أفضل النجوم.. «وسط وهجوم»!

عادل عصام الدين

TT

من يصدق ؟!

بعد 14 بطولة في دورة الخليج لكرة القدم تم اختيار أحد المدافعين ليكون نجما للدورة. حدث ذلك في «خليجي 15» بالرياض حين اختير الظهير القطري الممتاز جفال راشد أفضل لاعب في البطولة. وفي البطولة التي استضافتها عمان عام 2009 اختير المدافع السعودي ماجد المرشدي أفضل لاعب في البطولة، وهو يوجد الآن ضمن لاعبي الفريق الحالي بالرياض، ما يدل على أن المرشدي الذي خطف الإعجاب في عمان لم يطور مستواه أو لم يحتفظ بنفس المستوى، وإلا فكيف يجلس من حقق المركز الأول قبل 6 سنوات وهو في بداياته في صف الاحتياطيين مع المنتخب الحالي؟!

يحدث ذلك في كل العالم، واختيارات دورات الخليج ليست مفاجئة أو استثنائية؛ ذلك أن عاشق الكرة ميال ومتعاطف مع أداء لاعبي الوسط والهجوم أكثر. ولا شك أن من يلعبون في الوسط والهجوم أكثر جاذبية لأسباب فنية متعددة.

من بين 21 نجما من الذين فازوا بلقب أفضل لاعب في دورات الخليج لم يفز من خط المدافعين إلا جفال والمرشدي، علما بأن دورات الخليج قدمت لنا أسماء كبيرة وعمالقة، نذكرهم من البدايات.

في دورة الخليج الأولى مثلا كان هناك عمالقة في الدفاع، لكن اللقب خطفه القطري خالد بلان، رحمه الله، الذي فاجأ الجميع بأداء باهر، وكان حريفا يتمتع بمهارات فردية عالية، وفي الدورة الثانية خطف اللقب فنان الوسط الكويتي ودينمو الأزرق فاروق إبراهيم، رحمه الله، وفي الثالثة تألق نجم وسط قطر محمد غانم، رحمه الله.. ثم توالت أسماء المهاجمين ولاعبي الوسط على الترتيب: علي كاظم مهاجم العراق، وفلاح حسن مهاجم العراق، وخالد سلمان المهاجم القطري، وحسين سعيد المهاجم العماني، ومؤيد الحداد المهاجم الكويتي، وحبيب جعفر لاعب الوسط العراقي، وناصر خميس مهاجم الإمارات، ومبارك مصطفى الجناح القطري الخطير، ومحمد علي مايسترو خط الوسط الإماراتي، وخالد مسعد الذي أطلقت عليه لقب «الأنيق»، وبذلك يكون هو أول سعودي يفوز باللقب، لكنه لم يكن وحيدا؛ فقد شاركه نجم وسط الكويت عبد الله وبران وعبد الرضا عبد الوهاب من البحرين، ثم جاء الكويتي بدر حجي، وكان في الوسط المتقدم، ثم جفال راشد ومحمد سالمين من البحرين، وكان يلعب في الوسط والهجوم، وطلال يوسف هداف البحرين، ومهاجم الإمارات إسماعيل مطر الذي جمع لقب أفضل لاعب مع لقب الهداف، بعد ذلك المرشدي من السعودية، وفهد العنزي من الكويت الذي بدأت نجوميته من اليمن، وهو من سجل أولى أهداف الكويت في الدورة الحالية، وأخيرا ظهر عموري فنان الوسط الكبير في الدورة الماضية بالبحرين. لأن الكرة قتال وفن.. دفاع وهجوم، يبدو واضحا أن ثمة جاذبية كبيرة للأداء الهجومي، لكرة المتعة والسحر والاستعراض، ولذلك تظل السيطرة على الألقاب للاعبي الوسط والهجوم، ومما يدفع في هذا الاتجاه أن تسجيل الأهداف عامل مساعد في زيادة الجاذبية، حيث يأتي الدعم من لغة الأرقام. الأهداف ترفع من شأن المهاجمين، والتمريرات الساحرة القاتلة ترفع من شأن لاعبي الوسط، ويظل المدافع متفرجا مهما تألق في قطع الكرات ومنع الهجمات.

[email protected]