مسؤولون لـ («الشرق الأوسط»): «خليجي 23» ستقام في الكويت.. وملف العراق بيد «فيفا»

رؤساء الاتحادات الـ8 سيقررون اليوم تأجيل التصويت خشية رد فعل سلبي

جانب من اجتماع أمناء السر في الاتحادات الـ8 بالرياض أمس
TT

يتحدد اليوم الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض، وتحديدا في فندق الـ«ريتز كارلتون» حيث مقر الوفود الرسمية المشاركة في بطولة كأس الخليج العربي الـ22 لكرة القدم التي تجرى منافساتها حتى 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، موقف الاتحادات الخليجية الستة وإلى جانبها اتحادا العراق واليمن من مستضيف كأس الخليج الـ23 التي يفترض أن تقام في ديسمبر (كانون الأول) 2015 أو يناير (كانون الثاني) 2016.

وبحسب المصادر الموثوقة لـ«الشرق الأوسط»، فإن مصير البطولة محسوم بالنسبة لنحو 5 اتحادات كروية خليجية؛ إذ تريد اتحادات السعودية والكويت وقطر والبحرين وعمان إقامتها في الكويت، فيما تحاول الإمارات الوقوف مع العراق باستضافة النسخة المقبلة الـ23، وصرح بذلك رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال الذي قال إنه يؤيد إقامة النسخة الـ23 في العراق، فيما أكد العماني السيد خالد البوسعيدي أن البطولة ستقام في الكويت لا محالة.

وإلى جانب الإمارات، يبدو أن اليمن يفضل إقامتها في العراق لمنحه الفرصة.

وبحسب اجتماع أمناء سر هذه الاتحادات أمس الاثنين على هامش «خليجي 22»، فإنه لن يتخذ اليوم أي قرار نهائي بشأن إسناد استضافة الدورة المقبلة كما جرت العادة، حيث سيتم تأجيل البت في تحديد الدولة المضيفة لـ«خليجي 23» إلى ما بعد اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد نحو 3 أشهر لدرس رفع الحظر عن إقامة المباريات الدولية في العراق.

ويأتي تأجيل البت بالدورة المقبلة من الآن بناء على رغبة مسؤولي الاتحاد العراقي الذي ينتظر حسم الأمر مع الفيفا، ففي حال عدم رفع الحظر عن الملاعب العراقية ستقام البطولة المقبلة في الكويت، أما في حال تقرر رفع الحظر فستستضيف البصرة «خليجي 23» وإن كان هذا الخيار ليس مؤكدا حتى الآن.

وكان من المقرر أن تستضيف البصرة منافسات النسخة الحالية، لكنها نقلت إلى الرياض لعدم استقرار الوضع الأمني في العراق واستمرار الحظر من «الفيفا»، وهو الوضع الذي لا يزال قائما ويهدد استضافته «خليجي 23» أيضا.

وكشف مسؤولو الرياضة العراقية عن مساعيهم الجدية للحصول على موافقة «الفيفا» على إقامة المباريات في العراق ورفع الحظر حتى تتمكن البصرة من استضافة «خليجي 23»، خصوصا أن العراق أبدى استعداده وجهوزيته لتنظيم النسخة المقبلة، لكن يبقى عامل الاستقرار الأمني حاجزا أمام استضافة البطولة.

وينتاب العراقيين شعور داخلي وقوي بأن الاتحادات الخليجية لا تريد لهم استضافة النسخة الـ23 المقبلة لاعتبارات أمنية، وأنهم يفضلون تأجيل التنظيم للبصرة إلى ما بعد النسخة الـ23 بشرط أن تتحسن الأحوال الأمنية لا أن تظل كما هي الآن.

وكان تقرير اللجنة الدائمة لأمناء سر الاتحادات المشاركة في الدورة الخليجية قد أوصى في وقت سابق بـ«إسناد استضافة النسخة الثالثة والعشرين من بطولة كأس الخليج إلى الكويت مطلع عام 2016».

وكانت لجنة أمناء سر الاتحادات الخليجية والعراق واليمن قد أعدت في اجتماعها أمس عددا من التوصيات التي رفعت إلى رؤساء الاتحاد الخليجية، ومنها تعديل بعض لوائح الدورة، وتبادل الحكام بين الدول الخليجية في الدوريات المحلية، بالإضافة إلى عقد دورات تدريبية بين الأعضاء للاستفادة من الخبرات، بينما قدم نائب رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم صالح الفارسي، مقترحا يتضمن تأسيس لجنة دائمة لدورة كأس الخليج العربي لكرة القدم.

من جانبه، بين مدير دورة كأس الخليج العربي الـ22 لكرة القدم أحمد الخميس أن «مقترح الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم بشأن تحويل دورة كأس الخليج إلى أولمبياد رياضي خليجي يحتاج إلى دراسة مستفيضة من جميع اللجان الأولمبية»، مشيرا إلى أن «الدورة في نسختها الـ22 الحالية نجحت بكل المقاييس، لما لمسناه من انطباعات الوفود الخليجية».

واختتم الخميس حديثه بأن اللجنة الفنية قد طلبت من الاتحاد السعودي لكرة القدم ترشيح حكم بديل لحكم الساحة الدولي مرعي العواجي الذي استبعدته اللجنة أول من أمس.

وفي الشأن الخليجي، أكد مسؤول كبير، فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» أن السبب في تأجيل البت في مصير «خليجي 23» المقبلة يعود إلى عدم وجود رغبة من الاتحادات الخليجية في حصول أي رد فعل، خصوصا من جانب الوفد العراقي في حال تم حسم الأمر وتقررت بشكل رسمي إقامتها في الكويت، «حيث إن تأجيل التصويت لا يعني استغفال الجانب العراقي، بل إنه تأكيد على منح العراق فرصة أكبر لتجاوز عوائق الاستضافة، وفي مقدمتها الجانب الأمني وكذلك الحظر الذي يفرضه الاتحاد الدولي على محافظات العراق بعدم إقامة أي مباريات على أرضها لأسباب أمنية كما هو معروف».

وأضاف المصدر الذي سيكون موجودا في اجتماع اليوم: «الجانب العراقي مصر على استضافة النسخة المقبلة، وهناك رؤساء متحمسون لفكرة استضافة العراق، ومن بينهم يوسف السركال رئيس الاتحاد الإماراتي، بل إن الشيخ أحمد الفهد يشجع إقامة البطولة في العراق ولو كان على حساب إقامتها في بلاده الكويت، مع أن الفهد لا يملك صوتا خليجيا بشكل رسمي لأنه لا يشغل رئيس الاتحاد الكويتي الذي يقف على رأس مجلس إداراته الشيخ طلال الفهد».

وأبان المصدر أن العراق لا يملك الأصوات الكافية لحسم وضعه في الاستضافة للنسخة المقبلة بعكس الكويت، و«لكن في نهاية الأمر سيقف الخليجيون جميعا داعمين للعراق في تحقيق رغبته الجادة في الاستضافة إذا ما توافرت لديه الشروط اللازمة لذلك خلال 3 أشهر من الآن».

وكانت مصادر توقعت أن يعلن العراق الانسحاب من بطولات الخليج في حال اتخاذ قرار في اجتماع اليوم بإقامة النسخة الخليجية المقبلة في الكويت حيث سيكون حينها العراق قد رفض طلبه للمرة الثالثة على التوالي باستضافة هذا الحدث الخليجي المهم.

ورفض رئيس الاتحاد العراقي عبد الخالق مسعود الكشف لـ«الشرق الأوسط» عن الموقف العراقي في حال تم رفض طلب العراق بالاستضافة للمرة الثالثة على التوالي، مشددا على أن العراق جاهز بشكل كبير لنيل شرف الاستضافة من خلال تجهيز البنية التحتية والرياضية في محافظة البصرة التي يرغب العراقيون أن تقام البطولة فيها.

وأكد مسعود لـ«الشرق الأوسط»: «نحن عازمون على الاستضافة، ونرغب بكل جدية في نيل هذا الشرف واستضافة الأشقاء الخليجين على أرض الرافدين»، ولكنه تحاشى التأكيد على أن العراق سيتخذ قرارا بالانسحاب في حال لم تتم الموافقة على إقامة النسخة المقبلة في البصرة، واكتفى بالقول: «سيكون حينها لكل حادث حديث».

من جانبه، قال سعود المهندي، رئيس لجنة تفتيش الملاعب الخليجية، للدول التي ترشح لاستضافة بطولات الخليج، إن العراق يتوجب عليه توفير عاملين للاستضافة؛ وهما موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على عودة العراق لاستضافة المباريات الدولية، والأمر الآخر الجانب الأمني، و«هناك ترابط مباشر بين هذين العاملين، كون الفيفا منع العراق من استضافة المباريات نتيجة مخاوف أمنية». وأكد المهندي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك جوانب أخرى من بينها جاهزية الملاعب والفنادق والبنية التحتية، و«لكن العاملين الأهم هما المرتبطان بالجانب الأمني».

من جانبه، كشف أمين السر في الاتحاد الكويتي، سهو السهو، وهو عضو في لجنة تفتيش الملاعب، أن إعلان استضافة الكويت «خليجي 23» سيكون قريبا بشكل رسمي في حال لم يكن العراق جاهزا للاستضافة نتيجة العوامل المعروفة.

وشدد على أن ملاعب الكويت ستكون جاهزة في أي وقت لاحتضان الأشقاء الخليجيين في الدورة المقبلة.