أنباء متضاربة عن زيارة بارزاني اليوم لبغداد لتنفيذ الاتفاق النفطي

نائب كردي: اتفاقية أربيل بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم دخلت حيز التنفيذ

نيجيرفان بارزاني (أ.ب)
TT

فيما أكدت مصادر مطلعة أن الزيارة المنتظرة للوفد الكردي برئاسة رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني سوف تبدأ اليوم إلى بغداد، نفت مصادر كردية مقربة من رئيس حكومة الإقليم قيام بارزاني بهذه الزيارة قريبا.

وقالت مصادر كردية ببغداد، في تصريحات صحافية أمس، إن «وفدا كرديا برئاسة رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني سيزور بغداد الأربعاء لبحث المشاكل العالقة بين المركز وكردستان»، مبينا أن «الوفد يضم كلا من وزير مالية الإقليم بايز طالباني، ووزير الثروات والموارد الطبيعية في كردستان اشتي هورامي، ورئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين، والمتحدث باسم حكومة الإقليم سفين ده زئي، وعددا من المسؤولين الآخرين في الإقليم». وأضاف المصدر أنه «من المقرر أن يلتقي الوفد الكردي برئيس الوزراء حيدر العبادي ومسؤولين آخرين للوصول إلى اتفاقية نهائية بعد اتفاق مبدئي لحل جميع المشاكل بين الطرفين ومنها تصدير النفط والموازنة».

من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني عبد العزيز حسن، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الزيارة كانت مقررة من قبل ولكن عدم التوصل إلى اتفاق حقيقي أو عدم وجود نوايا حسنة في الماضي لبحث المشاكل العالقة كان يؤجل هذه الزيارة، لأن نتائجها كانت معروفة سلفا». وأضاف حسن أن «الأمر اختلف الآن حيث توافرت لدى الطرفين (حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية) إرادة حقيقية في إيجاد حلول للأزمات والمشاكل العالقة، وهو ما تجلى في مبادرة وزير النفط عادل عبد المهدي»، مشيرا إلى أن «متطلبات المرحلة الراهنة التي نمر بها ويمر بها الجميع، والتي تتمثل بوجود أخطار مشتركة منها خطر الإرهاب والمشاكل الاقتصادية التي يمكن أن تنتج عن تخفيض أسعار النفط، ربما وفرت الجو المناسب لتحقيق تقدم حقيقي في هذا المجال».

وأوضح حسن أن «زيارة نيجيرفان بارزاني اليوم إلى بغداد، ومن طبيعة الوفد المرافق له، ستكون مهمة لبلورة هذا الاتفاق بصيغته العملية، بالإضافة إلى بحث المسائل العالقة التي ستكون كلها على طاولة الحوار بين الطرفين، مع أن التركيز في هذه المباحثات سيكون على الملف النفطي»، مبينا أن «تحقيق تقدم في هذا الملف سيكون مفتاحا حقيقيا للتوصل إلى حلول لباقي القضايا العالقة والتي نأمل جميعا أن يتم حسمها حتى نتوجه جميعا إلى مرحلة البناء والاستثمار».

في السياق نفسه، عدّ عضو لجنة النفط والطاقة في البرلمان العراقي ووزير النفط الأسبق إبراهيم بحر العلوم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا الاتفاق جزء من وثيقة الاتفاق السياسي الذي تم التوقيع عليه في الثامن من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي عندما نالت الحكومة الثقة، وبالتالي فإنه أمر طبيعي أن تدخل هذه الوثيقة حيز التنفيذ وفي سياق البعد العملي، لذلك جاءت مبادرة عادل عبد المهدي وزير النفط لترسم الإطار الحقيقي لهذا الاتفاق بالصيغة التي تم بها والتي سوف يتم تعزيزها من خلال زيارة وفد حكومة الإقليم إلى بغداد». وعبرّ بحر العلوم عن أمله في أن «يسهم هذا الاتفاق في إيجاد الأرضية المناسبة لحل المشاكل السياسية العالقة والموروثة حتى لا تتكرر مثل هذه الأزمات والمشاكل مستقبلا، لكي تتمكن الحكومة وبمؤازرة الجميع من تنفيذ برنامجها للسنوات الأربع المقبلة».

بدوره، قال هوشيار عبد الله، رئيس كتلة التغيير الكردية في مجلس النواب العراقي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «اتفاقية أربيل بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم دخلت حيز التنفيذ، لذا وفد حكومة الإقليم سيبحث في زيارته إلى بغداد محورين رئيسيين، هما بحث كل المشاكل العالقة بين الطرفين، واستكمال الاتفاق المبدئي الذي أبرمه الجانبان في أربيل الأسبوع الماضي، وكيفية تطويره، والنهوض بالاقتصاد العراقي، وقضية النفط وانخفاض أسعاره في الأسواق العالمية».

من جهته، قال عرفات كرم، النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «زيارة رئيس حكومة الإقليم إلى بغداد، ستكون زيارة تاريخية حاسمة، للتأكد من أن هناك نية من بغداد لمعالجة المشاكل بين الجانبين. في المقابل الحكومة العراقية الآن كما يبدو لديها النية لمعالجة هذه المشاكل مع الإقليم، خاصة في قضايا النفط والغاز والبيشمركة، لذا سيصلان إلى حل مشتركة لكن هذا يحتاج لبعض الوقت».

لكن فرحان جوهر، عضو لجنة العلاقات في برلمان كردستان، نفى الأنباء عن توجه وفد الإقليم إلى بغداد الأربعاء، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «زيارة وفد الإقليم إلى بغداد مرتبطة بوصول السلفة المالية التي اتفق عليها الطرفان الأسبوع الماضي (نصف مليار دولار)، ولحد الآن لم تصل هذه السلفة إلى البنك المركزي في كردستان، ونحن بانتظارها، وما لم تصل هذه السلفة فالوفد لن يتوجه حاليا إلى بغداد، لأن برلمان كردستان ألزم رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني بعدم التوجه إلى بغداد إلا بعد إرسال الأخيرة السلفة المالية المتفق عليها مع كردستان إلى أربيل».

وكان سكرتير مجلس وزراء إقليم كردستان آمانج رحيم، قد صرح لـ«شبكة رووداو الإخبارية»، المقربة من رئيس حكومة الإقليم، بأن «نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم لن يزور بغداد قريبا، وليس هناك أي موعد محدد لهذه الزيارة».