قمة أبوظبي للإعلام: ارتفاع الطلب على المحتوى العربي يشكل حافزا للنمو خلال السنوات الـ5 المقبلة

خلدون المبارك يؤكد أن المنطقة ضمن مقدمة الأسواق التي تشهد نموا متسارعا في القطاع

الملكة رانيا خلال بدء فعاليات قمة أبوظبي للإعلام أمس («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت قمة أبوظبي للإعلام أمس عن دراسة تشير إلى أن الطلب على المحتوى المحلي باللغة العربية، والذي لا يلقى العرض المناسب، يشكل حافزا لنمو قطاع الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات الـ5 المقبلة.

وأشارت الدراسة المشتركة الصادرة عن شركة الاستشارات الإدارية «استراتيجي &» و«توفور 54» الذراع التجارية لهيئة المنطقة الإعلامية أبوظبي، إلى أن الدوافع الأخرى لنمو قطاع الإعلام في المنطقة تتمثل في تسارع استخدام تقنيات الهواتف المتحركة، إلى جانب التطور في الإعلام الرقمي والمدفوع، بالإضافة إلى ظهور موجة من المحتوى المتميز تم إنتاجه من قبل جيل الشباب.

وتشير الدراسة لتطور 3 قطاعات إعلامية رئيسية في منطقة الشرق الأوسط وتشمل كلا من الألعاب والمحتوى المرئي والمسموع بالإضافة إلى التجارة الإلكترونية.

إلى ذلك، عد خلدون المبارك رئيس قمة أبوظبي للإعلام منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن مقدمة الأسواق التي تشهد نموا متسارعا ضمن قطاع الإعلام، مشيرا إلى أن المنطقة تقف عند نقطة تحول في العلاقة بين المحتوى والتوزيع وشهية المستهلك.

وقال المبارك خلال تدشينه لقمة أبوظبي للإعلام أمس في العاصمة الإماراتية أبوظبي، إن قطاع الإعلام في تطور ونمو مستمر، ويتضح ذلك بشكل أفضل في قطاع التعليم، حيث غيرت ابتكارات وسائل الإعلام الجديدة من أساليب طلاب المدارس والجامعات في تلقي المعلومات.

وبين أن قمة العام الحالي تناقش قيادة مستقبل الإعلام في المنطقة والعالم، وقال: «سيكون تركيزنا بالضرورة على المحتوى وتوزيعه وتمويله، لكن أتوقع أن تكون لدينا حوارات متنوعة بقدر ما هي مفيدة ومثمرة».

وأكد حرص شركة «توفور 54» وهي الذراع التجارية لهيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي من خلال جميع شراكاتها واستثماراتها على منح الشباب من مواطني الإمارات فرصا استثنائية لصناعة إعلامية مزدهرة، يمكنهم من خلالها اكتشاف طاقاتهم، وتحسين مهاراتهم، وتطوير الأفكار الجديدة والمساعدة في تشكيل مستقبل قطاع الإعلام. وانطلقت فعاليات القمة التي تستمر على مدى 3 أيام، مزيجا من الحوارات، والمحادثات الخاصة، والمقابلات والعروض التي يقودها عدد من العاملين في صناعة الإعلام ونظرائهم من محترفي الصناعة الجدد، وسيركز كل يوم من أيام القمة على محور معين، تتوزع على المحتوى وتوزيعه وتمويله.

من جهتها، قالت الملكة رانيا العبد الله، إن الحاجة الملحة للعالم العربي للاستفادة واستثمار الثورة التكنولوجية وشبكات التواصل الإعلامي الاجتماعي والقنوات الإعلامية المتاحة للروي من خلالها قصة العالم العربي التي تعكس قيمه المرتبطة بموروثاته وجوهر الإسلام دين التسامح والرحمة.

وقالت: «علينا ألا نسمح لأقلية متطرفة لا تمت للدين بصلة باختطاف هويتنا واستبدالها بهويات العنف والقتل والجهل، وتغيير صورتنا».

وأضافت: «يجب أن تكون استراتيجيتنا مبنية على المدى البعيد، وهذا يبدأ بالاستثمار في التعليم النوعي للجميع من تدريب المعلمين وربط المدارس وتحديثها وتطوير المناهج»، مشيرة إلى أن إصلاح التعليم ليس بالسهل أو الرخيص، لكن ثمن الجهل أكبر بكثير.

وأكدت أن ثورة التكنولوجيا في السنوات الأخيرة غيرت من طريقة التعبير، حيث أصبحت أدوات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياة معظم الأفراد.

وأشارت الملكة رانيا إلى أن المعركة اليوم هي بين المعتدلين والمتطرفين في العالم كله، وقد تكون طويلة وصعبة، لكنها معركة من أجل مستقبل الإسلام ومستقبل العالم العربي، وتتطلب منا الانتصار في المعركة الفكرية.

وأضافت: «نحن الأغلبية المعتدلة ملامون أيضا، حيث تسرد القصة بالصمت بقدر ما تسرد بالكلام، وصمتنا يروي الكثير نحن شركاء في نجاحهم»، مشيرة أن المتطرفين وأتباعهم ظهروا من صفوف دراسية لم تتحداهم للتفكير تعلموا فيها مناهج عفا عليها الزمن، ومن مجتمعات ربع أقرانهم فيها عاطلون عن العمل، حيث لا وجود لضمان اجتماعي يضمن حياة كريمة، وحيث فرص المساعدة لتغيير الوضع الراهن قليلة ومتباعدة».

وبينت أنه «لتجاوز ذلك ولإنقاذ شبابنا من دعوات التطرف علينا أن نعطيهم بديلا أفضل من خلال الرضا الوظيفي والارتياح بوجود العدالة، ونعمل من أجل التكافل والمساواة والإنجاز بالمشاركة»، وأضافت: «لنقدم فرصا حقيقية للتغيير والتقدم ونلعب جميعا دورا في تحقيق ذلك، وخصوصا وسائل الإعلام التقليدية، وعبر الإنترنت. نحتاج من الجميع أن يعطوا صوتا لتحالف المعتدلين حول العالم، لندع رسالتهم تسمع».

وقالت: «الخيار أمامنا جميعا واضح، فإما أن نطور منطقتنا، أو ندع الآخرين يحطمونها، أن نجد حلولا للتحديات، أو نترك التحديات لتعصف بنا، أن نستفيد من أدوات العصر لتحقيق التقدم للعالم العربي في القرن الـ21، أو نسمح للآخرين باستخدام تلك الأدوات للعودة بنا إلى العصور المظلمة».

وبينت أن تقديرات إحصائية جديدة تشير إلى الحاجة لتوفير أكثر من 100 مليون وظيفة بحلول عام 2020 لاستيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل.

إلى ذلك، قالت نورة الكعبي، الرئيس التنفيذي لـ«توفور 54» إن النسخة الخامسة من قمة أبوظبي للإعلام تركز على 3 محاور، اليوم الأول عن المحتوى المحلي وكيف يمكن أن يكون عالمي، وكيف يمكن مواجهة الإعلام الآيديولوجي من يتسبب به في المنطقة، اليوم الثاني سيتضمن مواضيع التوزيع، كيفية توزيع المحتوى في المنطقة، في اليوم الثالث سيكون هناك مناقشة للحماية الفكرية والقرصنة، وتمويل الشركات الدولية والإقليمية للشركات الإعلامية التي تسعى لأن تتطور وتنمو، والتعليم الإلكتروني».

وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن النقاش سيكون من خلال 70 متحدثا و600 ضيف مشاركين في القمة العام الحالي، مشيرة إلى أن المواضيع المطروحة تمثل ما يشهده قطاع الإعلام من تحديات في ورش العالم.

وأكدت أن القمة تتحدث عن مستقبل الإعلام وشكله خلال المستقبل، وهو ما يعطي فرصة للتعرف عن توجهات القطاع في الفترة المقبلة، وكيفية الاستفادة من هذه التوجهات لصالح القطاع.