مصالحة الرياض برعاية خادم الحرمين تطوي صفحة عام من الخلاف الخليجي

الاتفاق على عودة السفراء إلى الدوحة والانطلاق بمجلس التعاون نحو كيان متماسك وقوي

خادم الحرمين الشريفين لدى انعقاد القمة الخليجية الطارئة في الرياض أمس (واس)
TT

طوت الدول الخليجية صفحة الخلافات التي دامت أكثر من عام لدى لقاء زعمائها في العاصمة السعودية أمس، وقررت عودة سفراء الرياض وأبوظبي والمنامة للعمل مجددا في العاصمة القطرية الدوحة، بعد أن غادروها في الخامس من مارس (آذار) الماضي، واستكمل الخليجيون التوصل إلى اتفاق الرياض التكميلي، الذي أبرم في الـ23 من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2013.

ووصفت مصادر، اللقاء الذي جمع زعماء الخليج في الرياض بالمهم على صعيد تغليب صوت العقل في هذه المرحلة المصيرية التي تشهد المنطقة خلالها اضطرابات واسعة، وعدت اللقاء بمثابة مصالحة خليجية.

وكانت العاصمة الرياض شهدت مساء أمس قمة خليجية مصغرة بحضور قادة ورؤساء وفود 5 دول من مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي: السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين، بينما تغيبت سلطنة عمان عن الجلسة التي عقدت في قصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي استقبل كلا من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، بينما بحث اللقاء جملة من الموضوعات التي تهم السعودية والدول الخليجية.

حضر الاجتماع الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية، والأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وأعضاء الوفود الرسمية المرافقة للقادة، والدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وفي بيان خليجي مشترك، شدد القادة على ترسيخ روح التعاون الصادق والتأكيد على المصير المشترك وما يتطلع إليه أبناء دول المجلس من لحمة متينة وتعاون وثيق، وأكد البيان التوصل إلى اتفاق الرياض التكميلي الذي يصب في وحدة دول المجلس ومصالحها ومستقبل شعوبها، ويعد إيذانا بفتح صفحة جديدة ستكون مرتكزا قويا لدفع مسيرة العمل المشترك والانطلاق بها نحو كيان خليجي قوي ومتماسك، خصوصا في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وتتطلب مضاعفة الجهود والتكاتف لحماية الأمن والاستقرار فيها، وأضاف: «بناء على ذلك قررت السعودية والإمارات والبحرين عودة سفرائها إلى قطر».

وكان مسؤول كويتي رفيع كشف أول من أمس في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عن عقد القادة الخليجيين قمة خاصة في العاصمة السعودية الرياض، تهدف إلى مزيد من التشاور وتصب في تهيئة المناخ المناسب لاستضافة قطر قمة الخليج في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مبينا أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر سيكون ضمن الحاضرين للقمة إلى جانب قادة دول مجلس التعاون.

وأوضح المسؤول الكويتي أن اتصالات الأيام الأخيرة لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح توجت بالتأكيد على انعقاد قمة الدوحة في موعدها التي ستحتضنها العاصمة القطرية بعد قمة الرياض.

وأشار المسؤول الكويتي إلى أن الكثير من نقاط الخلاف تم تجاوزها، «ولكن تبقت نقاط قليلة بوسع القادة تجاوزها في قمة الرياض»، وأضاف أن أمير دولة الكويت أدى دورا دبلوماسيا فاعلا، رمى إلى التصالح والتوافق وتقريب وجهات النظر بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى، وهو ما يمكن ترجمته إلى مصالحة خليجية في لقاء الرياض.

وكان مصدر مسؤول في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية قد قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يتم انعقاد الجلسات التحضيرية للقمة الخليجية، التي كان من المفترض أن تكون في وقت مبكر، مشيرا إلى أنه بعد صدور تعليمات التحضير للقمة في الدوحة طلب منهم التريث حتى «إشعار آخر»، وهو مؤشر يدل على خلاف قائم بين الدول الأعضاء حول انعقاد القمة الخليجية.

وشهد مطار قاعدة الرياض الجوية مساء أمس وصول قادة دول المجلس تباعا إلى العاصمة السعودية، وكان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت أول زعماء دول مجلس التعاون وصولا، تلاه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يرافقه الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بينما وصل لاحقا الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، وكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة آخر القادة وصولا، بينما لم يصل أي وفد من سلطنة عمان العضو في مجلس التعاون الخليجي.

وكان في مقدمة مستقبلي القادة ورؤساء الوفود الخليجية كل على حدة، الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، ومحمد بن عبد الرحمن الطبيشي رئيس المراسم الملكية، والدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، واللواء طيار ركن محمد سعيد الغامدي قائد قاعدة الرياض الجوية المكلف، وسفراء الكويت والإمارات وقطر والبحرين.

ويضم الوفد المرافق لأمير دولة الكويت كلا من: الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ومدير مكتب أمير دولة الكويت أحمد فهد الفهد، والشيخ خالد العبد الله الصباح رئيس المراسم والتشريفات الأميرية، بينما يضم الوفد المرافق لنائب رئيس دولة الإمارات كلا من: الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور محمد قرقاش، ووكيل ديوان ولي عهد أبوظبي محمد مبارك المزروعي، وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة. ويضم الوفد المرافق لأمير دولة قطر كلا من: الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ووزير الخارجية الدكتور خالد بن محمد العطية، والشيخ خالد بن خليفة آل ثاني رئيس الديوان الأميري، وسكرتير الأمير للشؤون السياسية علي بن فهد الهاجري، وسفير دولة قطر لدى السعودية. ويرافق ملك البحرين كل من: الشيخ خالد بن أحمد بن سلمان آل خليفة وزير الديوان الملكي، والشيخ سلمان بن عبد الله بن حمد آل خليفة رئيس جهاز المساحة والتسجيل العقاري، والفريق ركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية، والشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية، ومستشار الملك للإعلام نبيل بن يعقوب الحمر.