القوات العراقية تستعيد منطقة محاذية لكربلاء بعد ساعات من احتلال «داعش» لها

العبادي يوجه بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة صلاح الدين

TT

أكد رئيس المجلس المحلي لناحية عامرية الفلوجة (60 كلم شمال غربي بغداد)، شاكر محمود العيساوي، أن «القوات الأمنية وبإسناد من العشائر تمكنت من استعادة منطقة المجر التابعة لقضاء الحبانية بعد نحو 4 ساعات من اقتحام تنظيم داعش لها واحتلالها».

وقال العيساوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما ورد في عدد من وسائل الإعلام بأن المجر تابعة لناحية عامرية الفلوجة أمر غير صحيح بل هي تابعة لقضاء الحبانية ولكنها على مقربة من العامرية، وكلتاهما تابعتان لمحافظة الأنبار». وأضاف العيساوي أن «قوات كبيرة من (داعش) تمكنت من اقتحام منطقة المجر واحتلال عدد كبير من مساحتها وبيوت المواطنين لكن سرعة رد فعل القوات الأمنية والعشائر أدت إلى إفشال هذا الهجوم وتمت استعادة المنطقة بالكامل وتأمينها».

وبشأن الأوضاع الحالية في ناحية عامرية الفلوجة التي كانت أحد أبرز أهداف «داعش» خلال الفترة الماضية، قال العيساوي إن «عامرية الفلوجة تشهد هدوء نسبيا الآن وانسحب تنظيم داعش بعيدا عنها بعد أن تصدت له القوات الأمنية من جيش وشرطة وطوارئ وبإسناد كامل من عشائر المنطقة لا سيما عشائر البوعيسى»، مبينا أن «الدواعش يضربون الناحية بالهاونات لكن من بعيد وهو لا يؤثر كثيرا» وأن «أبناء عشائر المنطقة يمسكون الأرض الآن ولم يعد بمقدور (داعش) تشكيل خطر حقيقي».

وكان مدير شرطة عامرية الفلوجة أعلن أمس أن القوات الأمنية نفذت عملية عسكرية واسعة النطاق لتطهير منطقة بحيرة الرزازة والمجر الواقعتين بين الحدود الإدارية لناحية عامرية الفلوجة ومحافظة كربلاء من تنظيم داعش. وقال الرائد عارف الجنابي في تصريح إن «قوات مشتركة من الجيش والشرطة وبغطاء المروحيات القتالية العراقية أطلقت حملة عسكرية لتطهير منطقة محيط بحيرة الرزازة ومنطقة المجر من بقايا فلول وعناصر (داعش)، ووضعت نقاط تفتيش ورصد ومراقبة في المناطق المحررة». وأضاف أن «الحملة العسكرية ستشمل تأمين الطرق البرية الرئيسة التي تربط العامرية بكربلاء مع تطهير جميع القرى الزراعية التي تقع في المناطق الواسعة المحيطة بالعامرية».

وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي عن تمكن القوات الأمنية والحشد الشعبي من تحقيق «اختراق مهم» باتجاه عامرية الفلوجة لكن رئيس المجلس المحلي لناحية عامرية الفلوجة نفى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» «اقتراب أي من عناصر الحشد الشعبي من ناحية العامرية بل إن عشائر المنطقة فقط هي من تتولى حمايتها».

من جهته أكد مسؤول أمني في إحدى مجاميع الحشد الشعبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته، أن «محاولة تنظيم داعش احتلال منطقة قريبة من الحدود الإدارية لمحافظة كربلاء تعني أن هذا التنظيم الإرهابي يحاول من ناحية تحقيق خرق استراتيجي قد يعوض خسارته الفادحة في منطقة جرف الصخر لا سيما أن هذه المنطقة (المجر) هي في الجانب الثاني من حدود المحافظة وهو ما يعني فتح جبهة جديدة، غير أن فاعلية القوات الأمنية وسرعة تحركها فضلا عن تخلي أبناء عشائر المناطق المحيطة بها عن هذا التنظيم، بعد أن أدركوا أساليبه، أدت إلى إعادتها وهزيمة الدواعش وهي المرة الأولى التي لم يتمكن هذا التنظيم من الاحتفاظ بمنطقة خلال ساعات وهو ما يعني تراجع قوته وتصاعد قدرات القوات الأمنية والعشائر».

من ناحية ثانية، أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن تزويدها قيادة صلاح الدين بعدد من الآليات والقطعات العسكرية، مبينة أن الوزارة تمتلك ذخائر عسكرية كافية لتحرير المدن العراقية التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش. وقالت الوزارة في بيان لها إن «أمين السر العام لوزارة الدفاع، الفريق الأول الركن إبراهيم محمد، زار قيادة عمليات صلاح الدين»، مضيفا أنه «تم إرسال هدية من القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء حيدر العبادي) عبارة عن دبابات وناقلات ومعدات عسكرية ومقاتلين أشداء لغرض تعزيز موقف قيادة عمليات صلاح الدين». وتابع البيان، أن «وزارة الدفاع لديها الاحتياط والآليات والقطعات العسكرية لتحرير مدينة الموصل الحبيبة وتحرير المدن العراقية المغتصبة من قبل تنظيمات داعش الإرهابية».