«داعش» يعلن قتل الرهينة الأميركي كاسيغ.. ويعرض فيديو لإعدام 18 عسكريا سوريا

مصدر في «حزب الله» يعلن عن مقتل 950 عنصرا من الحزب وإصابة 280 في الحرب السورية

صورة نشرتها عائلة كاسيغ لعبد الرحمن يساعد في توصيل الإغاثة إلى سوريين داخل سوريا (أ.ب)
TT

أعلن تنظيم «داعش» الذي يقاتل في العراق وسوريا في تسجيل فيديو بث أمس، على الإنترنت مسؤوليته عن قطع رأس الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ، فيما عرض في تسجيل آخر مشاهد لاعدام 18 عسكريا سوريا.

ولم يتضمن التسجيل الأول لقطات لقطع رأس كاسيغ، لكنه أظهر رجلا ملثما واقفا ورأسا مقطوعا مغطى بالدماء ملقى عند قدميه.

وقال الرجل الذي كان يتحدث الإنجليزية بلكنة بريطانية (يعتقد أنه جون البريطاني الذي تبحث عنه الاستخبارات البريطانية)، «هذا هو بيتر إداورد كاسيغ.. المواطن أميركي.. أين بلدكم».

ويعرف كاسيغ (26 عاما) وهو من إنديانا باسم عبد الرحمن أيضا، وهو الاسم الذي اتخذه بعد اعتناقه الإسلام خلال احتجازه.

وعلق رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون الموجود حاليا في أستراليا لحضور قمة مجموعة الـ20، في تغريدة على حسابه على «تويتر»: «أصابني الفزع بسبب قتل عبد الرحمن كاسيغ بدم بارد. تظهر داعش (الدولة الإسلامية) مرة ثانية سفالتها. قلبي مع عائلته».

وقال والدا كاسيغ من خلال متحدث باسمهما، إن «ابنهما اختطف حين كان في طريقه إلى مدينة دير الزور بشرق سوريا في 1 أكتوبر (تشرين الأول) 2013».

وقالت عائلته إن «كاسيغ جندي سابق كان يقوم بعمل إنساني من خلال منظمة (سبيشال ايمرجنسي ريسبونس اند اسيستانس)، التي أسسها عام 2012 لمساعدة اللاجئين السوريين».

وإذا تأكد ذبح كاسيغ فسيكون خامس غربي يعدمه «داعش» بعد قتل صحافيين أميركيين اثنين واثنين من عمال الإغاثة البريطانيين.

وقال مجلس الأمن القومي الأميركي، أمس الأحد، إن «الحكومة تسعى للتأكد من صحة إعلان مقاتلي (داعش) أنهم قتلوا الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ». وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم المجلس في بيان «إذا تأكد الأمر، فإن القتل الوحشي لعامل إغاثة أميركي بريء أفزعنا ونقدم خالص تعازينا لعائلته وأصدقائه».

وعرض تنظيم «داعش» في تسجيل فديو آخر أمس عملية ذبح جماعية بأيدي عناصره، شملت 18 عسكريا سوريا من قوات النظام، وذلك في شريط مصور تناقلته حسابات مؤيدين للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مسلحي التنظيم فجروا ليل السبت - الأحد سيارتين مفخختين يقودهما مقاتلان من جنسيات غير سورية في تمركزات لقوات النظام بـ«حويجة صكر» بمحافظة دير الزور.

في غضون ذلك، وفي حين وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة من جهة أخرى في جرود عسال الورد بمنطقة القلمون، بحسب المرصد. ونقل موقع «جنوبية» اللبناني عن مصدر في «مؤسسة الجرحى» التابعة لـ«حزب الله» أن خسائر الحزب في سوريا منذ تدخله العسكري فيها قبل عامين بلغ 950 قتيلا و280 جريحا دائما، لافتا كذلك إلى أن إجمالي عدد الجرحى الذين عولجوا وتعافوا قد بلغ 1840 جريحا.

ولفت الموقع إلى أن فاتورة خسائر الحزب البشرية ارتفعت بشكل ملحوظ منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2013، خصوصا بعد اشتداد حدة المعارك اليومية بين مقاتلي الحزب وقوات المعارضة السورية في منطقة القلمون.

وميدانيا قال المرصد السوري إنّ تفجيري دير الزور نفذا عقب اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وعناصر التنظيم في المنطقة وفي حي الصناعة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام، ومعلومات مؤكدة عن وجود المزيد من الخسائر البشرية.

وأشار المرصد إلى أن الاشتباكات ترافقت مع قصف عنيف من قبل قوات النظام على أحياء الحويقة والعرضي وحويجة صكر وسط إلقاء قوات النظام عدة قنابل ضوئية في سماء المنطقة، أعقبه استهداف مقاتلي التنظيم لتمركزات قوات النظام في حوجة صكر والجبل المطل على مدينة دير الزور ومنطقة الجفرة، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام.

وفي شريط عملية الذبح الجماعي لعسكريي النظام التي بثّها «داعش»، ظهر عناصر من التنظيم يجرون أشخاصا يرتدون ملابس كحلية اللون ومطأطئي الرؤوس وقد وثقت أيديهم خلف ظهورهم، قبل أن يحملوا سكاكين من علبة خشبية موضوعة جانبا. وتظهر في الشريط عبارة «ضباط وطيارو النظام النصيري في قبضة جنود الخلافة». وارتدى عناصر «داعش» زيا عسكريا موحدا لونه بني فاتح، وكانت وجوههم مكشوفة، باستثناء عنصر واحد ارتدى زيا أسود ووجهه ملثم. ويتشابه مظهر هذا الشخص مع «الجهادي جون»، عنصر «داعش» ذي اللكنة البريطانية الذي ظهر في أشرطة سابقة للتنظيم وهو يقوم بذبح صحافيين أميركيين وعاملي إغاثة بريطانيين. واصطف العناصر جنبا إلى جنب خلف الأشخاص الذين يرتدون زيا كحليا، وأرغموا على الركوع على الأرض. وأمكن رؤية 15 شخصا على الأقل جاثمين على الأرض، وخلف كل منهم عنصر بالزي العسكري. ويقول الشخص الذي يرتدي الزي الأسود وهو يلوح بسكينه: «إلى (الرئيس الأميركي باراك) أوباما كلب الروم، اليوم نذبح جنود بشار، وغدا سوف نذبح جنودك، وبإذن الله سوف نكسر هذه الحملة الصليبية والأخيرة والنهائية (...) والدولة الإسلامية ستبدأ قريبا ذبح شعوبكم في شوارعكم».

وبعد ذلك قام العناصر بتثبيت الأشخاص على الأرض، وذبحوهم بشكل متزامن. ويظهر الشريط عملية الذبح بشكل كامل، وبالتصوير البطيء. بعد ذلك، يعرض الشريط لقطات لعناصر التنظيم وأمام كل منهم جثة ممدة على البطن، وقد وضع على ظهر كل شخص رأس مقطوع. وتزامنا، يسمع في الشريط مقطع من تسجيل صوتي سابق للمتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني وهو يقول: «اعلموا أن لنا جيوشا في العراق وجيشا في الشام من الأسود الجياع، شرابهم الدماء وأنيسهم الأشلاء».

ويسيطر التنظيم على مناطق واسعة في سوريا والعراق، وسبق له أن بث أشرطة دعائية عدة يظهر فيها قيامه بعمليات قتل جماعية، بعضها ذبحا وأخرى بإطلاق النار، بحق جنود عراقيين وسوريين، إضافة إلى تنفيذه عمليات إعدام ميدانية بحق كل من يخالف الرأي في مناطق سيطرته. وأعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سوريا الجمعة أن التنظيم يبث «الرعب» في سوريا عبر ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.