هيئة الأركان في الجيش الحر تنفي خروج 14 ألف مقاتل من حلب

تركيا تخشى تدفق موجة جديدة من اللاجئين السوريين

صورة أرشيفية لجمال معروف قائد «جبهة ثوار سوريا» (إ.ب)
TT

نفت مصادر بارزة في هيئة أركان الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» إخلاء مقاتليه لجبهات مدينة حلب، مؤكدة أن خروج 14 ألف مقاتل من حلب الذين زعمت صحيفة «حرييت» التركية أنهم خرجوا من المدينة «يعني وصول النظام إلى الحدود التركية، وهو ما ننفيه جملة وتفصيلا».

وقالت المصادر إن أرقام المقاتلين على الجبهات الساخنة «لا يصل إلى هذا العدد»، مشيرة في الوقت نفسه إلى معلومات عن أن زعيم تنظيم «جبهة ثوار سوريا»، جمال معروف، موجود في تركيا. وقالت إن عناصر «الحر» الموجودين في الأراضي التركية الذين فروا من الصراع مع «جبهة النصرة»، وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا، «لا يتخطى عددهم المائتي مقاتل»، في حين لا يناهز عدد مقاتلي «جبهة ثوار سوريا» في شمال سوريا 5 آلاف مقاتل.

وكانت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» (التركية الصادرة بالإنجليزية) قد قالت في عدد أمس نقلا عن ضابط عسكري تركي كبير لم يكشف عن اسمه، إن «الجيش السوري الحر المعارض للنظام قد توقف عن مقاومته له، وسحب 14 ألف مقاتل من في مدينة حلب ثاني كبرى المدن السورية». وأضافت أن جمال معروف قائد «جبهة ثوار سوريا» التي هزمت على يد جبهة النصرة أخيرا في جبل الزاوية بريف إدلب بالشمال السوري، «لجأ إلى تركيا ويتمتع بالحماية الرسمية»، من دون أن يكشف عن مكان إقامته.

وتتنوع فصائل «الجيش السوري الحر» التي تقاتل في جبهات حلب، إذ أكد المسؤول في المكتب الإعلامي في حركة «حزم» أحمد بكور لـ«الشرق الأوسط» أن أيا من مقاتلي الحركة، أو مقاتلي الجيش السوري الحر الآخرين، أخلوا مواقعهم من جبهات المدينة، مؤكدا: «إننا نقاتل معا على الجبهات الساخنة، وننتشر في أغلب جبهات حلب». وقال إن مقاتلي الحركة المعتدلة والمدعومة من واشنطن «موجودون في جبهة حندرات والمدينة الصناعية وغرب السجن المركزي، وهي النقطة الأكثر سخونة في حلب ضد قوات النظام، ويوجدون في جبهة الشيخ سعيد في الجنوب الشرقي وقرب مطار حلب الدولي، إضافة إلى «وجودنا داخل المدينة في حي صلاح الدين». وأشار إلى أن مواقع حركة «حزم» ومقراتها «لا تزال قائمة بمقاتليها التابعين لنا، خصوصا في الريف الغربي للمدينة عند (الفوج 46) والاتارب، وهي مناطق يوجد فيها حلفاء لنا هم (جيش المجاهدين)، وحركة (نور الدين الزنكي) وغيرهما».

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس الثلاثاء إن تركيا قد تتعرض لتدفق موجة جديدة من اللاجئين السوريين تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين لاجئ إذا تقدمت قوات الرئيس السوري بشار الأسد أو قوات تنظيم داعش قرب حلب.

وتقصف الطائرات الحربية الأميركية قوات داعش في مناطق من سوريا، لكن قوات الأسد كثفت حملتها ضد بعض جماعات المعارضة التي تعتبرها واشنطن حليفة لها في غرب وشمال سوريا بما في ذلك داخل حلب وحولها.

وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة: «من يملأ حاليا الفراغ الذي تركه تنظيم داعش نتيجة للهجمات الجوية للتحالف؟.. إنه النظام»، مشيرا إلى نظام الأسد. وأضاف: «لكن لا يوجد اختلاف كبير بين تنظيم داعش والنظام. الاثنان يقتلان بوحشية، خصوصا المدنيين. ولا يتردد أي منهما في استخدام أي أسلحة متاحة لديهما».

وقال وزير الخارجية التركي في مؤتمره أمس إن «إضعاف المعارضة المعتدلة، أي الجيش السوري الحر الذي يدعمه التحالف، سيجعل الموقف غير المواتي في سوريا أكثر سوءا ويزيد من عدم الاستقرار».

وأضاف جاويش أوغلو: «المدنيون المذعورون يفرون من المناطق التي يكسب فيها تنظيم داعش وجماعات إرهابية والنظام، أراضي. إن التقدم المحتمل في حلب سيعني تدفق مليونين أو 3 ملايين لاجئ على الحدود التركية طلبا للجوء».

وقتلت الحرب الأهلية في سوريا نحو 200 ألف شخص وأجبرت أكثر من 3 ملايين على الفرار من البلاد طبقا لإحصاءات الأمم المتحدة.

وتستضيف تركيا الآن أكثر من 5.‏1 مليون لاجئ، وتطالب الولايات المتحدة وحلفاؤها بإقامة ملاذ آمن للنازحين على الجانب السوري من الحدود.

وتسيطر قوات المعارضة وقوات الحكومة السورية على أجزاء من حلب التي كانت أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان قبل الحرب. وانتزع التنظيم أراضي من جماعات إسلامية منافسة في شريط من الأراضي إلى الشمال من حلب، مما هدد طرق الإمداد لقوات المعارضة، كما يسيطر التنظيم أيضا على مساحات كبيرة من الأراضي في محافظة حلب.

وتؤيد تركيا بقوة الجيش السوري الحر، وهو مظلة لعشرات الجماعات المسلحة التي تحارب ضد الأسد وتنظيم داعش، وتضغط حتى يوسع التحالف الذي تقوده واشنطن حملته للتعامل مع الأسد.