الاعتراف بالمرض

TT

* عطفا على مقال مأمون فندي «السير المعوج »، المنشور بتاريخ 17 نوفمبر (تشرين ثاني) الحالي، من وجهة نظري أننا نعيب زماننا والعيب فينا، فبيت الداء ينبع من الشعوب وثقافتها التي تتصور طول الوقت بصدق مقولة أفعل التفضيل في كل شيء، فهي أفضل شعوب الأرض وأقواها وأذكاها وكل الأمور التخيلية، والتي ليس لها أصل على أرض الواقع، وأن كل ما يجعل الصورة مختلفة من زمان لآخر هو قوة المسؤول في فرض النظام بشدة وهو ما يحفظ شكل الدولة، ولكن في الواقع أن تلك الدول تملؤها الشقوق ويصبغها المسؤول بمكياج لتجميل. إنه واقع مخيف ظهر جليا عندما رحل الديكتاتور لينفلت المارد محطما الدولة على من فيها، فالحل يكمن في تشخيص المرض، وأولى خطوات العلاج هي أن يعرف ويقر المريض بمرضه، وعندها يقتنع أيضا بضرورة العلاج، والذي يحتاج كثيرا من الجهد، وأوله أن يُراجع من يتولون تشكيل الثقافة أفعل التفضيل على المستوى العلمي والثقافي والديني، وإعادة تشكيل منظومة الدولة على هذا الأساس، فنحن لدينا مشكلة خطيرة تجعل من الإرهاب والقتل جهادا والفوضى نوعا من التميز، ومخالفة القوانين بأنها قدرة عقلية خارقة، ولو حدثت المعجزة وتغيرنا فسيعجز أمثال صالح والقذافي وصدام عن حكم بلاد تصلح أن تعيش بحضارة وأمان، وليس ما نراه الآن من واقع أليم.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]