معصوم والجبوري يدشنان عهدا جديدا في العلاقات بين بغداد والرياض

مصدر بالخارجية العراقية لـ «الشرق الأوسط»: إجراءات فتح السفارة السعودية دخلت مرحلة التنفيذ

سليم الجبوري
TT

رفض الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، خلال المؤتمر الصحافي للوفد الإعلامي المرافق للرئيس العراقي فؤاد معصوم، وبينهم مراسل «الشرق الأوسط» في بغداد، الأسبوع الماضي في الرياض التشبيه الذي أطلقه أحد الصحافيين في سؤال عما إذا كانت العلاقات العراقية - السعودية دخلت «منعطفا حاسما» مع تلك الزيارة. إذ رد الأمير سعود الفيصل قائلا: «أنا لا أحب المنعطفات.. أحب طريق الصعود».

ويبدو أن طريق الصعود بدأ بالفعل يحقق أهدافا هامة من خلال النتائج التي أفرزتها زيارة الرئيس معصوم وما يمكن أن يترتب على زيارة رئيس البرلمان سليم الجبوري إلى السعودية التي بدأت أمس. وقد يكون من باب المفارقة أن يكون كل من معصوم والجبوري قد زار المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني قبل توجهه إلى الرياض وحرص على إبلاغ خادم الحرمين بذلك وهو ما لقي تجاوبا منه.

وفي الوقت الذي شجع السيستاني الزيارة والانفتاح على دول الخليج وبالذات السعودية التي خصها بالاسم فإن التجاوب السعودي كان بالغ الأهمية. وفي هذا السياق، أبلغ ظافر العاني، عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية (الكتلة السنية في البرلمان) عضو لجنة العلاقات الخارجية، الذي يرافق الجبوري في زيارته إلى السعودية، الـ «الشرق الأوسط» بأن «كل التحركات التي تقوم بها الحكومة الحالية بمختلف قياداتها السياسية والتنفيذية والبرلمانية إنما تأتي في سياق التخلص من التركة الثقيلة التي تركها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي»، مشيرا إلى أن «المالكي جعل العراق معزولا تماما عن محيطيه العربي والإقليمي كما أنه جعل العراق جزءا من المحور (الإيراني - السوري) غير مرحب به في المنطقة وبالتالي فإن ما تقوم به القيادة الحالية من انفتاح إنما يهدف إلى مد جسور الثقة مع الجميع في الداخل والخارج».

وحول الأهداف التي يمكن أن تتحقق من زيارة الجبوري، قال العاني إن «الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة وكذلك دورها المحوري بل والقيادي في الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب يجعلها القاطرة التي تسحب خلفها الجميع في هذا المسار الصعب وهو ما يحتم علينا جميعا المضي باتجاه تحشيد الجهود في هذا المجال». وأوضح العاني أن «هذه الزيارة هامة لجهة كون المملكة هي سبيلنا للانفتاح على العالم العربي وحتى المحيط الإقليمي بعد كل السياسات الخاطئة التي انتهجها المالكي خلال الحقبة الماضية وهو ما سنعمل على معالجته»، مؤكدا أن «هذه الزيارة البرلمانية هي مكملة من جهة للزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية الأسبوع الماضي كما أنها من زاوية أخرى تحمل بعدا آخر غير البعد الرسمي وهو البعد الشعبي، إذ أن الوفد منوع ويضم كل أطياف الشعب العراقي».

وعما إذا كانت هذه الزيارات إلى المملكة تحظى بقبول كل الأطراف العراقية، قال العاني إن «المسألة الهامة هنا هي أننا الآن في هذه الحكومة نتصرف كفريق واحد منسجم وهو ما يجعل النجاح حليف هذه الزيارات».

على صعيد متصل، أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه، أن «الإجراءات الخاصة بفتح السفارة السعودية في بغداد دخلت مرحلة التنفيذ بعد أن وجدنا خلال الزيارة التي قام بها الرئيس فؤاد معصوم الأسبوع الماضي إلى المملكة أن القرار السياسي قد تم اتخاذه». وبشأن الوقت الذي يمكن أن تستغرقه هذه العملية قال: إن «الإجراءات الآن تتعلق بالمكان فقط وكيفية تجهيزه وحمايته وبالتالي فإن الوقت لن يكون مفتوحا بل هو قريب في كل الأحوال».