رسائل الجامعة العربية في ذكرى رحيل عرفات تؤكد إقامة دولة فلسطين رغم «غطرسة إسرائيل»

دعت كل «أجنحة النضال» إلى عدم التفريط في الوحدة الوطنية والترفع عن الصغائر

TT

بعثت جامعة الدول العربية بعدة رسائل بمناسبة إحياء الذكرى السادسة عشرة للزعيم الراحل ياسر عرفات، مؤكدة دعم الصمود البطولي للشعب الفلسطيني في تمسكه بثوابت قضيته العادلة، وحقوقه المشروعة. ودعت كل أجنحة النضال الفلسطيني إلى عدم التفريط في الوحدة الوطنية الفلسطينية والترفع عن الصغائر، والارتفاع إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني، والمصلحة العليا للوطن.

كما دعت الجامعة كل الفصائل إلى السير مع قيادتها الوطنية برئاسة الرئيس محمود عباس لاستكمال إنجاز المشروع الوطني الذي رسمه زعيمه التاريخي عرفات مع مجموعة من رفقاء النضال، والمتمثل في إنهاء الاحتلال، وترسيخ مقومات الدولة الوطنية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدة أن القدس سيظل صوت مآذن مساجدها وأجراس كنائسها عاليا مدويا، ولن تستطيع غطرسة القوة واستفزازات غلاة المتطرفين الإسرائيليين اقتلاع المسجد الأقصى المبارك أو طمس هويته العربية، مهما تمادت في جبروتها وجرائمها.

الرسالة الثانية كانت إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تؤكد أيضا أن غطرسة القوة الغاشمة لن تجلب لها الأمن ولا السلام، ولن تستطيع كسر الإرادة الحرة والعزيمة الصلبة للشعب الفلسطيني الذي سينتصر بإرادته الفولاذية على القبة الفولاذية الإسرائيلية.

وذكرت الرسالة بأنه إذا كانت إسرائيل منتشية بما تمتلكه من ترسانة عسكرية، وتعتبر أن ميزان القوة هو في صالحها، فعليها أن تدرك أن هناك توازنات أخرى في ميزان القوة، مثل التوازنات في إرادة الصمود، والتوازنات في الإيمان بالقضية، والتوازنات في الإقبال على التضحية من أجل الوطن، وأخيرا التوازن ما بين الحق والظلم، وأن الحق سينتصر في النهاية على الظلم.

والرسالة الثالثة وجهتها جامعة الدول العربية إلى «المجتمع الدولي العاجز عن تنفيذ قراراته وشرعيته بشأن نصرة الشعب الفلسطيني»، وبأن إسرائيل لا يجب أن تواصل تماديها في تحدي العالم، وفي التمتع بالحصانة الدائمة ضد أي إجراءات رادعة، وأن استمرارها في إجهاض كل مبادرة للتسوية السلمية، وسد كل فسحة أمل للسلام، هو إبقاء لهذه المنطقة في اضطراب متواصل وتوتر دائم.

أما الرسالة الرابعة فكانت «إلى من يهمه الأمر»، وتخص الراحل عرفات، حيث أكدت أن «ملف وفاته سيظل مفتوحا للكشف عن كل الملابسات والألغاز التي تحوم حول ظروف استشهاده، وإماطة اللثام عن كل جوانب هذه القضية المهمة».

وشددت جامعة الدول العربية في ختام رسائلها على أنها وضعت في ميثاقها الصادر عام 1945 بندا خاصا بفلسطين كركن مهم من أركان البلاد العربية، وأن الجامعة ستظل وفية لميثاقها، وللموقف الثابت لأعضائها، في الوقوف بثبات والتزام مطلق مع الشعب الفلسطيني، حتى يستعيد كامل حقوقه في إنهاء جميع مظاهر الاحتلال لأراضيه، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة، وعاصمتها القدس الشرقية.