تعددت الأسباب والغائب واحد

عادل عصام الدين

TT

قد تكون هي المرة الأولى في دورات الخليج التي يطغى فيه عامل الحضور الجماهيري على المباريات ذاتها، خاصة في اليوم الأول، فلم تحضر الجماهير السعودية بكثافة، لكن وسائل الإعلام كثفت حديثها عن هذه الصدمة. ويمكنني القول في هذا الصدد: تعددت الأسباب والغائب واحد. وقد لفت انتباهي الاختلاف حول سبب الغياب على نحو غير متوقع!

الكثيرون عبروا عن الصدمة وركزوا على الغياب، بيد أنهم لم يذكروا أو تجاهلوا الأسباب، أما من قرأت لهم أو استمعت إليهم ممن اجتهدوا في البحث عن السبب فلم يتفقوا، وإن كانت أبرز الأسباب هي إعلان الدخول المجاني في وقت متأخر وتحميل اللجنة المنظمة المسؤولية. وهناك من رأى أن جماهير الرياض لم تعد متحمسة كما كانت في السابق لسوء نتائج المنتخب. وهناك من رأى أن التعصب الممقوت والولاء للأندية هو السبب. وأكثر من أحزنني في الإجابة من شعر بالحزن من غياب الجماهير السعودية، وأقصد رئيس الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي الصديق سالم الحبسي، الإعلامي العماني المعروف، الذي علل الغياب بالتعصب الذي ظهر على السطح قبل أيام من انطلاق الدورة، حيث كرس عدم الثقة في مستوى المنتخب السعودي تحديدا. ولم ينس الحبسي أن يشير إلى عدم الترويج للبطولة وتحفيز الجماهير للحضور.

وأيا كان السبب الحقيقي، مع أنني أؤمن بأن ثمة عدة أسباب لهذا التقاعس بالحضور، فإنني أتوقع أن يتحسن الوضع بقية أيام الدورة إن تحسن أداء المنتخب، وهذا لا يعني تجاوز ما حدث، حيث لا بد من دراسة الأسباب والبحث عن الحلول بجدية في ما بعد.

فنيا.. وكما كان متوقعا، فقد كان الأداء القتالي ملموسا، ولعبت المنتخبات كعادتها في هذه البطولة بحماس، وبدت النتائج منطقية عطفا على الأداء والمستويات، لكن فرق قطر واليمن وعمان والكويت كانت الأسعد، ذلك أن الفريق القطري خرج كاسبا بالتعادل على اعتبار صعوبة الافتتاح أمام مستضيف البطولة بغض النظر عن مجريات المباراة التي شهدت تفوقا قطريا، كما خطف الفريق اليمني نقطة غالية وهو الفريق الأضعف حضورا في هذه البطولة، علما بأن أداء الفريق الأحدث أظهر تطورا ملحوظا. وفي مباراة الإمارات وعمان طغى الحماس والعنف والفرص الضائعة، لكن التعادل يحسب لصالح الفريق العماني بحكم صموده أمام البطل. ويستحق المنتخب الكويتي أن يكون بطل الجولة الأولى بسبب الهدف القاتل الذي أحرزه «ابن دورة الخليج» فهد العنزي النجم الذي بهر الجميع في اليمن. التعادل كان عادلا لكنها الكرة التي لا تعترف إلا بالأهداف.

يشعرني الفريق الكويتي في كل دورات الخليج بأن اللاعبين يأتون في كل دورة وفي أذهانهم جاسم يعقوب وفتحي كميل والدخيل والحوطي وحمد بوحمد والعنبري وفاروق إبراهيم وبقية عمالقة الكرة الكويتية.. ينصهرون في بوتقة الفريق المقاتل ويغطون على النواقص الفنية ونقاط الضعف بالأداء القتالي.

الجولة الأولى كشفت مدى التقارب الكبير في المستويات، وإن كانت أغلب الترشيحات تشير إلى السعودية والإمارات.

[email protected]