عودة صهر بن علي إلى تونس تثير الاتهامات بين الأحزاب السياسية

المعارضون يعتبرونها بمثابة رجوع لرموز النظام السابق إلى المشهد السياسي

TT

استقبل الشارع التونسي عودة سليم شيبوب، صهر الرئيس التونسي الأسبق، بكثير من التعجب والتعاليق الساخرة والتخوف من عودة رموز النظام السابق إلى المشهد السياسي، خصوصا بعد عودة سابقة للمنذر الزنايدي، أحد أكثر القيادات السياسية تنقلا بين الحقائب الوزارية. ودافع أنصار شيبوب عن هذه العودة بالإشارة إلى وجود ضمانات قانونية في تونس، وقضاء مستقل ينظر في القضايا دون النظر إلى أسماء المتهمين. كما أثارت ردود فعل متباينة من طرف بعض الأحزاب السياسية.

وخلافا لما كان منتظرا، فقد حطت أمس طائرة خاصة قادمة من الإمارات العربية المتحدة في مطار النفيضة الدولي، القريب من مدينة سوسة موطن الحكم السابق (بن علي من حمام سوسة)، بدل مطار تونس قرطاج الدولي، الواقع في العاصمة التونسية، حيث يمكن أن يواجه هناك احتجاجات حادة. وذكرت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن سبب تغيير مكان وصوله من العاصمة إلى سوسة، يعود لإجراءات أمنية، وبسبب وجود مخاوف كبيرة من حدوث مواجهات بين المؤيدين للنظام السابق، وبين من يدعون إلى إبعاد رموز عهد بن علي عن واجهة الأحداث السياسية.

وبمجرد وصول صهر بن علي من الباب الخلفي للمطار ألقي عليه القبض في ظل إجراءات أمنية مشددة، واقتادته السلطات إلى مقر المحكمة الابتدائية بالعاصمة، بعد أن صدر في حقه حكم غيابي يقضي بسجنه مدة 5 سنوات مع التنفيذ العاجل في قضية تتعلق بتوريد وحمل سلاح من الصنف الأول دون رخصة، كما صدر ضده حكم ثان بالسجن لمدة سنة واحدة في قضية حمل سلاح من الصنف الثاني دون رخصة.

وقال سفيان السليطي، المتحدث باسم المحكمة الابتدائية في العاصمة، إن شيبوب مثل أمام الدائرة الجنائية في حالة توقيف قصد الاعتراض على حكمين قضائيين صادرين بحقه، مضيفا أن قضايا أخرى ضد صهر بن علي معروضة أمام القضاء التونسي، وأمام القطب القضائي المالي (هيكل قضائي ينظر في قضايا الفساد المالي)، وأنه سيمثل أمام القضاء في تلك القضايا.

ويسود إحساس لدى بعض التونسيين بالمرارة تجاه ما يجري، ويساورهم شعور بالانقلاب البطيء على الثورة بعد عودة معظم رموز النظام السابق إلى واجهة الأحداث السياسية، وقد علق بعضهم بالقول «بعد الانتخابات الرئاسية وتنصيب أعضاء البرلمان سوف تستقبل تونس بلحسن الطرابلسي، صهر بن علي، وليلى الطرابلسي (زوجة بن علي)، وسيطلق سراح عماد الطرابلسي (شقيق ليلى الطرابلسي) وينظم بعد ذلك استقبال يليق ببن علي نفسه»، في إشارة إلى إجهاض الثورة التونسية التي قامت ضد تلك الرموز.

واستغلت عدة أطراف سياسية عودة شيبوب لتبادل التهم، حيث سارع محسن مرزوق، القيادي في حركة «نداء تونس» المتهمة بفتح الأبواب أمام عودة وجوه الماضي، إلى نفي أية علاقة لحزبه بعودة صهر بن علي، وقال إن الحزب لا يملك مقاليد الحكم حتى يصدر قرارات بهذا الحجم. كما نفى اتهامات سليم الرياحي، رئيس الاتحاد الوطني الحر، بأن «عودة شيبوب إلى تونس من صنع (نداء تونس)».

ويحاول مرشحون للرئاسة الاستفادة من عودة شيبوب من أجل الضغط على الباجي قائد السبسي، وسحب بعض المؤيدين من مخيمه، أو على الأقل كسر طوق الاستقطاب السياسي الثنائي القائم بين الباجي والمرزوقي. وفي هذا الشأن، دعا أنصار ترشح المنصف المرزوقي إلى الانتخابات الرئاسية، إلى الاستفادة من عودة شيبوب بالتصويت للمرزوقي، وأكدوا أن هذا التصويت هو الوحيد الكفيل بقطع الطريق أمام عودة منظومة النظام السابق.