«الجبهة الجنوبية» تؤكد للدروز أن «الحر» لم ولن يقاتلهم

على خلفية الاشتباكات الأخيرة التي أدت إلى مقتل 27 شابا من الطائفة بجبل الشيخ

TT

دعت قيادة الجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر أبناء الطائفة الدرزية للاقتداء بمواقف العقلاء من رجال دين ونشطاء وسياسيين كان لهم الدور البارز في تطويق حالة التوتر الناشئة على خلفية مقتل 27 شابا درزيا من مقاتلي الدفاع الوطني، شاركوا في الحملة التي نفذها النظام ضد قرى كفر حور وبيت جن وبيت تيما في جبل الشيخ مطلع هذا الشهر.

وتأتي أهمية هذه الدعوة التي أصدرتها الجبهة في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، بأنها تعتبر رسالة طمأنة موجهة إلى أبناء الطائفة الدرزية، برزت من خلال التأكيد أن الدروز ليسوا خصوما لقوات المعارضة التي لم تقاتلهم يوما ولن تقاتلهم.

ورأى أبو المجد الزعبي، المتحدث الإعلامي باسم الجبهة، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن «البيان جاء ليؤكد تغليب المصلحة العامة للوطن والشعب على الأحداث الفردية المدعومة من نظام دمشق ودلالة على الوعي التام لما يحاك ضد الشعب، ويؤكد على التواصل والتشاور والتنسيق الدائم بين الأشقاء من مختلف مكونات النسيج السوري، كما يؤكد البيان على التزامنا وأهلنا بالمبادئ الأخلاقية والتي ثرنا لأجلها ولتحقيقها والحفاظ عليها».

أما توقيت البيان فيعود، وفق الزعبي إلى الانتصارات التي حققتها فصائل الجبهة الجنوبية وباتت تقترب من دمشق كل يوم أكثر، وما نتج عنها من تخبط لدى النظام الذي يبحث عن طوق نجاة عبر مساعيه لحرف مسيرة الثورة.

وكان البيان قد أثنى على موقف العقلاء من رجال الدين والأهالي في أشرفية صحنايا وصحنايا، الذين سارعوا إلى وقف عمليات الخطف التي قام بها عدد من أعضاء «الدفاع الوطني». وأطلق مشايخ ووجهاء المدينتين سراح قرابة 40 مخطوفا من أبناء قرى القنيطرة الذين اختطفوا على حاجز مسلح نصب على مدخل مدينة قطنا، وهو الأمر الذي ترافق حينها مع موجة رفض عامة استنكرت عملية الخطف، وتحذير من مغبة توريط الدروز في الأعمال المسلحة ضد جيرانهم في جبل الشيخ والسويداء وريف دمشق.

وفي السياق نفسه اعتبر البيان أن النظام يعمل على توريط الطائفة الدرزية في القتال إلى جانبه عبر بعض الشباب المخدوعين الذين يضعهم النظام في أفخاخ عسكرية ويتركهم لمصيرهم من دون مساعدة، وذلك ما أثبتته الأحداث الأخيرة في قرية داما في محافظة السويداء وفي قرى جبل الشيخ. وذكر البيان أنه يعتبر أن هذا الموقف هو خطوة على الطريق الصحيح، وأن الجبهة ستبادر في الأيام المقبلة للقيام بخطوات إيجابية في المقابل، وذلك في إشارة إلى عمليات تسليم الأسرى وجثث القتلى الذين سقطوا في المعارك الأخيرة. وكان قد سبق هذا البيان بيان آخر قدمت فيه الجبهة الجنوبية رؤيتها التي تتضمن هوية وطنية واضحة المعالم، وأكدت فيه على حماية جميع السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم الإثنية والمذهبية. وهو ما يشير إلى تبلور الصورة السياسية للجبهة الجنوبية كقوة حاسمة في الجنوب السوري تستطيع أن تستلم زمام المبادرة كبديل عن نظام الأسد، وفق ما أشار مصدر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط».

وقد جاء في البيان «تتعهد الجبهة الجنوبية بدعم إنشاء مشروع إطار للمرحلة الانتقالية، بما في ذلك تشكيل هياكل السلطات المؤقتة على المستوى الوطني، لتحقيق الاستقرار في سوريا، وللخروج من الحكم الاستبدادي. وتتعهد بحماية جميع المواطنين السوريين بغض النظر عن الانتماء الديني أو الثقافي أو العرقي أو السياسي، وفق الشرعية الدولية لحقوق الإنسان». والبيان الجديد يحمل توضيحا عمليا لهوية الجبهة الجنوبية، الأمر الذي يشكل نموا واضحا في الامتداد السياسي للجبهة على التوازي مع الانتصارات التي تحققها على الأرض في درعا والقنيطرة».