولا تقل أهمية عن دراسة المواد الدراسية المقررة، لأنها مكملة للتكوين الجسدي والمعنوي للطالب، والوزارة تدعم هذا الجانب». من جهتها، وقفت الطالبة جنة (12 عاما) أمام اللوحة التي وضعت عند مدخل مدرستها، لتقرأ بعناية ما تضمنته المبادرتان من بنود، وتقول لزميلاتها: «أتمني أن أكون من ضمن الموهوبين دراسيا».

في سياق آخر، اختتمت بالقاهرة هذا الشهر أعمال المؤتمر الإقليمي الذي نظمه المجلس القومي للطفولة والأمومة، تحت شعار «حقوق ورفاهية الطفل الأفريقي» بالتعاون مع هيئة إنقاذ الطفولة ومنظمة بلان الدولية، تحت رعاية وزير التربية والتعليم. وشارك في المؤتمر الذي تستمر أعماله 3 أيام، ممثلو لجنة خبراء حقوق الطفل الأفريقي وممثلو المجتمع المدني الأفريقي من 6 دول هي (الجزائر، وليبيا، وتونس، وموريتانيا، والسودان، والمغرب).

وقالت الدكتورة عزة العشماوي الأمين العام للمجلس، إن المؤتمر تناول بالبحث والمناقشة عرضا للميثاق الأفريقي لحقوق ورفاهية الطفل وكيفية تفعيله، والتواصل مع لجنة الخبراء على المستوى المحلي والإقليمي، مشيرة إلى أن الميثاق الأفريقي لحقوق ورفاهية الطفل هو الوثيقة التي تحدد الحقوق التي ينبغي على الدول الأفريقية ضمانها للأطفال داخل نطاق ولايتها، وهو وثيقة رئيسة لتعزيز وحماية حقوق الطفل في منظومة حقوق الإنسان الأفريقية.

وأضافت أن الميثاق الذي اعتمدته منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حاليا) في 11 يوليو (تموز) عام 1990، دخل حيز النفاذ في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999، ويعد الوثيقة الإقليمية الأولى بشأن حقوق الطفل، ويبلغ عدد التصديقات حاليا 47 من أصل 54 دولة أعضاء بالاتحاد الأفريقي. وأوضحت أن الميثاق يتكون من 48 مادة في قسمين، القسم الأول (31 مادة) عن حقوق الطفل وحرياته وواجباته، والجزء الثاني (17 مادة) عن التزام الدولة باتخاذ التدابير التشريعية وغيرها لضمان إعمال الميثاق.